بروفايل / بدأت حياتها الفنية وهي في الرابعة عشرة من عمرها
طيبة الفرج... تركت إرثا زاخراً في المسرح الكويتي
| إعداد - حسين خليل |
1 يناير 1970
03:37 م
• محمد النشمي أول من اكتشف موهبتها الفنية
• كانت ترى أن الفنان الكويتي يحتاج الكثير لأن حقه مهضوم
حفل الزمان الجميل بابدعات عمالقة الفن والغناء في عالمنا العربي الى جانب نجوم العالم الغربي فقدموا الكثير خلال مسيرتهم التي كانت في بعض الأحيان مليئة بالمطبات والعثرات. منهم من رحل عن هذه الدنيا مخلفاً وراءه فنّه فقط، وآخرون ما زالوا ينبضون عطاء الى يومنا الحالي.
البعض من جيل اليوم نسي ابداعات هؤلاء العمالقة وتجاهلوا مسيرة حافلة من أعمال تركتها بصمة قوية، وفي المقابل يستذكر آخرون عطاءات نجوم الأمس من خلال الاستمتاع بأعمالهم الغنائية أو التمثيلية، وقراءة كل ما يخصّ حياتهم الفنية أو الشخصية.
وفي زاوية «بروفايل» نبحر في بحار هؤلاء النجوم ونتوقف معهم ابتداء من بداياتهم الى آخر مرحلة وصلوا اليها، متدرجين في أهم ما قدّموه من أعمال مازالت راسخة في مسيرة الفن... وفي بروفايل اليوم نستذكر أهم محطات الراحلة طيبة الفرج:
نشأتها
ولدت طيبة عبد الله فرج عبد الله في العام 1947، وقد تلقت تعليمها الابتدائي في مدرسة «حولي الابتدائية للبنات»، ثم في مدرسة «اليرموك المتوسطة»، بعد ذلك تعلمت اللغة الإنكليزية في مدرسة «راهبات الوردية»، وخلال مرحلة دراستها أتقنت لعبة رياضة الجمباز وكرة السلة ونالت جوائز وبطولات عدة، وفي 14 مارس 1965 تزوجت الفنان جاسم النبهان وأنجبت منه ثلاثة أولاد وثلاث بنات.
تعتبر الفنانة الراحلة طيبة الفرج إحدى أبرز رائدات الحركة المسرحية الكويتية، فقد بدأت حياتها الفنية وهي في الرابعة عشرة من عمرها بأدوار بسيطة قدمتها في برنامج «ديوانية التلفزيون» مع الفنان الراحل محمد النشمي ومجموعة من نجوم التمثيل آنذاك.
كان الرائد المسرحي الفنان محمد النشمي أول من اكتشف موهبة طيبة الفرج، وعندما لمس رغبتها في احتراف الفن شجعها على الانضمام إلى فرقة المسرح الشعبي، واستمرت مع الفرقة سنوات وشاركت في معظم مسرحياتها. وقد بلغ عدد أعمالها التلفزيونية والإذاعية أكثر من 50 عملاً بين مسلسل وسهرة وسباعية أدت في غالبيتها دورَي الزوجة والأم.
التلفزيون
بداية مشوارها الفني كانت مع التلفزيون بين 1962 من خلال برنامج «ديوانية التلفزيون» مع الرائد المسرحي الراحل محمد النشمي الذي شارك فيه رواد الفن من بينهم محمد المنيع وعبدالله المنيس.
وقدمت العديد من الأعمال التلفزيونية؛ وهي مسلسل «جحا»، «طيور على الماء»، «طيبة وبدر»، «خرج ولم يعد»، «أحلام صغيرة»، «غدا تبدأ الحياة»، «الأسوار»، «على الدنيا السلام»، «الانحراف»، «العقاب»، «سليمان الطيب»، «رحلة العذاب»، «دنيا المهابيل»، «الدكتور»، «العقاب»، «قاصد خير»، «الملقوفة»، «القرار الأخير»، «بومتيح»، «بيت تسكنه سمره،» «الدردور». وكان آخر أعمالها «سوق المقاصيص» مع عبد الحسين عبد الرضا، سعد الفرج، حياة الفهد، إبراهيم الصلال وعلي المفيدي.
الإذاعة
عملت الفنانة الراحلة في الإذاعة، وشاركت في المسلسل الرمضاني «وهذه زيادة» مع محمد النشمي وصالح العجيري، ثم شاركت بعد ذلك في مسلسلات إذاعية عدة منها «المارد»، «زوج سعيد جداً»، «حبابة»، «نافذة على التاريخ»، «نجوم القمة». كما شاركت أيضاً في «وأخيراً جفّت الدموع» الذي اعتبرته أفضل عمل إذاعي لها.
