اتصالات واجتماعات أبقت الوضع تحت السيطرة

مقتل الجندي الإسرائيلي على الحدود مع لبنان ... هل يرتبط باغتيال القيادي في «حزب الله» حسان اللقيس؟

1 يناير 1970 10:53 ص
ماذا جرى على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية في نقطة رأس الناقورة؟ وهل يرتبط مقتل رقيب اسرائيلي بنيران من الجانب اللبناني باغتيال القيادي الميداني في «حزب الله» حسان اللقيس بالرصاص على تخوم الضاحية الجنوبية لبيروت قبل نحو اسبوعين؟

هذان السؤالان حضرا بقوة امس في بيروت التي سعت الى كشف كامل ملابسات «الاحتكاك الحدودي» الذي وقع ليل اول من امس بين لبنان واسرائيل والذي جرت محاولات سريعة لاحتوائه عبر اجتماعات ميدانية برعاية قوة «اليونيفيل» ومواكبة سياسية على اعلى المستويات أمّنت بقاء الحادث في إطاره «الموْضعي».

ولفّ الغموض ظروف مقتل الضابط السرائيلي وسط تضارُب في الروايات في المقلبين اللبناني والاسرائيلي:

• فالرواية اللبنانية راوحت بين الحديث عن اطلاق نار حصل من الجيش اللبناني في اعقاب خرق دورية اسرائيلية الحدود اللبنانية عند «الخط الأزرق» مما أدى إلى مقتل الضابط الاسرائيلي، وبين قيام جندي في الجيش اللبناني ويدعى حسن ابراهيم (من عكار) باطلاق النار من تلقاء نفسه، قبل ان يختفي لساعات وسط تقارير اشارت الى انه تم اسره وهو ما نفاه الجيش اللبناني وانتفى حكماً مع ظهور الجندي صباح امس بعدما كان مختبئا خلف إحدى الشجرات في حقل تنتشر فيه الاحراج الصنوبرية. وقد ذكرت مصادر امنية انه تم استجوابه للوقوف على تفاصيل ما جرى لجهة سبب اطلاق النار والاختباء.

• اما الرواية الاسرائيلية، فأشارت الى ان جنديا لبنانيا أطلق بين 6 و7 رصاصات من قنّاصة باتجاه قوة اسرائيلية، مرجحة ان يكون فعل ذلك من تلقاء نفسه.

وبعدما حمّل وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني مسؤولية مقتل الجندي الإسرائيلي، معلناً ان «إسرائيل لن تتسامح حيال خرق سيادتها»، أكد مصدر عسكري إسرائيلي أن جندياً إسرائيلياً من سلاح البحرية قتل مساء اول من امس قبل ان يُكشف انه الرقيب أول في سلاح البحرية شلومي كوهين (31 عاماً).

وفي حين نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن قائد العمليات السابق في الجيش الإسرائيلي إسرائيل زيف ان «الجيش بصدد التحقيق بكيفية السماح لكوهين بالقيادة وحده في الليل بالقرب من الحدود»، أوردت وسائل اعلام اسرائيلية كلاماً لمعلّقين عسكريين إسرائيليين اشاروا الى ان «ليس من الضروري أن يؤدي هكذا حادث إلى تصعيد على الحدود الشمالية مع لبنان».

وفيما أشار موقع «إسرائيل 24» الإخباري إلى أنّ الجيش الإسرائيلي فتح تحقيقاً لكشف إذا كان الجندي اللبناني أطلق عيارات نارية بمبادرة شخصية منه أو أخذ أوامر من «حزب الله» أو من قياديين في الجيش اللبناني»، لفتت صحيفة «معاريف» إلى أنّ «من المرجّح أن يكون تصرّف الجندي اللبناني فردياً، ومن المحتمل أيضاً أن يكون حزب الله بعث عبره رسالة إلى إسرائيل»، وأكّدت أنّه «إذا صحّ الإحتمال الثاني فنكون أمام نموذج جديد سبق أن استخدمه الحزب قبل عشرة أعوام قبل حرب لبنان الثانية، وأطلق نيران القناصة ضد الأراضي الإسرئيلية»، موضحة أنّ «إسرائيل تقدمت بشكوى رسمية إلى الأمم المتحدة ضد الجيش اللبناني، وإذا تبيّن أن الجندي تصرف من تلقاء ذاته، فإن إسرائيل ستكتفي بالشكوى، ولكن إذا كان هذا ليس صحيحاً فمن المستبعد أن ترد إسرائيل في الأيام المقبلة بصورة من شأنها إشعال الحدود الشمالية».

في موازاة ذلك، توقعت مصادر مراقبة في بيروت ازدياد الحديث في اليومين المقبلين عن علاقة «قنص» الرقيب الاسرائيلي برصاص من داخل الحدود اللبنانية، باغتيال القائد الميداني في «حزب الله» حسان اللقيس باطلاق النار عليه في مرآب احد منازله على تخوم الضاحية الجنوبية.

وعلمت «الراي» ان من غير المؤكد ان الضابط الاسرائيلي قتل برصاص جندي من الجيش اللبناني، وسط تحقيقات تجري حول سيارة مجهولة يمكن ان تكون مصدر النيران التي فتحت في الاتجاه الاسرائيلي.

ورأت مصادر متابعة في بيروت انه مهما كانت هوية الذي فتح النار على الضابط الاسرائيلي وملابسات هذا الحادث، فالثابت ان اسرائيل تلقت رسالة بالغة الاهمية يقول من بعث بها «ها نحن قادرون على استهدافكم ولو من خارج الحدود».

واذ تسبب الحادث الحدودي بحال من التوتر الشديد على طول الحدود الجنوبية للبنان، في ظل تحركات غير اعتيادية للجيش الاسرائيلي الذي كثف من دورياته الراجلة والمدرعة على طول الخط الممتد بين العديسة – كفركلا حتى مرتفعات كفرشوبا وجبل الشيخ في ظل تحليق لطائرة استطلاع من دون طيار فوق خط التماس لمزارع شبعا المحررة مع قرى العرقوب، أعلن الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» اندريا تننتي أن القوات الدولية «تبلغت عن حادثة خطرة على طول الخط الأزرق في محيط عام رأس الناقورة».  وقال: «نحاول تحديد وقائع ما حدث، ولاتزال الحالة مستمرة والقائد العام لليونيفيل الجنرال باولوا سييرا يقوم باتصالات بنظيريه من الجيشين اللبناني والإسرائيلي، ويحضهما على ضبط النفس». وأضاف: «وفق المعلومات المعطاة لنا فإن الحادثة وقعت على الجانب الإسرائيلي من الخط الأزرق، وان الأطراف يتجاوبون مع اليونيفيل».

وحرصت «اليونيفيل» على رعاية اجتماع ثلاثي امني في رأس الناقورة برئاسة القائد العام لـ «اليونيفيل» ومشاركة ضباط من الجيش اللبناني وآخرين من الجيش الاسرائيلي في اطار رغبتها في منع اي انفلات للاوضاع على الحدود.