مدير «الآثار والمتاحف» تحدث عن وجود 300 موقع في البلاد

الدويش: «الأثري»... كل ما شيّده الكويتي قبل العام 1920

1 يناير 1970 11:17 ص
عرّف مدير إدارة الآثار والمتاحف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب سلطان الدويش المباني التاريخية في الكويت بأنها «كل ما صنعه الإنسان في البلاد قبل العام 1920». وأشار الدويش في لقاء لـ «الراي» الى وجود 300 موقع أثري في البلاد، مبيناً ان آخر موقع تم اكتشافه يقع في «الشقايا» على طريق الحج القديم. وتحدث الدويش عن وجود توجه لافتتاح متاحف ومراكز ثقافية مستقلة في المحافظات، لافتاً الى ان العمل جارٍ لتدشين متحف جديد في جزيرة فيلكا ليدخل قائمة التراث العالمي العام المقبل.

وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:

• ما دور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في المحافظة على الآثار والمتاحف في الكويت؟

- لقد صدر في الكويت مرسوم أميري الرقم 11/ 1960 بتوقيع المغفور له أمير البلاد في ذلك الوقت الشيخ عبدالله السالم الصباح يوضح في مادته الأولى أن تحافظ الكويت داخل حدودها على الاثار القائمة، كما تحترم آثار الشعوب العربية والأمم الأخرى خارج حدودها، ويُناط في هذه المهمة إدارة المعارف والتي يمثلها الآن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومسؤوليتها تقدير الصفة التاريخية والأثرية للمواقع والمباني والحكم بأهمية كل أثر وتطوير الاثار الواجب تسجيلها لحمايتها وصيانتها ودراستها والانتفاع فيها.

• ما المعايير التي يتم بها تحديد المبنى انه تاريخي؟

- كل ما صنعه الإنسان أو أنتجه أوشيده قبل عام 1920 يعتبر من الآثار الواجب دراستها وتسجيلها وصيانة ما تجدر صيانته منها وتقسم الآثار الى آثار غير منقولة وآثار منقولة.

والأولى هي الثابتة التي اكتسبت هذه الصفة بطبيعتها كخرائب المدن وأطلال المنشآت البائدة والأبنية التاريخية المشيدة لغايات مختلفة والثانية هي الآثار المنقولة وهي المنفصلة عن الأرض مهما كانت مادتها والغرض من صنعها ووجوه استعمالها.

• وهل تعتبر أملاك دولة؟

- جميع الآثار المنقولة وغير المنقولة الموجودة في باطن أرض الكويت تعتبر من أملاك الدولة العامة، أما الاثار الظاهرة على سطح الأرض الكويتية فتبقى تصرف مالكيها الى أن يتم استملاكها وللعلم أن ملكية الأرض لا تمنح صاحبها حق التصرف في الآثار الموجودة على سطحها أو في باطنها ولا تخوله حق التنقيب عن الآثار فيها.

• هل للدولة الحق المطلق في استملاك أي أثر؟!

- نعم للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ان يستملك اي اثر منقول أو غير منقول يوجد في أراضي الكويت ووفق الأنظمة المقررة بل ويحظر اغلاق أي منها أو إلحاق الضرر بها أو تشويهها بالكتابة أو الحفر عليها أو تغيير معالمها أو فصل جزء منها أو تزييفها.

• وما الهدف من ذلك؟

- لحمايتها وعدم ضياعها، لأنها تمثل تاريخ الكويت كما ان على المجلس مهمة إدارتها وإجراء أعمال الصيانة والترميم اللازمة على جميع المواقع والمباني التاريخية المسجلة ويشرف عليها للمحافظة على ميزتها الفنية وطابعها التاريخي وينفق عليها من ميزانيته كما يقوم بتجميلها وانشاء الحدائق حولها واعدادها لزيارة «السياح» وتحول ما يمكن منها الى متاحف أو معارض دائمة وتجهيزها بالاستراحات اللازمة للزوار.

• كيف يتم تثمين المباني القديمة؟

- يتم تحديد المبنى وتصنيفه كمبنى تاريخي وتراثي وتحدد لجنة من إدارة نزع الملكية قيمة المبنى حسب سعر السوق ولا يبخس حق أحد.

