أثارت جدلاً قبل عرضها... والرقابة كانت لها بالمرصاد
ألفاظ خادشة ومشاهد غير لائقة... في أفلام الإثارة المصرية
| القاهرة ـ من سمر فتحي |
1 يناير 1970
11:09 ص
ألفاظ خادشة وعبارات غريبة وأغان مبتذلة ومشاهد غير لائقة... باتت كثيرة ومنتشرة في عدد من الأفلام المصرية التي أنتجت حديثاً، ومنها مجموعة من الأفلام لم تخرج للعرض بعد، ولكنها أثارت ضجة واسعة، قبل خروجها إلى قاعات العرض المصرية والعربية، ومنها «أسرار عائلية» و«الجرسونيرة» و«زنى المحارم»، والتي تعرضت مشاهدها لمقص الرقيب... «الراي» تعرفت على تفاصيل هذه المشاهد، وسألت الممثلين عنها:
في فيلم «أسرار عائلية» بطولة محمد مهران، سلوى محمد علي، طارق سليمان، بسنت شوقي ومحمد عبدالوهاب، ومن تأليف محمد عبدالقادر وإخراج هاني فوزي، أجازت الرقابة التصريح في الفيلم الذي يشهد أكبر مواجهة في مناقشة قضية «الشذوذ الجنسي»، خصوصاً أنه مأخوذ من قصة حقيقية، بالرغم من عمليات التعديل التي قامت على السيناريو من قبل الرقابة في 13 مشهداً أجازتها لجنة المتابعة بالرقابة. كما أكدت الرقابة أنها لا ترفض مثل هذه الموضوعات، إذا كانت تكشف جانباً مجتمعياً وقصة لها محتوى جذري لعلاج هذه الظاهرة، ولكن اعتراض الرقابة جاء على بعض المشاهد التي وصلت إلى 13 مشهداً لا بد من تعديلها.
مخرج العمل هاني فوزي، في أول تجاربه الإخراجية، صرح أن الفيلم يرصد حالة فريدة من نوعها عندما لمسها بحسه الفني كشف كل جوانبها لتكون أول تجربة له، من دون قصد الإثارة، مشيراً إلى أن «الهروب من هذه الموضوعات يُعدّ فشلاً في المنظومة الفنية التي لا بد أن تبادر في كشف الحقيقة من دون قيد أو قمع من بعض الأجهزة الرقابية التي تصرّ على كبت الإبداع وحصاره في أفلام لا تقدم جديداً».
وتضم القائمة أيضاً فيلم «الجرسونيرة»، والذي تقوم ببطولته غادة عبدالرازق بالمشاركة مع كل من منذر رياحنة ونضال الشافعي، ليتناول قضية الخيانة الزوجية من خلال ديكور واحد، وهو غرفة نوم لتعرض قصة الفيلم حياة رجلين يملان من الروتين اليومي في حياتهما الزوجية ليجدا لنفسيهما مخرجاً آخر وهو التعرف على إحدى فتيات الليل لتقوم بدور العشيقة. وقد حذفت الرقابة 4 مشاهد من السيناريو، هي: الأول سرير تكون فيه «غادة» نائمة عليه بقميص نوم وتنتظر دخول الزبون، والثاني: مشاجرة بين منذر ونضال للفوز بالملكة والذي احتوى في مضمونه على إيحاءات جنسية صارخة. والثالث: مشهد يقوم فيه نضال بالتعدي بالضرب على غادة ويمزق ملابسها، ما يظهر الجزء العلوي من جسدها، والمشهد الرابع والذي استنكرته الرقابة وطالبت بحذفه من دون تعديله، هو ارتداء غادة لبدلة رقص لترقص إلى الزبون، وهي تذكر الله في سرها نادمة على ما تفعله، ما تراه الرقابة صورة مبالغاً فيها وغير مستحبة تجنباً لإثارة الفتن.
وقال هاني جرجس فوزي إن «الفيلم يناقش قضايا ومشكلات تمرّ على حياتنا اليومية وصفها أهل الجهل من الشيوخ الذين حصلوا على لقب شيخ من الهواء - على حد وصفه – ليصنفوا الحلال والحرام على حسب أهوائهم الشخصية».