المسرح
التحقت الفنانة طيبة الفرج بفرقة المسرح الشعبي في 11 نوفمبر 1963، وشاركت في معظم الأعمال المسرحية للفرقة حتى العام 1980 وعرضت أعمالها في الكويت والبحرين وتونس والقاهرة.
وكانت «سكانه مرته» أول مسرحية بعد الإشهار الرسمي لفرقة المسرح الشعبي كفرقة أهلية، وشاركت أيضا في العديد من المسرحيات من بينها «غلط يا ناس، الحق الضائع، الصج يبقى، صورة، روزنامة، البوم وهي مقتبسة عن مسرحية «جسر آرتا» للكاتب اليوناني ثيوتكا، ثور عيدة، ضعنا بالطوشه، العلامة هدهد، مغامرة رأس المملوك».
كما شاركت الراحلة مع مجموعة من الممثلات في دعم انطلاقة فرقة المسرح الكويتي، وشاركت في أول مسرحيتين لها بعنوان «حظها يكسر الصخر، بغيتها طرب صارت نشب، ولم تشارك بعد ذلك في أي عمل مع الفرقة إلى أن عادت وأدت دوراً في مسرحية (تسمح تضحك) للأطفال».
ومع فرقة المسرح العربي أدت طيبة ثلاثة أدوار «الراوية»، «أم بلال»، «المرأة» في مسرحية «خروف نيام نيام» وكان ذلك في العام 1982 والتي عرضت على مسرح كيفان، وهي من تأليف حمد الرجيب وإخراج فؤاد الشطي.
أما مع فرقة مسرح الخليج العربي، فقدمت مسرحية «1، 2، 3، 4 بم» والتي عرضت في دمشق، وهي من تأليف صقر الرشود وعبد العزيز السريع وإخراج الرشود. كذلك شاركت في مسرحية «رجال وبنات» العام 1971، من إعداد صقر الرشود وإخراج منصور المنصور.
أيضاً، شاركت طيبة الفرج في مسرحيات خاصة للكبار والصغار من بينها «على قشر موز» العام 1993، وهي من إنتاج «مسرح الناس» ومن تأليف وإخراج عبدالله الحبيل.
تكريمها
نالت الفنانة طيبة الفرج تكريمات عدة خلال مسيرتها الفنية من بينها:
- درع من فرقة المسرح العربي في العام 1977.
- كرمها «الاتحاد الكويتي للمسارح الأهلية»، وهي إحدى ست من رائدات المسرح في الكويت العام 1994.
من أقوالها
- زواج الفنان من الفنانة هو تطوير لمستواهما الفني، إذ يستشير أحدهما الآخر في أعماله ويكون بينهما وفاق وتعاون وتفاهم لأنهما في المجال نفسه.
- الفرق الأهلية لا تتحرك، وأعمالها قليلة نظرا إلى الظروف الصعبة التي تمر بها.
- على الحركة الفنية وصناعها أن يكونوا أكثر جدية في التصدي للقضايا المهمة والبارزة في الحياة والابتعاد عن التكرار والإسفاف والدوران في حلقة الحوادث المكررة من الزواج والطلاق والعنوسة، وهي مواضيع تجاوزتها الحركة الفنية وتجاوزها الإنسان في الكويت والمنطقة، فنحن بحاجة إلى فن حقيقي يعبر عن همومنا ويفكر بصوت مسموع في مستقبلنا ومستقبل أبنائنا.
- الفنان الكويتي يحتاج إلى الكثير وحقه مهضوم.
- للنقابة دور أساسي ومهم في تأمين ما يحتاجه الفنان على الساحة الفنية المحلية، لا سيما مستقبل له ولأفراد أسرته عندما يتوفاه الله.
- الأعمال في الماضي لها ثقلها ومكانتها، أما مسرح اليوم فتدهور والأعمال التي تقدم دون المستوى وهابطة وتعتمد على السخرية لا الكوميديا.
- لا بد للجيل الحالي من التروي والصبر.
- أحببت هذا المجال كثيرا لأنه أعطاني أغلى شيء في الدنيا وهو حب الجمهور.
وفاتها
عاشت طيبة الفرج السنوات الأخيرة من حياتها في عزلة بسبب الأمراض التي أصابتها، وتوفيت في 17 فبراير 2002، عن عمر يناهز الرابعة والخمسين، تاركة رصيداً من الأعمال المتميزة في مسيرة الحركة الفنية سيذكرها تاريخ المسرح.