• وإذا رفض المالك بيعه؟

- لا يجوز التصرف بالمبنى، فإما البيع بالسعر الذي تحدده إدارة نزع الملكية وإما الابقاء عليه مع عدم التصرف به إلا بالرجوع للمجلس الوطني لحالات الترميم والصيانة فقط ولا يجوز بيعه أو هدمه.

• ومتى يتم تحويل المبنى التاريخي الى «متحف»؟

يقوم المجلس الوطني باستلام المبنى من أملاك الدولة ثم دراسته معمارياً وتاريخياً وانشائياً وعلى ضوئها يتم تحويله الى متحف أو الى أحد المعارض الفنية حسب نص المرسوم الأميري الرقم 11/ 1960 وحالياً نعكف على دراسة بعض المباني وفق آلية وأجهزة ليزر حديثة للرفع المعماري للمباني وإمكانية تحويله الى مبنى اثري من عدمه.

• وماذا عن المباني التراثية في مناطق «الصبية» و«فيلكا» التي تقع تحت الأرض ويتم اكتشافها من فترة الى أخرى؟

- في المجلس الوطني إدارتان الأولى تختص بالمباني التاريخية فوق الأرض وهي إدارة الشؤون المعمارية الهندسية أما المباني والآثار التي يتم اكتشافها تحت الأرض فتتبع ادارة الآثار والمتاحف.

• كم عدد الآثار في الكويت؟

- لقد تم تحديد 300 موقع أثري في جميع أنحاء الكويت، بالاضافة الى الجزر، وأهمها آثار (العبيد) في الصبية وموقع كاظمة القديم وموقع (سعد وسعيد) في جزيرة فيلكا وآخر موقع أثري تم اكتشافه في منطقة الشقايا على طريق الحج القديم. وهناك أماكن تاريخية ذكرت في مصادر التاريخ ولم تكتشف حتى الآن مثل حديقة «الجرها» القديمة وقلعة الجليعة ومدافن في الوفرة «ووارة».

• أين توجد آثار الكويت وكيف نصل إليها؟

- في متحف الكويت الوطني وفي بيت ديكسون ومتحف شهداء القرين ومتحف القصر الأحمر وكشك الشيخ مبارك ومتحف التعليم والمتحف البحري وجارٍ العمل على تدشين متحف جديد في فيلكا استعداداً لدخوله في قائمة التراث العالمي خلال السنة المقبلة.

• هل هناك متاحف جديدة سيتم افتتاحها قريباً؟

- هناك توجه لافتتاح متحف ومركز ثقافي مستقل في المحافظات بناء على دعم حكومي وتوصية من وزير الإعلام بصفته رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب خلال السنة المقبلة من خلال تفعيل وتحديث مناطق الجهراء ومبارك الكبير والعاصمة وبناء متاحف جديدة في المهبولة والفروانية.

«القصر الأحمر»



يعتبر القصر الأحمر في الجهراء من المباني التاريخية في الكويت كونه يمثل نموذجاً للعمارة التقليدية الكويتية التي تتلاءم مع منطقة البيئة الصحراوية المحلية وتتفق مع التعاليم الدينية والعادات الاجتماعية والأهداف الدفاعية المنشودة من بنائه في 1915 في عهد المغفور له الشيخ مبارك الصباح.

وقد سمي بالأحمر لأن الطين الأحمر هو المادة الرئيسية التي استخدمت في بنائه وقد ارتبط العقد الأحمر بالشيخ سالم المبارك الصباح الذي حقق النصر في معركة الجهراء التي دارت رحاها بين الجيش الكويتي بقيادته وجيش الاخوان وبعد النصر أمر الشيخ سالم ببناء سور فسيح حول مدينة الجهراء في 1921.

ويتكون القصر الأحمر من 33 غرفة و6 أحواش وعلى شكل مربع وله ثلاث بوابات رئيسية مصنوعة من الخشب القوي ومثبتة بمسامير معدنية وعليه أربعة أبراج للمراقبة والدفاع يطلق عليها اسم «الغولة».

المواقع في جزر الكويت



• جزيرة فيلكا وتقع على بعد 20كم من جون الكويت وطولها 12 كيلومتراً وعرضها 6 كيلومترات، وقامت بها حضارة من الألف الثالث قبل الميلاد «حضارة دلمون» وأجري فيها أول مسح أثري في عام 1958 واكتشف بها 7 مواقع جغرافية أثرية.

