هناك شريط تسجيل لمحادثة بين قطب سياسي وقطب اقتصادي، سجله قطب رياضي ونشره قطب مغناطيسي، وعلق عليه قطب كهربائي، يكشف عن مؤامرة تشترك فيها مخابرات دولية، وقوى اقليمية، حول مستقبل البلد، ويكشف فضائح في منطقة النفوذ.
من الممكن ان أكمل صياغة الخبر دون ان يرف لي جفن او تهتز لي شعرة، فكل الكلام الذي نسمعه لا يتعدى قرع «قواطي» فارغة، يستطيع أي مراهق سياسي تأليفها، ويتلاقفها بقية المراهقين الجالسين عند بقالة الكرامة، بانتظار فتات اخبار واشاعات تعيد لهم الحياة، رغم ان الأموات لا يعودون... والغريب ان مؤلف الاشاعة لم يواكب التطور وما زال يعيش في عصر الاشرطة والكاسيت والاسطوانات.
منذ ان خلقنا وخلقوا، وهذه الديرة مصدر رئيسي للاشاعات ليس في الكويت بل في العالم كله، وكل مواطن يعتبر نفسه وكالة انباء خاصة ومصدراً رسمياً للاشاعات، والغريب في بلادنا ان مصدر الاشاعة نفسه يصدقها، وقد تصدق الحكومة الاشاعات وتتفاعل معها، وتسعى جاهدة لتحولها من اشاعة الى حقيقة.
لهذا سأترك لكم الاشاعات وسأتكلم بالحقائق... مستشفى جابر لم ينته في موعده وقد ننتظر لسنة أو سنتين أو أكثر حتى نعالج او نموت فيه، المدينة الجامعية رغم ان الحريق الثالث اشاعة إلا أنها لن تنتهي في موعدها وقد تحتاج الى بعض «الكورسات» الاضافية مما سيؤدي الى تأخر تخرجها لخمس سنوات، جسر جابر لن ينتهي في 2018 كما قالت وزارة الاشغال، ولن يهب الشعب للتصور عليه ونشر صورهم بالانستغرام–وهذه فائدتها الوحيدة- لأن المشروع يجب ان يتأخر حتى نشعر بأهميته، والجسر الممتد من العاصمة للجهراء سيتأخر بسبب الظروف الجوية، ومشروع المطار سيتأخر بسبب النشلة التي قد تصيب الشركة المنفذة، ومصفاة الزور ستصاب بالسكتة القلبية قريبا وسيكون افتتاحها بعد سبعمئة سنة... و«إنا لله وإنا إليه راجعون».
جعفر رجب
[email protected]