ليتا بحث في بيروت ملفي النازحين ومؤتمر دعم الجيش في روما
لبنان «تحت المعاينة» الدولية
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
10:51 ص
يعود لبنان إلى دائرة الاهتمام الدولي من بوابة «القنبلة الموقوتة» التي يشكّلها ملف «المليون ونيف» نازح سوري إلى أراضيه، وواقعه السياسي العالق في «عنق زجاجةِ» أزمة تتشابك مع الحرب السورية وتنذر بفصول أكثر سوداوية مع دخول بيروت بعد نحو ثلاثة اشهر في مدار استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية الذي يشي بـ «إكمال نصاب» الفراغ المؤسساتي وتالياً يشرّع البلاد على شتى الاحتمالات.
وفيما يراهن البعض في لبنان على «مفاجأة» تمرر الاستحقاق الرئاسي على اساس تفاهم عربي - اقليمي - دولي إما يشكّل امتداداً «تلقائياً» لمسار الحل في سورية اذا نجح مؤتمر جنيف - 2 في إرساء «خريطة الطريق» له، وإما يأتي ليضمن «فك الارتباط» بين الوضع اللبناني والأزمة السورية ويوفر «بوليصة تأمين» لـ «بلاد الأرز» حيال المخاطر المحدقة، ترى دوائر سياسية ان «عزل» واقع لبنان عن محيطه شبه مستحيل في ظلّ تحوُّل البلاد «حلبة صراع» مزدوج، الاول يرتبط بالحرب السورية التي ينخرط فيها «حزب الله» بقوة مساهماً بقلب موازين القوى على الارض لمصلحة النظام والثاني يتصل بـ «حرب النفوذ» في المنطقة ولا سيما بين الرياض وطهران والتي يشكّل لبنان واحدة من أبرز ساحاتها.
الا ان اوساطاً مراقبة تدعو إلى عدم التقليل من أهمية «العين الدولية» على لبنان انطلاقاً من مجموعة الدعم الدولية التي أنشئت لمواكبة وضعه وانطلقت في سبتمبر الماضي على ان تجتمع «متى تدعو الحاجة»، لافتة إلى ان هذه المجموعة من شأنها تشكيل «شبكة امان» تسمح بعدم «استفراد» بلاد الأرز في اي عملية «مقايضة نفوذ» في المنطقة ربطاً بأي انفراجات محتملة سواء في الملف السوري او بالنسبة إلى اكتمال التفاهم في «النووي الايراني».
وترى هذه الأوساط ان الاجتماع الذي يعقده وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي غداً في بروكسيل يشكّل محطة جديدة في سياق الدعم للبنان، اذ سيحضر ملفه في هذا اللقاء وسط تقارير تشير إلى ان مجلس الشؤون الخارجية الاوروبي سيوجه رسائل عدة بينها «دعم الرئيس سليمان والسلطات اللبنانية وسياسة النأي بالنفس وفق اعلان بعبدا، والتزام استمرار الدعم الاوروبي للقوات المسلحة اللبنانية، وتقديم المساعدات للبنان لمواجهة الازمة الانسانية التي يعيشها النازحون السوريون»، وان المجلس سيبحث أيضاً في «الشلل المؤسساتي الذي يعانيه لبنان، وسيعبر المجتمعون عن تعلقهم بالمحافظة على التوازنات السياسية ومن خلالها دعم دور الرئيس سليمان واعلان بعبدا»، مع التاكيد ان «ليست لدى الاتحاد نية للتدخل في الحياة السياسية اللبنانية وعلى اللبنانيين التوصل في ما بينهم إلى الحلول التي يمكنها تأمين مستقبل هذا البلد واستقراره».
وفي حين تترقب بيروت نتائج مباحثات الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في المملكة العربية السعودية أواخر الشهر الجاري حيث سيكون الملف اللبناني محوراً في المحادثات، أعطت زيارة رئيس الوزراء الايطالي انريكو ليتا الذي لبيروت اشارة إضافية إلى المعاينة الدولية للواقع اللبناني وملف النازحين السوريين.
وقد التقى ليتا رؤساء الجمهورية ميشال سليمان وحكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والبرلمان نبيه بري حيث تركّز البحث على استضافة بلاده المؤتمر الدولي لدعم الجيش اللبناني مطلع السنة المقبلة انطلاقاً من متابعة تنفيذ توصيات مجموعة الدعم الدولية للبنان، إلى جانب قضية اللاجئين حيث اعلن رئيس الوزراء الايطالي زيادة مساهمة بلاده «في اطار الامم المتحدة بمبلغ 50 مليون دولار للنازحين السوريين في لبنان والمنطقة»، مشددا ان «على الاسرة الدولية ان تساعد لبنان في التصدي للضغوط الناتجة عن النزوح السوري».
