سلاح «ليزري» قوته «30 ألف مللي واط» حصلت عليه «الراي» من السوق المحلية!

بـ 50 ديناراً ... تحرق المنازل وتربك الطائرات وتُعمي البشر

1 يناير 1970 08:21 ص
• إعلانات شائعة عن السلاح المدمّر... ومخاوف من انتشاره بين المراهقين في غيبة الرقابة
بـ 50 ديناراً فقط... يمكنك أن تكوي الأجساد، وتحرق الأخضر واليابس وتعُمي العيون... وتشوش على الطائرات!

هذا ليس إعلانا تجاريا... بل تحذير من سلاح «ليزري» لا يتجاوز حجمه مصباحا يدويا أو بطارية الجيب، لكنه لا يشع ضياء وحسب، بل يثير - من بعد - عاصفة من الخراب اذا وقع في يد مراهق عابث لا يدري مدى خطورته!

السلاح الليزري - الذي يحمل شعاعا ليزريا قوته 30 ألف مللي واط - يمكنه إحراق منزل او التشويش على طائرة في الجو، او إلحاق العمى بإنسان في خلال بضع ثوانٍ... وهو بدأ ينتشر في كثير من الأماكن وتروج له على الانترنت إعلانات تتوارى في زوايا «العالم الافتراضي»، فهل في عالمنا الواقعي جهات حكومية تراقب هذه الاسلحة المدمرة وتتخذ تدابير لمكافحتها حتى لا تقع في يد كل من يمتلك 50 دينارا من المراهقين والشباب ليلحقوا بالمجتمع والناس خسائر لا تقدر بثمن؟!

«الراي» حصلت من «السوق المحلية» على السلاح «الليزري» الشديد الخطورة الذي يمتلك القدرة على إحراق أي شيء قابل للاشتعال في ثوانٍ معدودات، فلا تكاد تسلطه على الهدف المقصود سواء كان جسدا أو مادة خام أو ورقا أو ملابس حتى يتصاعد منه الدخان، وسرعان ما يشتعل لهبا في غضون 30 ثانية، ولأن هذا الشعاع يحمل خاصية الانتقال عبر الفراغ الى أماكن شديدة البعد، تثار المخاوف من إمكان استغلاله في إرباك حركة الطيران الجوي، بل وإلحاق التشويش إن لم يكن الإضرار البالغ بأجهزة الملاحة في الطائرات، وإزاحتها الى حافة الخطر، وفقا لقوة الطاقة الليزرية للسلاح الذي توجد منه أنواع متفاوتة الشدة تتراوح بين 1000 مللي واط في حدها الادنى و30 ألف مللي واط في سقفها الاعلى، وهي القوة التي يرتبط بها مدى تأثر الهدف الذي يتلقى الضوء.

وأظهرت التجارب التي أجريت على الليزر - ورأت «الراي» جانبا منها - ان سقوط الشعاع بضع ثوانٍ على أي مادة سريعة الاشتعال (كالبنزين مثلا) يكفي لإشعالها من جراء قوة الذبذبة التي تولد طاقة حرارية هائلة، الامر الذي يمكن ان يشعل ألسنة النيران في منازل بأكملها عن طريق تسليط الليزر على قطع أثاثها عبر النوافذ من مسافات بعيدة نسبيا، كما يمكن تفجير حاوية محروقات أثناء سيرها اذا سلط عابث الشعاع عليها من سيارة تتعقبها على الطريق!

«الليزر الحارق»، الذي يحمل تحذيرا مكتوبا بوضوح من خطورته، يكفي إسقاطه على العيون الآدمية بضع ثوانٍ لكي يصيبها بالعمى، والتدمير الجزئي والكلي للشبكية، إن لم يكن على الفور، فبالتدريج حيث تتضاءل القوة البصرية لتنضب تماما بعد بضعة أيام، ويحذر بعض العارفين بفداحة هذا السلاح من ان خطره لا يقتصر على تسليطه مباشرة على العين او الجسم، بل ان تأثيره المنعكس من سطح لامع او مرآة او زجاج مصقول يمكن ان يفتك بالعين أيضا.

السلاح الليزري يثير عاصفة من المخاوف تتعلق بمخاطره، إذا انتشر في أيدي مجموعات من المراهقين والشباب، لرخص سعره الذي لا يتجاوز 50 دينارا، الى جانب صغر حجمه وسهولة شحنه، بالإضافة إلى موجة من علامات الاستفهام حول دور الجهات المعنية التي لا تعلم ما اذا كانت تعرف شيئا عن هذا الطوفان الذي ينذر بعواقب وخيمة على البشر والممتلكات، خصوصا أن هذا السلاح يمكن ان يجتذب كثيرا من المراهقين لاشك انهم سيستخدمونه وهم يجهلون خطره على المجتمع والناس».

ويظل السؤال الأهم عن «انتشار إعلانات - على نطاق واسع - تروج لهذا الشر الداهم في مواقع مختلفة على الانترنت»، ما يوجب على الجهات الامنية والتجارية تفعيل مسؤولياتها لحماية الناس من العبث الذي نستهين بفتح الأبواب له في البداية، غافلين عن الخسائر الفادحة التي قد تلحق بنا في نهاية المطاف... وحينئذ ربما يعتصرنا الألم والندم... من دون جدوى!».