«الراي» عاينت الغضب في «عين الحلوة» من زجّ المخيّم في جريمة «ستاركو»
استغراب للربط «غير الممكن» بين «فتح الإسلام» و«خصمها» القيادي في «فتح» طلال الأردني
| بيروت - من محمد دهشة |
1 يناير 1970
12:25 م
يعود مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا الى الاضواء اللبنانية مجدداً من بوابته الأمنية، وهذه المرة بعدما ذكرت تقارير أن السيارة التي استُخدمت في اغتيال الوزير السابق محمد شطح في بيروت وهي نوع «هوندا سي. آر. في» زيتية اللون أدخلت قبل فترة الى مخيم عين الحلوة وأعطيت لشخص يحمل اسما حركياً ويدعى «طلال الأردني».
واثارت هذه التقارير غباراً كثيفاً ولا سيما انها بدت في اطار محاولة ربط اغتيال شطح بتنظيمات اصولية، علماً ان هذه التقارير التي اوردتها وسائل اعلام قريبة من فريق 8 آذار اشارت الى ان سيارة الهوندا الزيتية (أعيد طلاؤها بالذهبي) كانت سرقت مطلع العام الحالي من بلدة الرميلة في ساحل الشوف ورقمها 177647 / ص، وان سيارة اخرى من نفس الطراز الـ «هوندا سي. آر. في» ولكن سوداء اللون تعود للمؤهل في قوى الأمن الداخلي ايلي.ف سرقت من منطقة ساحل الشوف وضبطها الجيش اللبناني على أحد حواجزه عند مدخل عين الحلوة بعد ايام قليلة من سرقة السيارة الاولى (الزيتية)، وكان يقودها أحمد أ. الملقب بـ «ابو الداوود». وبحسب التقارير نفسها فان الاخير اعترف أثناء التحقيق معه بأن المدعو موسى م. ومحمد ص. الملقب بـ «محمد السريع» شاركا معه في سرقة الـ «سي. آر في» الزيتية التي استهدفت شطح وبان هذه السيارة أدخلت منذ فترة الى مخيم عين الحلوة وأعطيت لـ «طلال الأردني» وان هناك موقوفاً حالياً في سجن رومية المركزي في قضية السيارتين ويدعى مرشد عبد الرحمن الذي قال ان موسى ومحمّد السريع ينتميان إلى «فتح الإسلام» ويأتمران بأوامر القيادي في التنظيم هيثم الشعبي.
الا ان مصادر فلسطينية اكدت لـ «الراي» ان الفلسطيني محمد جهاد صالح الملقب بـ «السريع» اوقفته شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي في احد ملاعب صيدا الرياضية اثناء ممارسته لعبة كرة القدم اذ انه لاعب محترف ومنخرط في عدد من الاندية الرياضية اللبنانية والفلسطينية وهو دون السادسة عشرة من العمر، وقد استمع الى افادته مجدداً لمقارنتها مع افادرة ابو الداوود وتبين عدم صحتها وانه ربما هناك تشابُه بالاسماء.
واوضح خال محمد السريع، محمد عبدو لـ «الراي»، ان مخابرات الجيش كانت قد استدعت ابن شقيقته قبل نحو ستة اشهر على خلفية سرقة السيارة وافادة ابو الداوود، وقد جرى تسليمه حيث افرج عنه بعد ساعات قليلة ما يؤكد براءته، مشيرا الى «ان محمد يتلقى دروسه المهنية في مركز سبلين التابع لوكالة الاونروا ولا انتماء سياسياً له وهو يتيم ومكفول من الهيئة الاسلامية للرعاية في صيدا وليس مع فريق الجهاد الاسلامي الرياضي وهمّه علمه، الملعب الاحمر ومنزله».
وقال عبدو: «ما جرى امس انه بعد التقارير الاعلامية عن السيارة وعين الحلوة، جرت اتصالات من اجل تسليمه والاستماع الى افادته، فكان خارج المخيم فحضرت عناصر من «المعلومات» في صيدا الى الملعب الرياضي «بول ستريت» في القياعة - صيدا واوقفت محمد لبضع ساعات حيث جرى الاستماع الى افادته حول السيارة المسروقة مجدداً، وتبين ان هناك التباس بالاسماء وقد عاد الى منزله في عين الحلوة دون توقيفه»، معتبراً «ان الزج باسماء الناس في هكذا مواضيع امنية كبيرة مصيبة ولا سيما واذا كان المرء بريئاً، ونحن تحت سقف القانون اللبناني وحريصون على الامن والاستقرار ولا نتعاطى السياسة».
