شعر / سيدنا يوسف (عليه السلام)

1 يناير 1970 06:41 م
اللهُ أعلَمَنا بخيرِ نصوصِ

بكتابه المُنجيِّ في المقصوصِ

(إذ قالَ يوسفُ) يا أبي إني رأيـ

ـتُ كواكباً والشمسَ قيدَ رصيصِ

لا تقصُصِ الرؤيا فللشيطانِ كيـ

ـدٌ في النفوسِ برغمِ حِرصِ حريصِ

وكذاكَ ربُّ العرشِ يُعطي مَن يشا

ويعلمُ التأويلَ دونَ شُخُوصِ

ويُتم نعمته كما قبلُ اقتضى

لأبيهِ إبراهيمَ بالتمحيصِ*

كم آيةٍ للسائلينِ بما جرى

ما بين بئرٍ غائرٍ وقليصِ

قالوا لَيوسفُ ذو المكانةِ بيننا

وأبوهُ في غيٍّ وسُوءِ نكوصِ

(جاؤوا أباهم) يفترون وكم جرى

دمعاً كذوباً من عيونِ لصوصِ

والذئبُ من دمهِ بريءٌ إنما

خوفُ المُحِبِ مطيةٌ لغَموصِ*

وشَرَوهُ بخساً زاهدينَ به وعِنـ

ـدَ أبيه يوماً لم يكن برخيصِ

هامت به زوجُ العزيزِ وعِندما

همَّت به جاءت نُهى التخليصِ

في السِجنِ باتَ وبانَ سرُّ علومِهِ

تأويلُ أحلامٍ بعينِ بصيصِ

وكذلك التمكينُ بعدَ خروجِهِ

حُرَّاً عزيزاً سيدَ التخصيصِ*

يتبوأ الأرضَ الكريمةَ حينما

دخلوا عليه دون قلبِ فحيصِ

وكذاك كاد لإخوةٍ لم يرحموا

وأتوهُ كي يحظوا بحِملِ أصوصِ*

من ثَمَّ عاد الوصلُ بين قلوبِهم

والتمَّ شملُ الأهلِ بعدَ قميصِ

خرُّوا له تحقيق رؤيا صودقت

بدعائه في موقفٍ مخصوصِ

أنباءُ غيبٍ أوحِيَت لنبينا

ما كان يعلمها ذوو التخصيصِ

صلى عليك اللهُ يا خيرَ الورى

في كلِّ عهدٍ غابرٍ منصوصِ

والآلِ، ما طلعَ النهارُ على الدُنى

هم أهلُ مكرُمةٍ بكلِّ خُصوصِ

هوامش

* غموص: كاذب

* {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} البقرة 124.

* لما صار على خزائن مصر صار المسؤول عن تخصيص حاجات الناس وتوزيعها.

* أصوص: ناقة شديدة كريمة.