بروفايل / حلم منذ طفولته بأن يصبح مثل الممثلين المشهورين الذين كان يشاهدهم
مورغان فريمان... ترك الطيران وحلّق عالياً في سماء «هوليوود»
| إعداد رشا فكري |
1 يناير 1970
03:31 م
• مكث في الخدمة العسكرية خمس سنوات قبل أن يتخصص في دراسة التمثيل
• أخرج فيلم «بوبها» عن مرحلة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا
حفل الزمان الجميل بإبداعات عمالقة الفن والغناء في عالمنا العربي الى جانب نجوم العالم الغربي فقدموا الكثير خلال مسيرتهم التي كانت في بعض الأحيان مليئة بالمطبات والعثرات. منهم من رحل عن هذه الدنيا مخلفاً وراءه فنّه فقط، وآخرون ما زالوا ينبضون عطاء الى يومنا الحالي.
البعض من جيل اليوم نسي ابداعات هؤلاء العمالقة وتجاهلوا مسيرة حافلة من أعمال تركتها بصمة قوية، وفي المقابل يستذكر آخرون عطاءات نجوم الأمس من خلال الاستمتاع بأعمالهم الغنائية أو التمثيلية، وقراءة كل ما يخصّ حياتهم الفنية أو الشخصية.
وفي زاوية «بروفايل» نبحر في بحار هؤلاء النجوم ونتوقف معهم ابتداء من بداياتهم الى آخر مرحلة وصلوا اليها، متدرجين في أهم ما قدّموه من أعمال مازالت راسخة في مسيرة الفن... وفي بروفايل اليوم نستذكر أهم محطات الفنان مورغان فريمان :
ولد الممثل مورغان فريمان لأسرة متواضعة الحال في مدينة ممفيس بولاية تينيسي عام 1937، وخلال طفولته كان يؤدي بعض الادوار التمثيلية وكان يحلم بان يصبح مثل بعض الممثلين المشهورين الذين يشاهدهم في السينما.
كان مورغان يذهب الى السينما كل يوم فرأى السينما والافلام ملجأه الآمن، فبدأ بتأدية الادوار التمثيلية في المدرسة منذ ان كان في التاسعة من عمره وفاز في العديد من المنافسات التمثيلية.
مورغان والطيران
بعد ان انهى مورغان المرحلة الثانوية، اصبح الطيران حلمه وشغفه الى جانب التمثيل فرفض المنحة التي عرضتها له احدى الجامعات لدراسة الدراما وفضل الذهاب الى السلاح الجوي الاميركي ليصبح طياراً، عمل بجد واجتهاد ليصبح طياراً، بشرته السمراء قد لا تسمح له بان يكون طياراً في ذلك الوقت واقصى ما يمكنه الوصول اليه هو ان يكون مهندساً ولكنه لم يسمح لمثل هذه التفاهات بان تحدد طريقته في العيش فبذل ضعف المجهود الذي قد يبذله الاخرون واتقن كل مايلزم اتقانه بحيث انه لم يترك مجالاً للشك في مقدرته الاحترافية على التحليق بالطائرة، واخيراً سنحت له الفرصة لدخول اختبار الطيران فقد كان من المقدر له خلال الخمسة سنوات التي قضاها في التدريب ان يصبح افضل طيار محارب في اميركا.
عندما امسك بمقود الطائرة شعر بان حلمه اخيراً بدأ يتحقق ولكن فجأة أدرك بان الغاية من هذه الطائرة هي قتل الناس. قال محدثاً نفسه: «أنا لا اريد ان اكون طيارا محاربا، حلمي هو التمثيل في افلام حرب وليس المشاركة في الحرب».
شعر مورغان بانه في المكان الخطأ، فكّر ملياً في مغادرة السلاح الجوي ليسعى نحو تحقيق اسطورته الشخصية التي كان يحلم بها منذ طفولته وهي التمثيل وهذا ما فعله فقد قرر المغادرة رغم المخاوف من المستقبل المجهول.
المشوار الفني
مكث مورغان في الخدمة العسكرية خمس سنوات قبل أن يتخصص في دراسة التمثيل بكلية لوس انجليس. وبعد التخرج مارس مورغان العمل المسرحي لعدة سنوات إلى أن وصل إلى مسارح برودواي في نيويورك عام 1968 وشارك ببطولة المسرحية الغنائية الشهيرة «هيلو دولي» التي قدمت آنذاك بطاقم كامل من الممثلين السود وقامت بدور البطولة فيها الممثلة والمغنية الأميركية السوداء الشهيرة بيرل بيلي.
في عام 1971 ظهر الممثل مورغان فريمان في باكورة أفلامه السينمائية وهو فيلم «من يقول إنني لا أستطيع ركوب قوس قزح؟»، إلا انه لم يقم بعد ذلك بأي دور سينمائي على مدى تسع سنوات، وتفرغ خلال تلك الفترة للعمل التلفزيوني والمسرحي، واقترن اسمه على مدى خمس سنوات ببرنامج تلفزيوني تعليمي قبل العودة إلى المسرح في طائفة منوعة من الأعمال المسرحية، كما شارك في عام 1980 ببطولة الفيلم التلفزيوني «أتيكا» المبني على قصة حقيقية تتعلق بأعمال الشغب التي وقعت في سجن أتيكا بولاية نيويورك عام 1971.
