الكويت تخطط بعد ارتفاع سعر النفط، والفائض في الموازنة المالية في ضخ المليارات من خلال «الهيئة العامة للاستثمار»، بهدف جني الأرباح، وتوفير مصدر دخل قوي يعزز الميزانية تحسبا لأي انخفاض قد يطرأ على سعر البرميل، وهو حق مشروع نتمنى أن لا يشوبه الباطل!
هذا من الناحية النظرية. وعمليا نتذكر السجال الذي حصل بين النائب مسلم البراك، والعضو المنتدب للـ «الهيئة العامة للاستثمار»، ونراقب هذه الأيام الأسئلة متوجهة إلى وزير المالية مصطفى الشمالي حول قضايا خاصة بالـ «الهيئة العامة للاستثمار»، وقد تشهد الأيام المقبلة تحركاً من قبل النواب تجاه وزير المالية.
وفي خبر آخر يقول فيه العضو المنتدب أن «هيئة الاستثمار» غير مرحب بها في ألمانيا، بينما الوزير الشمالي ذكر بعدها أن «هيئة الاستثمار» لا تواجه صعوبات في ألمانيا، وهذا التناقض بحاجة إلى تفسير من قبل الوزير الشمالي!
على العموم فإن أي استثمار بحاجة إلى دراسة جدوى، وهناك مكاتب استشارية عالمية محترفة تقوم بهذه الدراسات، ونحن نستغرب صمت ديوان المحاسبة إزاء تدهور بعض الاستثمارات وتحديدا في بعض الدول العربية.
إن ديوان المحاسبة بحاجة إلى دعم مالي، وتطعيم العاملين به من خلال جلب خبراء في الرقابة على «الهيئة العامة للاستثمار» لعمل كشف دوري (Audit) على المشاريع التي تضخ الهيئة فيها عشرات المليارات، وذلك بغية الكشف عن أي ممارسات من شأنها إيقاع الضرر على المال العام الذي له حرمة، ويتوجب حمايته من الناحية الدستورية، والدستور يحتكم له الجميع دون استثناء.
ولو قمنا بحسبة «بدو»، كما يقولون، واعتبرنا المبلغ المراد ضخه 100 مليار دولار، وبعائد استثماري 10 في المئة فهذا يعني أن الدولة ستحصل على عائد على الاستثمار (ROI) يبلغ 10 مليار دولار سنوياً، وإن استمر ضخ الأموال بشكل مدروس بعناية فلا شك أن الفائض المالي سيكون في ارتفاع، ولن تكون هناك مخاطرة كبيرة إلا في حال الاستثمار في أسواق تعاني من ارتفاع في نسبة الخطورة، وهذا الأمر يعد ماثلاً في بعض الدول العربية التي تعاني من الفساد حسب تقرير «منظمة الشفافية» الأخير!
نريد من نواب مجلس الأمة أن يطلبوا من الحكومة التعاقد من كبرى الشركات الاستثمارية المتخصصة في دراسات الجدوى الاستثمارية لكشف الملابسات حول استثمارات «الهيئة العامة للاستثمار» من خلال ديوان المحاسبة، وذلك لتوفير عائد ثابت على استثمارات الهيئة يضمن جني الأرباح، ويجنبها الدخول في استثمارات بدول وشركات يعتبر عامل المخاطرة فيها كبير: فهل نحن مدركون لخطورة الأمر. الله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]