حديث / الحسد والغيرة... من الحريم

1 يناير 1970 05:39 م
جميعنا ومن دون مبالغة يحمل داءً خطيرًا يتحول في أحيان الى سلاح قاتل ألا وهو (الحسد)، هذه (العلة) التي بدأت تنتشر بكثرة في مجتمعنا؛ تتفاوت بين الجميع الا أنها باقية في أجسادنا ولا تخرج، وكما قيل عن الحسد «لا يخلو جسد من حسد، فالكريم يخفيه واللئيم يبديه... شيء ينازعنا من الداخل وكثيراً ما ننهزم أمامه والضحية عادة ما يكون شخصاً موهوباً أو ناجحاً في تجارته أو عمله أو حياته الخاصة، فهناك من يعاني من صحبة بعض المحيطين بنا لأنهم يتصرفون بشكل غريب يوحي بأنهم لا يحبوننا ولكنهم يصرون على التقرب منا؟ وهنا نتساءل؟ أيحدث أن يحاول بعضهن وضع العراقيل أمامك أو يعمل على افساد علاقتك مع الآخرين أو تحريضهن ضدك؟ اذا كنت تشعرين بهذه الأمور أو ببعضٍ منها فأنت من دون شك محط غيرةٍ وحسد وكما قال الشاعر... اصبر على كيد الحسود فان صبرك قاتله... فالنار تأكل نفسها ان لم تجد ما تأكله، وقبل كل شيء أولا تذكري أن هذه المشاعر السلبية التي يبديها البعض ضدك ما هي الا مؤشرٌ على نجاحك وتميزك، فلا تدعيها تؤثر عليك سلبًا... قد يكون تفوقك في دراستك هو السبب، أو ربما جمالك وأناقتك، أو ربما هي شخصيتك الكاريزمية ونجاحك في استمالة الآخرين والحصول على حبهم وتقديرهم واعجابهم، ولربما يكون السبب هو أنك موفقة في حياتك الزوجية والأسرية أو في حياتك العملية أو ربما هو نجاحك في التوفيق بين الأمرين... اذاً مهما كان السبب لغيرة الآخرين منك وحسدهم لك فلا ذنب لك في ذلك، ومع هذا فمن المهم جدًّا معرفة كيفية التعامل مع هذا النوع من الأشخاص فهم يسببون الكثير من الازعاج دون شك... اذاً كيف تتعاملين مع من يحسدك ويغار منك؟ وهنا يمكن تقسيم هؤلاء الأشخاص الى مجموعتين: أشخاص لا تأثير لهم على حياتك ولذا فليس بامكانهم مسك بسوء وان أرادوا، ولكن غيرتهم وحسدهم مصدر هم وغم في حياتك... ثم هناك الأشخاص الذين يستطيعون ترجمة مشاعرهم المعادية الى أفعال والحاق الأذى بك وربما بأعزائك أيضًا... ان الطريقة المثلى للتعامل مع الفئة الأولى هي تجاهل هؤلاء الأشخاص ومحاولة الابتعاد عنهم قدر الامكان لتتجنبي أي مشاكل أو مضايقات... ولكن ماذا لو كان أحدهم شخصًا قريبًا منك كأخت أو صديقة حميمة، البعد والتجاهل قد لا يكونان حلاً مناسبًا دائمًا ولذا ففي هذه الحالة عليك التحدث معهم ومحاولة انتزاع مشاعر العداوة من صدورهم، وحاولي أيضًا اشعارهم بأنهم هم أيضًا مميزون، فأثني عليهم من حينٍ لآخر واذكري محاسنهم... فان شعور من يحسدك ويغار منك بأنك تحبينه وبأنك تمتدحينه أمام الآخرين فقد يراجع نفسه ويعاملك بالمثل، أما الأشخاص من الفئة الثانية فهم أخطر وأشد ضررًا، ولا يمكنك الوقوف مكتوفة الأيدي أمام مكائدهم، فحاولي اتباع النصيحة الأولى معهم أيضًا، فاعملي على استمالتهم وكسب ودهم بالمجاملة والمديح من وقتٍ لآخر ولكن دون مبالغة أو نفاق، ان آتت هذه الوسيلة ثمارًا حسنة فقد انتصرت دون اللجوء الى طرق أخرى، أما ان لم تؤثر معاملتك الحسنة لهم على حسدهم وغيرتهم فان عليك القيام بكل ما تستطيعين به لإيقافهم... والخطوة الأولى والأهم هي الابتعاد عنهم وعدم افشاء أي سر أو معلومة عن حياتك الشخصية أو العملية لهم، ثم تحذير الآخرين منهم ومن الأفخاخ التي ينصبونها لك... لا تلجئي الى خطوات متطرفة كمحاولة ايذائهم فهذا تصرف أحمق وستكون له عواقب وخيمة، حافظي على صورتك كسيدة راقية ومميزة حتى في أحلك الظروف ولا تقابلي الاساءة بالاساءة فهذا ليس من شيم السيدات الراقيات.

همسة

بما ان الكمال ليس من صفات البشر، وحيث ان قائمة الصفات التي نتمناها لو متعنا الله بها لا نهاية لها، فان القليلين فقط من الناس يمكنهم ان يسعدوا لسعادة صديق سعيد من دون أن يحسدوه عليها، وبدل ان تكون لدينا فكرة الحسد السلبية، نكوّن افكاراً اخرى ايجابية.

[email protected]

@Follow Me :sshaheen9

Instagram:u20storiess