وفي نفس العام عاد مورغان فريمان إلى السينما في الفيلم المتميز «بروباكر»، وهو فيلم مبني أيضاً على قصة حقيقية تكشف مآسي السجون في الجنوب الأميركي «حكايته حكاية مع السجون».
ومنذ ذلك الوقت شارك مورغان فريمان ببطولة العديد من الأفلام من أبرزها فيلم «شاهد عيان» و«هاري وابنه» و«ابن الشوارع» (1987)، وهو فيلم مقتبس من قصة حقيقية أيضاً تتعلق بحياة الجريمة والمومسات والقوادين في نيويورك. وأثار الأداء الواقعي للممثل مورغان فريمان في هذا الفيلم اهتمام النقاد. ورشح عن دوره لجائزة أوسكار لأول مرة، وفاز بعدد من جوائز روابط النقاد الأميركيين، ومنها جائزة رابطة نقاد نيويورك وجائزة رابطة نقاد لوس انجليس وجائزة المجلس القومي الأميركي لاستعراض الأفلام السينمائية، وهو أقدم روابط لنقاد السينما في الولايات المتحدة.
ويقول مورغان فريمان انه وظف في ادائه في فيلم «ابن الشوارع» ما كان يراه في شوارع الأحياء الفقيرة لمدينة نيويورك التي كان يعيش فيها خلال فترة كفاحه الفنية.
وكان فيلم «ابن الشوارع» نقطة تحول مهمة في المشوار السينمائي للممثل مورغان فريمان. فقد تحول بعد هذا الفيلم إلى القيام بأدوار البطولة في أفلامه، ومنها فيلم «اتكئ علي» وأعقب ذلك في عام 1989 بفيلم «توصيل الانسة دايزي» الذي فاز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم ورشح عن دوره فيه لجائزة الأوسكار للمرة الثانية.
وفي نفس العام قام ببطولة الفيلم المتميز «المجد» المقتبس من قصة حقيقية تتعلق بأول فوج عسكري للأميركيين السود في الحرب الأهلية الأميركية.
قام مورغان فريمان في عام 1993 بإخراج فيلم «بوبها» الذي تقع أحداثه في جنوب أفريقيا أثناء مرحلة الفصل العنصري، وحقق هذا الفيلم نجاحاً فنياً كبيراً، ويضم الفيلم مجموعة من الممثلين الأميركيين السود القديرين وفي مقدمتهم دنزل واشنطن وداني غلوفر وألفري وودارد، وهو الفيلم الوحيد الذي أخرجه فريمان.
وتتالت أدوار مورغان الجميلة في التسعينات فكان دوره الجميل في فيلم الخلاص من شوشناك، والفيلم المثير مع براد بيت سبعة من إخراج ديفيد فينشر. ثم قدم أداء أعجب الكثير مع النجمة أشلي جاد في kiss the girls وفي عام 2004 شارك بالفيلم الحائز على الاوسكار للعام وهو «فتاة المليون دولار مع النجم الكيبر كلينت إيستوود وهيلاري سوانك التي حصلت على جائزة الاوسكار لافضل ممثله عن دور رئيسي، وتدور احداث الفيلم حول فتاة ترغب بدخول عالم الملاكمة وهي تبلغ من العمر 32 حين تتخطى المستحيل بمساعدة مدربها الذي اقتنع بعد محوارات طويله.
وفي عام 2005 شارك بالفيلم الشهير «بداية باتمان» مع النجم كريستيان بيل الذي قام بدور باتمان. ثم قام بدور رئيس عصابة في فيلم «Lucky Number Slevin» عام 2006 الذي أخرجه Paul McGuigan. وشاركه البطولة النجم بروس ويليس.
إلا أن العلامة المميزة لمورغان فريمان تكمن في كونه ممثلاً موهوباً وقديراً يفرض وجوده في جميع الأدوار السينمائية التي يؤديها، مهما تنوعت تلك الأدوار، مما وضعه عن جدارة واستحقاق في مرتبة أعظم الممثلين الأميركيين المعاصرين.
حياته الشخصية
تزوج فريمان من «جانيت برادشو» عام 1967 واستمر زواجهما إلى سنة 1979 من ثم تزوج مرة أخرى من «ميرنا كولي لي» عام 1984 وتطلقا عام 2010.
الترشيحات لجوئز الأوسكار:
أفضل ممثل مساعد عام 1988 عن فيلم Street Smart
• أفضل ممثل رئيسي عام 1990 عن فيلم Driving Miss Daisy
• أفضل ممثل رئيسي عام 1995 عن فيلم The Shawshank Redemption
• أفضل ممثل مساعد عام 2005 عن فيلم Million Dollar Baby وفاز بها
• أفضل ممثل رئيسي عام 2010 عن فيلم Invictus
الترشيحات لجوائز
«غولدن غلوب»:
• أفضل ممثل مساعد عام 1988 عن فيلم Street Smart
• أفضل ممثل رئيسي عام 1990 عن فيلم Driving Miss Daisy و فاز بها
• أفضل ممثل رئيسي عام 1995 عن فيلم The Shawshank
Redemption
• أفضل ممثل مساعد عام 2005 عن فيلم Million Dollar Baby
• أفضل ممثل رئيسي عام 2010 عن فيلم Invictus