الجميع يتقاطرون على مكاتبهم أملا في الحصول على درجات أعلى

طلبة الجامعة: «القريدات»... تحكمها مزاجية الأساتذة... وتوسّلاتنا

1 يناير 1970 06:26 ص
• متعب المطيري: البعض يرفع ويخفض الدرجات حسب انتماء الطالب القبلي والطائفي

• عبد الرحمن الفضلي: أحد أساتذتي قال لي «إذا سمحت لك تشوف ورقتك راح أحاسبك محاسبة دقيقة»

• ضاري الشمري: بعض الأساتذة يكابرون بخلق أخطاء جديدة للطالب

• ناصر العازمي: الواسطة أصبحت وسيلة لإقناع الدكتور برفع معدل درجات الطالب
بينما ينتظر طلبة جامعة الكويت هذه الأيام رصد درجات نهاية الفصل الدراسي، حيث بدأ البعض يضرب أخماسا بأسداس لحساب معدلاتهم المتوقعة، آملين أن تصل بهم «القريدات» إلى بر الأمان، وسط ضبابية حول آليات التقييم.

ومابين مزاجية الأساتذة، وتوسلات الطلبة، شهدت مكاتب أعضاء هيئة التدريس توافدا كبيرا للطلبة رغبة منهم في كسب «تعاطف» الأساتذة للحصول على معدلات أعلى.

وعبر عدد من الطلبة عن تذمرهم من آلية التقييم، ورصد «القريدات» التي تحكمها مزاجية بعض الأساتذة بعيدا عن المعايير الأكاديمية، مؤكدين أن الطالب استحدث اسلوب «التوسل» لكسب ود الأساتذة لرفع المعدل، خصوصا وأن بعضهم يقيم الطالب حسب انتمائه الطائفي والقبلي.

وعلق على آلية وضع «القريدات» لطلبة جامعة الكويت، الطالب في كلية العلوم متعب المطيري، وقال «الآلية مناسبة، ولكن الخلل يأتي في التطبيق من قبل بعض الأساتذة»، مضيفا أن «بعض الأساتذة يسيء استخدام منصبه فتجده متقلب المزاج، وكل يوم بآلية للتقييم، والأدهى من يرفع ويخفض الدرجات بحسب انتماء الطالب القبلي أو الطائفي».

وأفاد المطيري، أن «الأخطاء تحصل لأن الإنسان غير معصوم عن الخطأ ولكن الإشكال يكمن بسبب تاريخ إدخال الدرجات الذي ينتهي بعد الاختبارات النهائية بيومين، وإن حصلت أخطاء، وأدخلت درجات غير صحيحة، فلن يتم تعديلها لأنها أدخلت في النظام»، لافتا إلى أنه «لابد أن يكون الطالب على إطلاع تام بآلية الرصد من خلال نظام الكتروني يطلعه على التفاصيل كافة»

من جهته بين الطالب في كلية الهندسة والبترول عبدالرحمن الفضلي، أن «آلية رصد الدرجات تختلف من أستاذ إلى آخر»، مضيفا أن «الطلبة يعانون من تلك الآلية للمواد الموحدة لأنها لا تقبل للنقاش مع أستاذ المقرر ولا قسم المادة نفسها، بعكس المواد التي يكون الأستاذ حرا بوضع آلية (القريدات)، وإمكانية مناقشة الطلبة فيها»

وعن الأخطاء في رصد الدرجات، لفت الفضلي أن «الأخطاء موجودة وبشكل واضح من الأساتذة لكثرة الشعب عند الأستاذه، لكثرة عدد الطلبة»، مؤكدا أن «المزاجية واجهناها كطلبة من بعض الأساتذة غير المنصفين أو متبعي نظام واحد مع شعب الطلبة أو الطالبات».

