بعد قرار «المركزي» الأميركي تقليص برنامج التحفيز
الأسهم العالمية تحلّق ... والمعدن الأصفر يهوي
1 يناير 1970
05:18 م
• الأسواق الأوروبية تسجل أكبر مكاسبها الأسبوعية خلال 8 أشهر
• الذهب يتجه إلى تسجيل أكبر انخفاض سنوي في 32 عاماً
• انخفاض الليرة التركية إلى مستوى تاريخي مقابل الدولار واليورو
عواصم - وكالات - تفاعلت الأسواق العالمية إيجاباً مع قرار «المركزي» الأميركي تقليص برنامج التحفيز النقدي، فقد ارتفعت الاسهم الاوروبية أمس الى أعلى مستوى في أسبوعين.
لكن بعض المتعاملين قالوا ان السوق قد تكون معرضة لعمليات بيع لجني الارباح في جلسات نهاية العام بعد ارتفاع مؤشر «يوروفرست 300» لأسهم الشركات الاوروبية الكبرى نحو ثلاثة في المئة. وبفضل ذلك يتجه المؤشر الى أفضل مكسب أسبوعي له في ثمانية أشهر وقد ارتفع أكثر من 13 في المئة هذا العام.
وارتفع مؤشر «يورو ستوكس 50» للاسهم القيادية في منطقة اليورو 0.2 في المئة الى 3037 نقطة.
وارتفع مؤشر «داكس» للاسهم الالمانية 0.4 في المئة متفوقا على بقية المؤشرات الاوروبية بعد بيانات أظهرت ارتفاع معنويات المستهلكين الالمان الى أعلى مستوى في ست سنوات ونصف السنة.
وارتفع مؤشر «يوروفرست 300» بنسبة 0.1 في المئة إلى 1282.47 نقطة بعد أن سجل أعلى مستوى في أسبوعين. وصعد المؤشر 1.8 في المئة أول من أمس، مسجلا أكبر مكسب يومي منذ سبتمبر بعد أن أعلن البنك المركزي الاميركي أنه سيسحب التحفيز النقدي بوتيرة هادئة خلافا لكثير من التوقعات.
وفي أنحاء أوروبا ارتفع مؤشر «فايننشال تايمز 100» البريطاني ومؤشر «كاك 40» الفرنسي 0.1 في المئة لكل منهما.
الدولار
وقد ارتفع الدولار أمس الى أعلى مستوى في خمس سنوات مقابل الين مع اهتمام الاسواق بتباين السياسة النقدية في الولايات المتحدة واليابان، وهو ما دفع عوائد سندات الخزانة الاميركية للارتفاع بعد قرار البنك المركزي الاميركي بالبدء في تقليص مشترياته من السندات. وارتفعت العملة الاميركية أيضا مقابل اليورو.
وارتفع الدولار الى 104.60 ين على منصة «اي.بي.اس» للتداول الالكتروني مسجلا أعلى مستوياته منذ أكتوبر 2008. وفي أحدث التعاملات بلغ سعره 104.45 ين مرتفعا 0.2 في المئة عن الجلسة السابقة. ومن المنتظر أن يستفيد الدولار من ارتفاع أسعار الفائدة نسبيا العام المقبل اذا توقف البنك المركزي الاميركي تدريجيا عن شراء السندات.
الليرة التركية
في غضون ذلك، انخفضت الليرة التركية إلى مستوى تاريخي مقابل الدولار واليورو بعد وقف السياسة النقدية التيسيرية للاحتياطي الفديرالي (البنك المركزي الاميركي) التي كانت تدعم الاقتصاد التركي وفضيحة الفساد التي هزت الحكومة التركية.
وجرى تداول العملة الوطنية التركية منتصف نهار أمس بنسبة 2.094 للدولار الواحد بعد ان كانت 2.071 الخميس و2.86 لليورو الواحد بعد ان كان 2.87 الخميس.
وبعد ان فتحت على انخفاض (0.56- في المائة) في المؤشر الرئيسي لبورصة اسطنبول، بدأت الليرة التركية بالتعافي قليلا في منتصف النهار (0.15+ في المئة)، وانخفضت السوق التركية الخميس بنسبة 3.2 في المئة عند منتصف النهار.
وحفاظا على الليرة التركية، قرر البنك المركزي التركي أمس ضخ سوق العملات بالمال من خلال المزادات بسبب «تقلب الأسواق»، حسبما افاد بيان للبنك.
وقال المحلل سرحان يانغون من شركة «فاينانس انفيست» الاستثمارية تعليقا على هذا القرار، ان «قرار البنك المركزي سيعمل على تخفيف الحمى ولكن الاستقرار سيكون على المدى الطويل».
وأعلن البنك الفديرالي قراره خفض كمية السيولة بصورة «متواضعة» في الأسواق المالية.