وفي حين حرص ليتا على زيارة بعض مخيمات النازحين السوريين، جاء في بيان عن «القصر» اللبناني ان سليمان ورئيس الوزراء الايطالي أجريا محادثات «مفيدة وبناءة، تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وتطور الاوضاع في المنطقة، وشددا على الحاجة المستمرة لتوفير دعم دولي قوي ومنسق للبنان في مجالات تعزيز الاستقرار ودعم الاقتصاد والقوات المسلحة اللبنانية والجهد القائم لمواجهة معضلة اللاجئين السوريين في لبنان، على ما ذهبت اليه توصيات مجموعة الدعم الدولية للبنان التي تم انشاؤها في نيويورك بتاريخ 25 سبتمبر الفائت وتبناها مجلس الامن الدولي بتاريخ 2013/11/26».
وفي موضوع اللاجئين السوريين، اكد سليمان وليتا «اهمية التزام المجتمع الدولي مبدأ تقاسم الاعباء». اما عن دعم القوات المسلحة اللبنانية، فقد شدد الرئيسان على «اهمية دعم قدراتها بصفتها مؤسسة تجسد وحدة الدولة بامتياز وتتكفل المحافظة على الامن»، ورحبا «باستعداد ايطاليا لرفع مستوى دعمها للجيش اللبناني، وبخاصة في مجالي التدريب وتقديم الخبرة العسكرية». كذلك عبّر سليمان عن «تقديره لقرار ايطاليا بتنظيم مؤتمر دولي في روما لدعم قدرات القوات المسلحة اللبنانية، بالتنسيق مع منظمة الامم المتحدة ولبنان».
وبعد لقائه ميقاتي، وقبيل توجهه إلى جنوب لبنان حيث تفقد الوحدة الايطالية العاملة ضمن اطار «اليونيفيل» قال ليتا «نحن فخورون بوجود كتيبتنا في الجنوب، وبقيادة قائدنا»، مشيراً إلى أنه «وعد الرئيس ميقاتي بارسال وفد إلى لبنان لمساعدة الاقتصاد اللبناني»، مؤكدا اننا «نعمل على تعزيز الروابط».
وفي سياق متصل، يعقد بعد غد اجتماع للسفراء العرب والاجانب في السرايا الحكومية لاطلاق التقرير السادس للحكومة اللبنانية عن معالجة تداعيات الازمة السورية على لبنان وهو اجتماع مماثل لاجتماعات ستعقد في دول الجوار السوري في اطار معالجة أزمة النازحين السوريين.
ويشار في هذا السياق إلى ان وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور كان زار الجمعة مخيم المرج للاجئين السوريين في البقاع واطلع على أحوال هؤلاء وأعلن فتح جميع مراكز الوزارة أمام اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين لتقديم المساعدات المتوافرة.
شهيّب: علي شبّيح سوري كبير و«عنجر» انتقلت الى سفارته
| بيروت – « الراي» |
وصف النائب أكرم شهيب (من كتلة النائب وليد جنبلاط) السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي بانه «شبيح سوري كبير»، معلنا انه «شرف كبير لوليد وتيمور جنبلاط ان لا علاقة بينهما وبين النظام السوري، وشرف لنا كحزب تقدمي اشتراكي اننا كنا وسنبقى مع الشعب السوري»، ومعتبراً ان «عنجر (مقر قيادة رئيس جهاز الاستخبارات السورية ابان الوجود العسكري في لبنان ورمز مرحلة الوصاية على لبنان) انتقلت الى ما يُسمى بالسفارة السورية».
وجاء كلام شهيّب في سياق «الحرب الكلامية» التي اندلعت بين رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» (جنبلاط) والسفير السوري مع اعلان الاخير بعد ايام قليلة من مصافحة الزعيم الدرزي اياه خلال تقديمه العزاء لوزير من «حزب الله» بابن شقيقه (سقط خلال القتال في سورية) ان «لا علاقة بين سورية وجنبلاط الذي كان شريكاً في التحريض على سورية وان الحديث عن ان ابواب دمشق مفتوحة لنجله تيمور هو كلام صحف وعار عن الصحة»، وهو ما قابله رئيس «التقدمي» بهجوم دفاعي عنيف وصف فيه علي بانه «غشاش» ومؤكداً «لا أنا ولا تيمور يهمنا الذهاب الى دمشق مجدداً، وسنزور سورية حين تصبح حرة من النظام الحالي».