| د. تركي العازمي |
تنعقد القمة الخليجية في الكويت نهاية الاسبوع الجاري في وقت حرج سياسيا واقتصاديا والأوضاع الاقليمية تفرض على قادة دول مجلس التعاون وجوب تنفيذ الاتحاد الخليجي لمواجهة التحديات!
في علم القيادة عندما تشتد المنافسة بين الشركات يحاول بعضها شراء شركات أو يندمج مع شركة أخرى لتعزيز قوتها التنافسية والمستفيد في نهاية استراتيجية الاستحواذ أو الاندماج هو المستهلك والدولة/الدول والسوق طبعا بما في ذلك العاملون ومن لهم علاقة بتلك الشركات.
هذا التوجه الاستراتيجي معمول به وما هو مطبق في عالم الأعمال يمكن تطبيقه على مستوى الدول المتجاورة، وأعتقد بأن دول الخليج العربي مطالبة بفهم تداعيات الوضع الراهن ولنا في الاتحاد الأوروبي خير مثال في ذلك على الرغم من أن الوضع لدينا أسهل للتطبيق... كيف!
دول الاتحاد الأوروبي تختلف ثقافتها والوضع الاقتصادي لبعضها متباين بين متين ومتوسط وضعيف إلا اننا هنا في منظومة دول مجلس التعاون نتمتع بقوة اقتصادية مهولة وثقافة مجتمعاتنا متقاربة إلى حد كبير، فالدين واحد واللغة واحدة والتقاليد واحدة والشعوب مرتبطة في ما بينها لكن بعضها فهم المنظومة الاستراتيجية وقفز إلى عالم الاستثمار المجدي بعقلية منفتحة اصطادت الفرص خلال الأزمة المالية!
في هذا المقال نذكر فيه بعض صور التعاون التي شهدتها مسيرة دول مجلس التعاون وكيف انها أثرت الساحة الخليجية اجتماعيا واقتصاديا وفي الجزء الثاني منه سنتطرق إلى تطلعات شعوب دول مجلس التعاون!
دول مجلس التعاون حققت مفهوم حرية التنقل بين دولها عن طريق البطاقة المدنية وقطعت شوطا كبيرا في عملية الربط الكهربائي بين الدول وكثير من التشريعات والإجراءات قد تم تفعيلها بالنسبة للتعاملات التجارية ( الضريبة ) وانسيابية نقل البضائع بين دول مجلس التعاون ناهيك عن ضوابط الخدمات من إجراءات تنقل المقيمين بينها وضوابط عالم التكنولوجيا والاتصالات!
لذلك لم يتبقَ لنا سوى تنفيذ الاتحاد الخليجي الذي وان تم فإنه سيمنح دول مجلس التعاون القوة الاقتصادية التي تعتبر العامل الرئيس في صياغة القرارات الدولية المتعلقة بالشرق الأوسط وهو بلا شك سيعزز من قدرتنا كشعوب في تحقيق توجهاتنا!
نحن نتحدث عن منظومة دول مجلس التعاون... دول نفطية وتمتلك استثمارات كبيرة في شتى بقاع الأرض ولها نفوذ وتتمتع بموقع استراتيجي من شأنه تغيير خارطة الطريق السياسي عن طريق النفوذ الاقتصادي!
المراد، في العلم الاستراتيجي يعد التخطيط «الصح» أهم جزئياته... والتخطيط الاستراتيجي يحدد الرؤى بوضوح ومن ثم توضع الأهداف المحددة زمنيا لتحقيق الرؤى وأعتقد بأن التوافق مطلب مهم للخروج بصيغة استراتيجية خصوصا في جزئية النظم المعمول بها في كل دولة وفق مبدأ لا ضرر ولا ضرار ولو تشغيليا في بداية الأمر!
نحن نتحدث عن طموح شعوب دول منظومة مجلس التعاون الخليجي التي تتجاوز حد التنقل بالبطاقة المدنية... ان المواطن الخليجي بحاجة إلى رؤية حلم الاتحاد الخليجي والتطلعات حوله كثيرة سنتطرق لها في المقال المقبل إن شاء الله... والله المستعان!
[email protected]Twitter : @Terki_ALazmi