اما عم «السريع» محمد صالح وهو يحمل ذات الاسم (وبينهما محمود) فقال لـ «الراي» ان الاجهزة الامنية اللبنانية اوقفت ابن شقيقه محمد وحققت معه لبعض الوقت وافرجت عنه «وهو موجود الان في منزله في مخيم عين الحلوة وتبين ان لا علاقة له لامن قريب او من بعيد بالتفجير الذي حصل في بيروت وادى الى اغتيال الوزير السابق محمد شطح».
واكدت مصادر فلسطينية لـ «الراي» ان «ثمة تناقضاً في الرواية الامنية بين الاشخاص الذين ينتمون الى «فتح الاسلام» وحركة «فتح» وكلاهما على خلاف مستفحل ودارت بينهما عدة اشتباكات سقط خلالها قتلى وجرحى، فكيف ان الشخصين اللذين ادخلا السيارة الى عين الحلوة يأتمران بتعليمات القيادي في «فتح الاسلام» هيثم الشعبي وسلّما السيارة الى طلال الاردني وهو عقيد في حركة «فتح» ومعروف جيدا بخلافه الدامي مع الشعبي؟».
واشارت المصادر الى ان الشخص الثاني موسى موسى «تم تسليمه لمخابرات الجيش اللبناني منذ سنة هو وسلاحه من نوع بومبكشن وبعد التوسع بالتحقيق لدى مخابرات الجيش تبين انه زعيم عصابة لسرقه السيارات وأن العقيد طلال الأردني وهو قائد كتيبة شهداء شاتيلا العسكرية في قوات الامن الوطني هو مَن سلم موسى الى مخابرات الجيش اللبناني في صيدا عن طريق حاجز درب السيم».
وفي موازاة ذلك، استغرب قائد قوات الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب «زج اسم مخيم عين الحلوة في كل صغيرة وكبيرة في اي حدث امني في لبنان»، قائلاً لـ «الراي»: «لم أتلق اي اتصال من اي جهة امنية لبنانية حول هذا الموضوع، ما يعني عملياً انه كلام للاستهلاك الاعلامي فقط»، مؤكداَ «ان القوى الفلسطينية اكدت غير مرة انها حريصة على امن واستقرار الجوار اللبناني كما المخيمات الفلسطينية وقد ترجمت الحياد الايجابي في اكثر من استحقاق سياسي وامني، ونحن على مسافة واحدة من الجميع وندين اي عملية قتل او تفجير او استهداف لاي كان».
بدوره نفى القيادي الفتحاوي قائد كتائب الشهداء الأقصى اللواء منير المقدح المعلومات التي تحدثت عن ان السيارة التي استهدفت قد تم تفخيخها في عين الحلوة، مؤكداً أن السيارة لم تدخل الى المخيم، موضحاَ «ان من ذكرتهم بعض التقارير الصحافية (محمد السريع وموسى موسى) لا علاقة لهم بالموضوع، وان طلال الاردني عقيد بحركة «فتح» وله علاقات مع القوى الامنية ومحمد السريع عمره 15 سنة وتم تسليمه وهو بريء، وهيثم الشعبي من بقايا جند الشام وليس لديها حركة كبيرة وهو موجود في منطقة الطوارئ في عين الحلوة».
وقد أثارت الاتهامات التي وُجهت الى المخيم الذي يُعتبر «عاصمة الشتات» الفلسطيني ومركز القرار، ضجة واستياء معاَ، وعقدت «لجنة المتابعة الفلسطينية» اجتماعا طارئاً ردت فيه على الاتهامات المزاعم بحق عين الحلوة مجددة تأكيد الموقف الفلسطيني التابث والواضح من رفض التدخل في الشؤون اللبنانية واستنكار جريمة اغتيال الوزير السابق محمد شطح.
واستنكرت «حملة لا للتحريض» ما ذكرته بعض وسائل الاعلام أن السيارة التي انفجرت أُدخلت سابقاً إلى مخيم عين الحلوة، قائلة «إننا في حملة «لا للتحريض» نستنكر اتهام وسائل الإعلام المذكورة للفلسطينيين، ونرفض زج مخيم عين الحلوة بهذه الجريمة المدانة ونعتبر أن اتهام مخيم عين الحلوة بهذه الجريمة بأي شكل من الأشكال هو اتهام لكل اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان، ولكل المخيمات الفلسطينية، لأن مخيم عين الحلوة يشكل رمزية سياسية وإعلامية لكل اللاجئين الفلسطينيين».