المؤسسة العسكرية تحدثت عن عملين انتحارييْن... ووزير الداخلية: قنبلة وانفجرت بيد حاملها

«مجموعة المنغمسين» التابعة لـ «عبدالله عزام» نفّذت اعتداءين على الجيش في صيدا

1 يناير 1970 10:52 ص
لم تكن عاصمة شمال لبنان طرابلس تنفّست الصعداء بعد مشهد «الاحتضان» الواسع من قوى 14 آذار لها عبر «مظلّة» ثلاثية البعُد قوامها دعم الجيش والعدالة والاعتدال، حتى خطفت عاصمة الجنوب صيدا الأنظار من بوابة الاعتداءين على حاجزيْن للجيش اللبناني في الأوّلي ومجدليون استعادت معهما البلاد مشهد الامن المهزوز على وقع روايات استحضرت «العمل الانتحاري».

واكتسب حادثا صيدا اللذان اديا الى مقتل عنصر في الجيش اللبناني وجرح 3 عناصر آخرين اضافة الى مصرع 4 مسلّحين نفذوا الهجوميْن اهميتهما لانهما التطور الأخطر من نوعه في المدينة منذ أحداث عبرا التي وقعت اواخر يونيو بين الجيش اللبناني ومجموعة الشيخ احمد الاسير المناهض لـ «حزب الله».

واذ اكدت مصادر واسعة الاطلاع لـ «الراي» خطورة ما جرى على الاستقرار العام في البلاد نتيجة استهداف الجيش، فانها قللت في الوقت عينه من شأن الروايات التي تحدثت عن «انتحاريين»، خصوصاً في ضوء المعلومات عن ملابسات الاعتداءين اللذين تعرض لهما حاجزا الجيش.

وعلمت «الراي» ان المسلحين الذين اعتدوا على الجيش على المدخل الشمالي لمدينة صيدا (في جسر الاولي) وفي محلة مجدليون هم من مجموعة تطلق على نفسها اسم «المنغمسين»، وهي تابعة لجماعة «عبدالله عزام» التي سبق ان اعلنت مسؤوليتها عن تفجير السفارة الايرانية في بيروت.

وكان لافتاً بروز مقاربتين لما جرى في صيدا ليل الأحد:

• المقاربة الاولى لقيادة الجيش اللبناني التي قدمت في بيان لها رواية تفصيلية عما اسمته «العملين الانتحاريين اللذين تعرض لهما حاجزا الجيش عند جسر الأولي وفي محلة مجدليون - صيدا»، وجاء فيها: «عند الساعة 21.00 من مساء الاحد، مرّ ثلاثة أشخاص أمام حاجز الجيش في الأولي سيراً على الأقدام، ولدى اشتباه الخفير بهم، طلب منهم إبراز أوراقهم الثبوتية، فما كان من أحدهم لا يزال مجهول الهوية، إلا أن اندفع باتجاه الخفير شاهراً قنبلة يدوية، فبادره الأخير على الفور بإطلاق النار، ما أدى إلى انفجار القنبلة ومقتل الشخص على الفور، وجرح عسكريين اثنين من عناصر الحاجز، وبنتيجة تفتيش الشخص القتيل عثر في جيبه على قنبلة أخرى، جرى تعطيلها لاحقاً من قبل الخبير العسكري المختص، وقد تمكّن الشخصان الآخران من الفرار إلى جهة مجهولة، ويجري التأكد من احتمال علاقتهما باعتداء مجدليون لاحقا».

وأضافت: «عند الساعة 21.45 من مساء الاحد، وإثر إقامة حاجز ظرفي تابع للجيش عند تقاطع مجدليون - بقسطا من جراء الاعتداء الأول، ومحاولة تفتيش سيارة جيب نوع إنفوي رمادية اللون بداخلها ثلاثة أشخاص، اقدم أحدهم وهو المدعو بهاء الدين محمد السيد من التابعية الفلسطينية على الترجل من السيارة، والاقتراب من أحد عناصر الحاجز وهو الرقيب سامر رزق، حيث احتضنه وفجر نفسه بواسطة قنبلة يدوية، ما أدى إلى مقتله واستشهاد الرقيب المذكور، بالإضافة إلى جرح أحد العسكريين، فيما قتل الشخصان الآخران من جراء إطلاق النار من قبل عناصر الحاجز، وهما اللبنانيان محمد جميل الظريف وابراهيم ابراهيم المير».

وأشارت إلى أنه «بنتيجة تفتيش عناصر الجيش السيارة المذكورة، تم العثور على حزام ناسف معد للتفجير مؤلف من 6 قطع متفجرات، محاطة بمجموعة من الكرات الحديدية، وموصولة بفتيل صاعق وصاعق رمانة يدوية، اضافة الى ثلاث رمانات يدوية دفاعية».

• والمقاربة الثانية عبّر عنها وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل اذ اعلن ان معلومات توافرت منذ عشرة أيام بأن حواجز الجيش ستتعرض لاعتداء في الجنوب، وقد اتخذ الجيش احتياطاته، لافتا الى ان «العملية التي حصلت في مجدليون ليست انتحارية كما التي حصلت على السفارة الايرانية في بيروت»، ومشيراً الى ان «المسلح الذي قُتل في مجدليون كانت بحوزته قنبلة وإنفجرت ولم يكن هناك أي حزام ناسف».

وفي موازاة ذلك استوقف دوائر سياسية في بيروت محاولة ربْط حادثتي صيدا بأمرين هما:

• محاولة تمرير سيارات مفخخة، وسط تقارير تحدثت عن أن ما حصل وتحديداً عند جسر الأولي لجهة مجدليون يتصل بسعي مجموعة المسلحين الى تهريب سيارات مفخخة لتفجيرها لمناسبة عيد الميلاد لدى الطوائف المسيحية، وان إحدى السيارات تمكنت من اجتياز المنطقة، ولم تعرف الجهة التي قصدتها، في حين تردد أنها قد تكون منطقة إقليم الخروب.

الا ان الوزير شربل قال: «هذه فقط معلومات ولم تكشف التحقيقات بعد أي نتائج»، معلناً: «لا يوجد اي سيارة اجتازت الأولي مشتبه بها في اقليم الخروب».

• التداول بصورة على شاطىء صيدا لاحد المسلحين الذين قضوا على حاجز مجدليون (محمد الظريف) نُشرت على موقع «فيبسوك» ويظهر فيها من ضمن مجموعة شبان بينهم الانتحاري الذي فجر نفسه امام السفارة الايرانية معين ابو ضهر (من صيدا) الذي كان من مناصري الأسير.

وفي حين نفّذ الجيش اللبناني عمليات دهم لتوقيف عدد من المشتبه بهم في الاعتداء على حاجزيه العسكريين وتمركز في نقاط مراقبة عند المستديرات الرئيسية في صيدا وعزز اجراءاته على مداخل مخيم عين الحلوة خشية لجوء مطلوبين اليه، برز على المستوى السياسي تنديد شامل باستهداف الجيش اذ استنكر رئيس الجمهورية ميشال سليمان بشدة «العمل الارهابي الاجرامي»، مؤكداً «وجوب اتخاذ كل التدابير لمحاربة الارهاب».

وفي سياق متصل، اعلن الرئيس سعد الحريري ان «رأس الفوضى وإرادة التخريب يتمثل بالاعتداء على الجيش اللبناني الذي استهدفته في الساعات الماضية هجمات إجرامية مسلحة في محيط مدينة صيدا، هي محاولة دنيئة لجر البلاد الى مستنقع الفتن المتنقلة والعمليات الإرهابية».