الحريري «للاقتداء بقيم السيد المسيح والتواضع بمقاربة الخلافات الوطنية»

الراعي يدعو لحكومة مصالحة في لبنان

1 يناير 1970 10:52 ص
شكّل عيد الميلاد مناسبة لإطلاق سلسلة مواقف سياسية بارة من الملفات الساخنة في لبنان ولا سيما تشكيل الحكومة والانتخابات الرئاسية المقبلة ومناخات القلق الأمني المتعاظم وانخراط «حزب الله» في الحرب السورية.

وأمل رئيس الجمهورية ميشال سليمان في «أن يحمل معه ميلاد المخلص كل تباشير الرجاء والمحبة من أجل أن يتجاوز وطننا ما يمر به من أزمات سياسية وإنسانية، وان يكون مولد السيد المسيح مناسبة للمسؤولين والمواطنين للتبصر في حال الوطن والعمل متكاتفين متضامنين لإعلاء شأنه بروح الوئام والألفة والمحبة والحوار واحترام الآخر».

وطلب من المسؤولين العسكريين والأمنيين «تكثيف التدابير من أجل الحفاظ على أمن المواطنين وتنقلاتهم لممارسة واجباتهم الدينية بسلام وطمأنينة».

وشدد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي «على أن السلام في لبنان يقضي قيام حكومة ميثاقية تؤمن المصالحة بين الفريقَين المتنازعَين وتضبط السلاح غير الشرعي»، مؤكداً «إلزامية حضور النواب جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية في موعده الدستوري، رئيس يكون على مستوى المرحلة التاريخية المميّزة».

وحدد الراعي مواصفات الرئيس اللبناني مقبل قائلاً: «الرئيس الجديد المنتخب هو رئيس يتكلّل عهدُه بالاحتفال بالمئوية الأولى لإعلان لبنان الكبير والمستقلّ. برنامجه واضح وهو إعادة لبنان إلى جوهر كيانه باستكمال الدولة المدنية، وسدّ الثغر في صلاحيات رئيس الجمهورية التي ظهرت من التجربة في ممارسة الحكم في إطار الجمهورية الثانية بعد اتّفاق الطائف، والعمل الدؤوب على بناء الوحدة الوطنية بالمصالحة بين الفريقَين السياسيَّين المتنازعَين، وصون العيش المشترك الميثاقي بين المسيحيين والمسلمين، وإحياء الولاء المطلق للبنان وحيادُه وتحييده عن المحاور التصادمية الإقليمية والدولية وعن التبعية لأي بلد في الشّرق أو في الغرب، وإعادة لبنان إلى موقعه الفاعل وسط الأسرتَين العربيّة والدوليّة».

أما الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» فاعتبر في رسالة التهنئة بعيديْ الميلاد ورأس السنة التي وجهها الى اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً انه «اذا كانت الحكمة تقتضي في هذه الظروف الصعبة إعطاء الأولوية لمصلحة لبنان وقواعد العيش المشترك والتوقف عن الإيغال في الحرب السورية، فإن رأس الحكمة يكمن في مخافة الله عزّ وجلّ في مصير بلادنا وفي دماء الشعب السوري المظلوم، والاقتداء في هذه الأيام المجيدة بأخلاق وقيم السيد المسيح عليه السلام والتزام حدود التواضع والموضوعية في مقاربة الخلافات الوطنية، وتقديم مصالح لبنان وشعبه على مصالح المحاور والالتزامات الخارجية».