ورأت الفنانة غادة عبد الرازق أن الهجوم غير مبرر عليها «من قبل بعض الحاقدين والمنافقين»، وقالت إن معظم أفلامها «أزاحت الستار عن العفن الذي عانت منه المجتمعات الفقيرة في ظل الأنظمة السابقة، والتي أخذت من المرأة آدميتها لتحولها سلعة رخيصة من أجل لقمة العيش»، مشيرة إلى أن تلك الأعمال السينمائية ساعدت على قيام الثورة، ومن الصعب أن تنكر بعض القوى السياسية أن المرأة شاركت فيها بكل عنفوانها لتثبت حقها في هذا المجتمع.
وأضافت أن الهجوم الشرس الذي تتعرض له في مرات متكررة ما هو إلا «كلام فاضي» من أشخاص لا يريدون سوى العبث باسم نساء مصر، لتؤكد أن فيلم «الجرسونيرة» يكشف نوعاً آخر من النساء اللاتي ينتقمن من ظروفهن الاجتماعية بعد أن فقدن الأمل في أن يصبحن زوجات محترمات وتكوين أسرة لتكون هي الأداة في خراب معظم البيوت.
أما فيلم «الصمت»، أو «زنى المحارم» سابقاً، لمخرجته إيناس الدغيدي المعروفة بأعمالها المثيرة للجدل، فقد أخذ باعاً طويلاً مع الرقابة في عهد رئيس الرقابة السابق سيد خطاب وتم حذف 15 مشهداً من بينها، مشهد يدخل فيه الأب على ابنته ليتحسس جسدها ممارساً العادة السرية في الوقت نفسه. وآخر مشهد يظهر الأب فيه وهو يعتدي على ابنته لتظهر أمامه عارية. وأخيراً مشهد يجتمع فيه الأب مع ابنتيه لمعاشرتهما جنسياً... كل هذا جعل الرقابة ترفض سيناريو «زنى المحارم» في عهد خطاب، ليحصل على الموافقة في عهد عبد الستار بثوبه الجديد بعد تغيير اسم الفيلم «الصمت» والتعديل على 7 مشاهد، غالبيتها خاصة بالأب، ليكون هناك جانب نفسي مأسوي جعله يقدم على هذه الجريمة الشنيعة في اغتصاب ابنته.
إيناس الدغيدي ترى أن الفيلم يرصد واقعاً مأسوياً تعيشه غالبية الفتيات من دون أن تبوح به لأحد خوفاً من نظرة المجتمع لها أو الحكم عليها بالإعدام لتشويه صورة والدها، مشيرة إلى أن هناك إحصائية من مركز البحوث الاجتماعة رصد أكثر من 80% من حالات عانت من هذا المشكلة على مدار السنوات العشر الماضية، ما يؤكد أن المعدل يزداد وليس هناك عقاب لمرتكب تلك الجريمة.
بينما يناقش فيلم «للكبار فقط» أيضاً قضية «زنى المحارم»، ولكن بصورة مختلفة عن فيلم «الصمت»، ليدور حول رجل في الخمسينيات من عمره، يؤدي دوره محمود حميدة، يقيم علاقة مع ابنة زوجته القاصر التي تلعب دورها غادة عبد الرازق بعد وفاة والدتها، حيث كان قد تزوج الأم للوصول إلى البنت لأنه مريض نفسياً ولديه عقدة منذ أن كان صغيراً، وأحب طفلة تبلغ من العمر 13 عاماً، وتوقفت مشاعره عند هذه السنوات.
وأجازته الرقابة بعد حذف 3 مشاهد؛ المشهد الأول وهو دخول محمود حميدة على غادة عبد الرازق في غرفة نومها لاختيار فستان لها للسهرة معه في أحد الفنادق، فيقوم بمساعدتها في خلع ملابسها،. وإن كان المشهد غير صريح على الشاشة، إلا أن الرقابة اعترضت عليه. المشهد الثاني أثناء تذكر حميدة لماضيه وهو في الـ 13 من عمره، ليكون المشهد بين طفل وطفلة وهما يتبادلان القبلات. وأخيراً المشهد الثالث، الذي ترتدي فيه غادة ملابس المدرسة لكونها في الصف الثالث الثانوي عبارة عن «جيب» قصير وقميص مفتوح، ما لا يتناسب مع مكان يتلقى فيه العلم.