| د. تركي العازمي |
بعد اعتذار وزير المالية الشيخ سالم عبدالعزيز الصباح تبقى الحكومة هي الحكومة ومن لا تعجبه التشكيلة فليتضرع إلى المولى عز شأنه بأن يصلح أحوالنا عبر إختياراتنا ولن نتحدث عن التشكيلة ولا عن الإصلاح المبتغى!
نحن من نصنع الفشل والنجاح... نحن من يحدد مصيره بقدرته على التحكم بمستوى محيطه الشخصي وإن حاولنا الإصلاح خارج حدوده فلا حول ولا قوة إلا بالله!
نكتب عن قناعة ولا تملي علينا جماليات المصالح أجندتها لسبب واحد وهو «إن الأرزاق بيد خالق الأرض ومن عليها» وقد يزين هوى الأنفس للفرد متاعا موقتا حيث لا عرف ولا حوكمة ولا أخلاق... فلوس بفلوس: هذه حال حقبة الأهواء!
في عدد «الراي» الخميس 2 يناير 2014 تحدث النائب الدكتور علي العمير لا فض فوه عن زيادة القرض الإسكاني...وقد كنت أختلف معه لكنني أحترمه والعمير.. «هالمرة صح» لكني أعتب عليه لعدم تقديمه للبدائل والأخذ بزمام المبادرة!
نعلم بأن زيادة القرض الإسكاني كمقترح «دندن» عليه البعض تسبب في زيادة الأسعار... «هذا والزيادة لم تقر»!
ونعلم بأن وضع أصحاب القسائم «أرض وقرض» ومن يحاول ولو بالحلم في شراء بيت فعليه أن يحاول «حب كوعه» ويثبت لنا أيها خرج أولا «البيضة أم الدجاجة»!
إنها سخرية الزمن البائس الذي نعيش فصوله... بيوت لا يقل سعرها عن 400 ألف دينار وبمساحة 400 متر مربع والأرض كي تبنيها «بنيان تجاري» تحتاج إلى 120 ـ 140 ألف دينار يعني ضعف المبلغ المخصص من الحكومة هداها المولى حسن البصيرة والتفكر في أحوال العباد!
المقترح الذي كنت أتمنى أن يتبناه النائب د علي العمير يتمثل بالآتي:
- يبقى قرض الـ 70 ألف كما هو عليه ويتم دعم المواطن من قبل الحكومة (حديد، أسمنت، طابوق، برسلان، صحي، كهرباء وخلافه من مستلزمات البناء) لأن الـ 70 ألف بالكاد تكفي للبناء والتشطيب النهائي للقسيمة!
- تفرض الحكومة سيطرتها على الأسعار وتحدد معدل سعر القسائم والمنازل بمختلف أنواعها ومواقعها ليس على حسب العرض والطلب بل قياسا مع الأسعار في البلدان المجاورة!
- ترفع الحكومة يدها عن الأراضي الحكومية وتمنح تجار الأراضي مهلة سنة للبناء وإلا... ونترك الرأي لهم وهم أبخص!
- الإيجارات أسعارها في ارتفاع ويجب أن تضع الحكومة سقفا أعلى للإيجارات حسب تصنيف العقار وموقعه ومساحة العين المؤجرة!
هذا ما نراه كتصور شخصي ولا أظنه قابلا للتطبيق لأن الرأي لا يعود لنا ولا للحكومة لأن أحبتنا سيقولون الارتفاع سببه كذا وكذا وإنها موجة ارتفاع أسعار عالمية وإلخ إلخ إلخ... ونقول طيب «البيض شاللي رفع سعره»!
مشكلاتنا سببها واحد وهو عدم فهمنا لثقافة البائع وقدرة المشتري في ظل غياب الرقابة على الأسعار حتى معدلات النمو المتعارف عليها عالميا ضربوا بأبجدياتها عرض الحائط: خفوا علينا شوي!
ها نحن نعود للمربع الأول: يزيد القرض أو «ما يزيد»... طبعا أتوقع له الزيادة للأسباب التي سقناها أعلاه لمن يفهم ما بين السطور... والله المستعان!
[email protected]Twitter : @Terki_ALazmi