وحول إمكانية رؤية الطالب للاختبار ومراجعة الأستاذ حول درجته، قال الفضلي، «واجهت تلك المعضلة، بقول أحد الأساتذة «إذا سمحت لك تشوف ورقتك راح أحاسبك محاسبة دقيقة وأعيد تصليح ورقتك»، معربا أن «ذلك يجعل بعض الطلبة يتردد بطلب رؤية الاختبار»، مؤكدا أن «ظاهرة توسل الطلبة، أصبحت سائدة بالجامعة، كون الطالب ممكن أن تواجهه ظروف معدل أو إنذار، ولا يتبقى له سوى هذه الطريقة»، مشيرا أن «الحل يكون باتفاق مبدئي بين الدكتور والطلبة على آلية القريدات ورصد الدرجات مع الشفافية والحق للطالب برؤية اختباره الفصلي أو النهائي»

بدوره أكد الطالب في كلية الهندسة والبترول إبراهيم الشمري أن «آلية رصد الدرجات ذات صبغة مزاجية، مضيفا أن كثيرا مايهضم حق الطالب والسبب أن الإدارة الجامعية تقف دائما مع الأساتذة»، مؤكدا أن «قلة من أعضاء الهيئة التدريسية يلتزمون بلائحة الدرجات وتقسيم الأعمال»

واتفق الشمري مع زملائه حول «تحسس» بعض الأساتذة من رؤية الطلبة للاختبار، مشيرا أن «غالبا ما يكون رد الأساتذة «إذا شفتها وما لقيت خطا راح أنقصك وادقق بالورقة أكثر» والبعض يوافق رؤية الاختبار»، مطالبا بأن تكون هناك آلية واضحة للدرجات وطريقة توزيعها، حتى لايظلم الطالب.

من جهته، أعرب الطالب في كلية الهندسة والبترول ضاري الشمري أن «آلية رصد الدرجات فيها كبير ظلم على الطلبة، خصوصا عندما يكون الطالب مجتهد في مادة، وتعترضه ظروف قبل الامتحان»، مشددا أن «المزاجية واضحة في وضع القريدات».

وعن رؤية الطلبة للاختبار، أوضح الشمري أن «أغلب الأساتذة لايعترضون على رؤية الاختبار، إلا أنها دون جدوى، فحتى لو كانت هناك أخطاء، فإن بعض الأساتذة يكابرون بخلق أخطاء جديدة للطالب، كأنه يقول (أتحداك إذا ارتفعت ربع درجة)»، مبينا أن «الحل يكون بأن يقل التعسف من الأساتذة أثناء تصحيح الاختبارات، وألا تكون تعجيزية».

بدوره، أكد الطالب في كلية الشريعة ناصر العازمي «أن الأخطاء كثيرة من قبل الأساتذة في وضع (القريدات)، والدرجات فالبعض ينقص الدرجة بسبب الغياب، رغم أن الطالب يستحق الدرجة الكاملة في الاختبار، لكن بعض الدكاترة ينقصه أيضا بالاختبار، وغير ذلك من الأشياء التي لا تعجب الأساتذة فينقص الطالب ويحرمه من الدرجة الكاملة»، مشيرا إلى أن «الكثير من الطلاب والطالبات يتوسلون لرفع الدرجات، وينجح الأمر أحيانا، وأحيانا أخرى يحتاج الطالب لشخص على معرفة بأستاذ المقرر كي يرفع الدرجة، وللأسف بعضهم يستغل حاجة الطلاب و الطالبات في الأمر بطرق مختلفة».

وبين العازمي أنه «على الطلبة مناقشة أستاذ المقرر حول درجته بوقت كاف، وأن يكون الدكتور بمزاج جيد، وينتقي كل كلمة بحذر لأن بعض الأساتذة حين يطلب منه مراجعة الاختبار يغضب، وكأن تصحيحه للاختبار كالقرآن الكريم لا يوجد به خطأ»، مضيفا أن «الحل الآخر أن يجد الطالب واسطة وشخصا يعرف الدكتور فيرفعه في المعدل إلى أعلى الدرجات».