• جزيرة عكاز (القرين) وتقع داخل جون الكويت

• جزيرة «أم النمل» وتقع داخل جون الكويت

من خلال عمليات المسح الأثري التي جرت على مناطق متفرقة في الكويت عثر في منطقة (بحرة) و(اهديرة) على بقايا عظام متحجرة (أحفورة) لحيوانات تعود إلى نحو 16 مليون سنة في الصبية.

متحف الكويت الوطني



افتتح متحف الكويت الوطني في العام 1957 وكان موقعه في شرق، في بيت الشيخ عبدالله الجابر (ديوان خزعل سابقاً) ليكون ممثلاً للبيئة الكويتية بجميع مظاهرها المعيشية وحافظاً لعادات وتقاليد وتراث أهل الكويت وراوياً لتاريخ وحياة الكويت القديمة.

وفي العام 1976 تم نقل محتوياته إلى بيت البدر حتى العام 1983 عندما افتتح المتحف الوطني بحلته الحالية في منطقة (القبلة) ليضم مقتنيات قديمة للآثار الحية للتراث الشعبي وآثاراً إسلامية تعود إلى القرون الأولى من العهد الإسلامي وقد تعرض المتحف الوطني إلى التدمير الشامل أثناء الغزو، وقد أعاد النظام العراقي بعض مقتنياته التي نهبت وشحذت الهمم لإعادة الروح إلى قاعات المتحف وفقاً لأحدث النظم والأساليب العالمية في بناء المتاحف مع المحافظة على النمط العربي الإسلامي الملائم للبيئة الكويتية.

«بيت ديكسون»



أنشئ هذا المبنى على شاطئ البحر بالقرب من قصر السيف في نهاية القرن التاسع عشر وهو ملك لأحد التجار الكويتيين كان يستخدمه سكنا ومخزنا ثم اعتمد مكتبا للمعتمد السياسي البريطاني من عام 1904 وحتى عام 1935. ويعتبر بيت ديكسون من أهم المباني التراثية في الكويت وهو يمثل طرزاً معمارية عدة انصهرت في مبنى واحد على الرغم من اختلافه في الشكل الخارجي وفي تقسيم مساحاته الداخلية عن المألوف في العمارة الكويتية التقليدية ويعتبر مبنى السفارة البريطانية القديم في الكويت المبنيين الوحيدين اللذين يمثلان الطراز المعماري الكولونيامي في الكويت وهو طراز يساعد على التغلب على صيف البلاد الاستوائي والمداري وآخر من استغل هذا المبنى هو المعتمد هارولد ديكسون من (1929- 1936) وقد قام بعمليات اصلاح وترميم حتى ظهر بصورته الحالية.

«المهلب»



صنع المهلب على يد محمد بن عبدالله للتاجرين محمد وثنيان الغانم وهما من تجار الكويت وقد أقاما حفلاً كبيرا على ساحل البحر بمناسبة انزاله البحر والقيام برحلته الأولى إلى الهند وبمشاركة كبار رجالات الكويت، وعند ظهور البترول في الكويت نزك المهلب على ساحل البحر أمام منزل صاحبه حتى قام بإهدائه لإدارة المعارف، وفي 1983 وبعد أن تمت صيانته نقل إلى واجهة متحف الكويت الوطني البحرية ليسهل على المواطنين والضيوف زيارته حتى تم احراقه في الغزو العراقي. وعندما أصدر سمو الأمير الراحل جابر الأحمد أمراً بإعادة بنائه وعلى حسابه الخاص وكلف سموه ديوان القلاليف لإعادته في الموقع نفسه الذي احترق به وكلف الاستاذ علي بن جاسم الصباغة ومساعده الاستاذ محمد الحدب للقيام بالمهمة، العام 1997.

«بيت البدر»



يقع بيت البدر في حي «القبلة» محلة البدر ويطل على شاطئ الخليج العربي وكان البيت ملكاً لعبدالعزيز وعبدالمحسن يوسف البدر وبني البيت العام 1837م وتبلغ مساحته 3020م2 وتملكته الدولة في العام 1965 وضم إلى إدارة الآثار والمتاحف.

واستخدم مقراً لمتحف الكويت الوطني بين عامي 1976-1983 وفي العام 1994 أصبحت مسؤوليته منوطة بالمجلس الوطني للثقافة وقد تم بناء البيت من الطين واللبن والصلب وصخور البحر وجريد النخيل والجندل والباسجيل ويضم التخطيط الأصلي للبيت خمسة أقسام يتوسط كلا منها حوش.