مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي
يا علي صوّت بالصوت الرفيع
| مبارك مزيد المعوشرجي |
1 يناير 1970
04:36 ص
النائب الفاضل علي الراشد من السياسيين النادرين، إن لم يكن فريداً بينهم، فهو قاضٍ سابق فاز بالكرسي النيابي مرات عديدة ومتتابعة لمدة طويلة، حمل حقيبة وزارة العدل وانتخب رئيساً لمجلس الأمة المبطل الثاني، وكان دائماً في جميع حالاته المهنية والسياسية من أشد المؤيدين للحكم والحكومة، بل إنه عيّر ومنَّ على الشعب الكويتي بما تقدمه الحكومة له من امتيازات اجتماعية ومالية، فنعته سياسي مخضرم بلقب التصق به فترة. وكان من الموالين لسمو رئيس الوزراء الحالي الشيخ جابر المبارك، أو على الأقل لم يكن من معارضيه، بدليل انه لم يكن مؤيداً لأي استجواب وجِّه إليه.
وفي جلسة يوم الأربعاء 8 الجاري قال في سمو الرئيس ما قاله النائب السابق مسلم البراك برئيس الوزراء السابق، وهو ما كان يرفضه الراشد ويعيبه، فما الذي قلب أبو فيصل على حليف الأمس؟ أهو تغير الكراسي أم المواقف؟
إن السياسة عالم متغير أساسه القبول بالمتاح، ولكن الثبات على المبدأ أيضاً من القواعد السياسية الأساسية.
نعم فشل سمو الرئيس في حل مشاكل متراكمة ورثها من الحكومات السابقة، وهو لم يعط الوقت أو الاستقرار للبدء بل لإيجاد حل لهذه المشاكل.
فمنذ الجلسة الأولى للمجلس الجديد فوجئ ووزراؤه باستجوابات من أيتام السياسة ومراهقيها، فاضطر أن يعيد تشكيل حكومته، وإن كان أبو فيصل لم يُستشر (كرئيس مجلس أمة سابق) في هذا التشكيل أو لم يعجبه، فذلك لا يعطيه الحق- بعد هذا التاريخ الطويل بالعمل السياسي والقضائي- بأن يتلفظ بهذه المفردات، وتحت قبة عبد الله السالم، كلام بان عليه تغلب الغضب على العقل، راجين للقاضي الوزير الرئيس النائب علي الراشد أن يسرع بإصلاح ما أفسده غضبه، أو أن يقرَّ بصواب مسلم البراك في أقواله ومطالبه، وهو أمر رفضته غالبية الشعب الكويتي.