وكغيرها من البلدان الناشئة، يعاني الاقتصاد التركي فترة صعبة بسبب أعلان انتهاء السياسة النقدية التيسيرية للاحتياطي الفديرالي (البنك المركزي الاميركي) الذي اعلن في مايو عزمه خفض دعمه للاقتصاد ما تسبب في انخفاض قيمة العملة بنسبة تزيد على 11 في المئة.
ويعاني الاقتصاد التركي على الدوام من عجز عام ومعدلات تضخم تتجاوز الـ 7 في المئة سنويا. وقد أثرت الازمة المالية في اوروبا الذي يعد شريكها التجاري الرئيسي على ميزانيتها العامة.
المعدن الأصفر
بدوره، بلغ سعر الذهب أدنى مستوى في ستة أشهر، واقترب من أدنى مستوى في ثلاث سنوات ونصف السنة بعد موجة بيع هائلة في أعقاب قرار «المركزي» الاميركي.
وبعد خسائر هذا الاسبوع من المنتظر أن يسجل الذهب أكبر انخفاض سنوي له في 32 عاما.
وهبط الذهب في المعاملات الفورية الى أدنى مستوى في ستة أشهر عند 1185.10 دولار للاوقية (الاونصة)، قبل أن يسترد بعض ما خسره ليصل الى 1192.80 دولار بفضل تصيد الصفقات الرخيصة.
وقال محللون ومتعاملون ان العوامل الفنية والمعنويات مازالت متشائمة وان الذهب قد يهبط أكثر من ذلك. وقال متعامل في المعادن النفيسة في هونغ كونغ «حجم التداولات في اسيا ضئيل جدا لذلك لا أتوقع حركة كبيرة على الفور، لكن على مدى اليوم أعتقد أننا قد ننزل عن أدنى مستويات العام».
وهبط الذهب ثلاثة في المئة تقريبا هذا الاسبوع و29 في المئة منذ بداية العام.
وهبطت الفضة 0.4 في المئة إلى 19.16 دولار للاوقية، بينما ارتفع البلاتين 0.3 في المئة إلى 1318.75 دولار، وصعد البلاديوم 0.5 في المئة إلى 697 دولاراً.
النفط
انخفضت أسعار العقود الآجلة للنفط الاميركي أوائل التعامل في اسيا، اذ أقبل المستثمرون على البيع لجني الارباح بعد مكاسب الجلسة السابقة حينما عززت اضرابات المصافي في فرنسا الطلب الاوروبي على واردات المقطرات.
وفي اوائل التعاملات الالكترونية لبورصة «نايمكس» هبط سعر العقود الآجلة للنفط الخام الاميركي الخفيف لتسليم فبراير 34 سنتاً الى 99.04 للبرميل.
وكانت عقود الخام الاميركي ارتفعت واحدا في المئة يوم الخميس متجاوزة المتوسط المتحرك في 200 يوم والبالغ 98.78 دولار للمرة الاولى في اسبوع.
وأغلق سعر العقود الاجلة لمزيج النفط الخام برنت لتسليم فبراير مرتفعا 0.63 دولار عند التسوية يوم الخميس الى 110.29 دولار بعد أن لاقى الطلب دعما من استمرار تعطل الانتاج في ليبيا.
سقف الدين الأميركي
في غضون ذلك، حذرت ادارة الرئيس باراك أوباما الكونغرس من أن الحكومة قد تصل الى الحد الاقصى للاقتراض اللازم لتدبير نفقاتها في فبراير، اذا لم يسارع أعضاء الكونغرس الى رفع سقف الدين الاتحادي.
وقال وزير الخزانة جاك لو في رسالة الى زعماء الكونغرس «أدعو الكونغرس بكل توقير الى التحرك لرفع سقف الدين في أقرب وقت ممكن».
وكان الكونغرس قد أقر اتفاقا للميزانية لمدة عامين لتقليص بعض تخفيضات الانفاق المزمعة للعام المقبل، وهو ما يقلل احتمالات توقف الانشطة الحكومية.
لكن هذا التشريع لن يحول دون تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها اذا لم ترفع واشنطن سقف الاقتراض الحكومي قريبا.
وفي أكتوبر الماضي علق الكونغرس والادارة الاميركية العمل بسقف الاقتراض البالغ 16.7 مليار دولار حتى السابع من فبراير، واذا لم ترفع واشنطن السقف بحلول ذلك الوقت، فستقوم وزارة الخزانة بنقل الاموال بين حسابات حكومية مختلفة لاسابيع قليلة حتى لا تتجاوز سقف الدين.
لكن الوزير قال ان الخزانة قد تستنفد تلك الاجراءات الاستثنائية بين أواخر فبراير وأوائل مارس، ولن تتمكن بعد ذلك من الاقتراض لتغطية نفقاتها.