بغداد - ا ف ب - بعد توقف الاشتباكات العنيفة التي خلفت وراءها مئات القتلى والدمار في مدينة الصدر، معقل «جيش المهدي» في شرق بغداد، يحاول السكان استعادة حياتهم الطبيعية رغم الجدار العازل الذي اقامه الجيش الاميركي لدواع امنية.
ويقول ابو علي (50 عاما) الذي اعاد فتح محله التجاري الاسبوع الماضي بعد اغلاقه نحو شهرين، «نعيش وكاننا في معزل بسبب هذا الجدار».
ويؤكد ابو علي الذي يرتدي دشداشة تقليدية ان «الهدوء عاد الى المدينة لكن حياتنا اصبحت اكثر صعوبة».
ويضيف بامتعاض «ننتظر ساعات للعبور الى المدينة والخروج منها» في اشارة الى ارتال السيارات الواقفة عند المداخل المؤدية الى مدينة الصدر.
وتفرض القوات الاميركية والعراقية اجراءات مشددة عند مداخل المدينة خصوصا اغلاق الطريق الرئيسية بالحواجز الاسمنتية ونقاط التفتيش. كما يرغم الازدحام والجدران العازلة السكان على المسير لمسافات بسبب صعوبة التنقل بواسطة السيارت.
ويقول ابو علي، «حتى سيارات الاسعاف لا تستطيع الوصول الى بعض مناطق المدينة» قبل ان يضيف متسائلا «ماذا نفعل بمرضانا»؟
وبنى الجيش الاميركي جدارا اسمنتيا بارتفاع نحو خمسة امتار وطول كيلومترات عدة، لعزل القسم الجنوبي من الضاحية الشيعية بهدف وقف اطلاق الصورايخ وقذائف الهاون على المنطقة الخضراء التي تضم مقرات الحكومة والسفارتين الاميركية والبريطانية.
ويتولى الجيش العراقي المسؤولية الامنية في معظم احياء مدينة الصدر حيث يتمركز في نقاط تفتيش عند مداخلها وفي تقاطع ساحة «الخمسة والخمسين» عند منتصف شارع القدس الذي يقسم الضاحية الفقيرة الى جزئين غير متوازيين يقع اكبرهما خارج الجدار.
يذكر ان الجيش الاميركي شيد الجدار العازل في شارع القدس.
ومع ذلك، يوفر الجدار فرصة للبعض ممن يعمل على نقل النساء والاطفال والرجال احيانا في عربات صغيرة تسحبها دراجات نارية مقابل مبالغ بسيطة، الامر الذي لم يكن مألوفا من قبل. لكن عددا من باعة الخضار والفاكهة على امتداد الجدار يؤكدون انهم فقدوا معظم زبائنهم المقيمين في الجانب الاخر.