المساواة في الظلم عدل ... قول باطل

1 يناير 1970 06:43 م
تنتشر بين الناس مقولة «المساواة في الظلم عدل»، وبعضهم ينسبها إلى الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، وبعضهم يتعامل بها كأنها أساس وقاعدة لا يمكن تغييرها؛ فما حكم الدين أو ما مدى صحة هذه المقولة؟

- قول البعض من الناس: (المساواة في الظلم عدل) قول باطل، بعيد عن شرع الله ودينه بعد المشرقين، وحاشا رسول الله أن ينطق بمثل ذلك القول، وإنما الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه عن الله تبارك وتعالى أنه قال: «ياعبادي إني حرّمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا»، رواه مسلم (2577).

ونصوص الشرع المتواترة المتكاثرة على التحذير من الظلم، وبيان سوء عاقبته أكثر من أن نذكرها هنا.

إن هذه الكلمة الباطلة الظالمة تظهر أكثر ما تظهر فيمن له ولاية على الناس، فتقول له: إذا ظلمت أحد رعيتك، فأخذت ماله، أو ضربت ظهره، أو سجنته...، فلا تقتصر على ظلم هذا وحده، بل اجعل ظلمك عاماً لأفراد رعيتك، حتى تكون عادلاً في توزيع الظلم عليهم!!

ومثل هذا لا يصلح أن يقوله إلا الجبارون والمعتدون على حقوق العباد!!

فأي عدل في هذا، والله تعالى يقول: «إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون» (النحل/ 90).

إن المساواة في الظلم: ظلمات، بعضها فوق بعض!!

وبدلاً من أن يلقى ربه بظلم رجل واحد ظلم، أو عبد واحد اعتدى عليه: إذا به يريد أن يلقى ربه بظلم كل من أمكنه من العباد، من أجل المساواة بينهم في ذلك!!

أليس هذا أشبه شيء بعمل المشركين، حين يريدون أن يعملوا الظلم والفواحش، ثم يدعون أن هذا من عند الله، وأمره وشرعه، قال الله تعالى: «وإذا فعلوا فاحشة قالواوجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون، قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون، فريقاً هدى وفريقاً حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون» (الأعراف/ 28-30).

إن العدل: هو إعطاء كل ذي حق حقه، ووضع كل شيء في موضعه؛ فأين هذا من الظلم، أو المساواة فيه؟

نقلاً عن موقع الإسلام سؤال وجواب