سلطان حمود المتروك / حروف باسمة

«نماين» من أرناق الوقت

1 يناير 1970 11:20 ص
الحياة مليئة بالمواقف والمواقف تتعدد أشكالها وألوانها والذي يمشي في مناكب هذه الأرض يرى الكثير من الأحداث والحوادث وكلها تحث على التفكير والتمحيص واستنباط الحقائق واستخلاص العبر ومنها ماهو طيب يدعو إلى التفاؤل ويفضي إلى الأمل كالصبر والسماحة والعمل من أجل تحقيق الخير وإسعاد الآخرين وقضايا كثيرة على عكس ذلك يحس المرء إذا تعرض لها أو إذا قرأ عنها أو إذا سمع عن مضامينها فهو يشعر بالكآبة ويحس باللوعة وبخيبة الأمل أحياناً.

مواقف كثيرة نشاهدها في ربوع المجتمع تجاوزات في مجال المرور ومخالفات كثيرة تحرر وإحصاءات تكثر في صنوف المخالفات حتى قيل بأن تحصيل المخالفات قد يناهز المليون دينار فما سبب تفاقم هذه المشكلة وتزايد التجاوزات وانتهاك قوانين المرور وتعريض النفس إلى الخطر وعدم مسؤولية البعض تجاه الآخرين؟

وإذا أمعنت النظر فإنك تسمع عن بعض الموظفين يتعاملون في تسيير معاملات الناس مستخدمين الرشوة، تلك الجريرة التي يطلقون عليها مسميات كثيرة في بلدان مختلفة وإذا كانت تستخدم في بعض البلدان مع حرمتها إلا أن المرء قد يجعل من ظروف تلك البلدان ومعيشة أهليها تجاوزاً عن هذا العمل رغم أنه لا يمكن أن يتجاوز عن عمل المرتشي.

إلا أنه في هذه الديرة الحبيبة جميع الموظفين في حال معيشية مستورة ولا داعي للجوء إلى هذا العمل المحرم شرعاً وقانوناً وبه يكون الباطل حقاً والحق يحال إلى باطل وخيانة عظمى لأمانة العمل.

فهل الذين يقومون بهذا العمل السيئ هم مرضى يحتاجون إلى مصحة نفسية أم يجب تشديد الرقابة وتفعيل القانون حتى نقي المجتمع من هذه الآفة السيئة والقبيحة والتي تعمل على نشر الفساد في الأرض.

ولعل من أكثر القضايا التي تدمي القلب ما أثير أخيراً عن 13 ألفا و278 معاملة هجرة تحت طائلة الشبهة خلال العام الحالي وجار التحقيق في هذه التجاوزات.

رقم مثير للدهشة ويدعو إلى القلق ويوحي للذهن بصورة ممقوتة والقلوب التي تضمر الخير للوطن تدعو لمسيرته بالنجاح، والنجاح تعتريه أشواك لابد أن تزال لتحقيقه، وان جميع الذين يعملون على تأخر الوطن هم الذين يستغلون وسائل الفساد المختلفة وهي عديدة وكلما اجتثت وسيلة خرجوا بألف وسيلة أخرى كي يعيثوا في الأرض فساداً، فعسى أن يفعل القانون ويعطي كل مقترف لسوء أو ناشر لفساد عقوبته كي يكون عبرة لغيره ولتطمئن قلوب المخلصين من أجل العمل لإسعاد الوطن والوصول إلى الغاية المنشودة.

وصدق الأديب:

وإذا مرضت من الذنوب فداؤها بالذكر

إن الذكر خير دواء

السقم بالأبدان ليس بضائر

والسقم في الأديان شر بلاء