سلطان حمود المتروك / حروف باسمة
كفاح
| سلطان حمود المتروك |
1 يناير 1970
11:20 ص
الحياة مسيرة عظيمة والنضال فيها من أجل الوصول إلى الغاية والهدف والأمل شيء عظيم، وان المناضلين لابد وأن يتمتعوا بصبر عظيم وعزيمة قوية تقضي على الخوف وتهزمه وتجعله صغيراً أمام العزائم الكبيرة.
هكذا كان نيلسون مانديلا الذي رحل عن عالمنا في الأسبوع الماضي حيث ناضل كثيراً من أجل القضاء على الفصل العنصري فووجه بالصد والمحاصرة ولم يزل يناضل لإزالة الظلم والقضاء على التمييز العنصري على أساس أن البشر لا تمييز بينهم فهم في العيش على حد سواء، لبث مانديلا بين السجن والنفي سبعة وعشرين عاماً كسر خلالها قيد الهلع والخوف والاضطراب، فأصبح منتصراً على محبسه ومنتصراً على من حاصره بعزيمة واثقة وشق سبيل النضال سراً وعلانية حتى أعانه العالم بأسره، فلم يجد الطغاة إلا فك قيده، فخرج وهو يلوح لشعبه بكلتا يديه.
ان مسيرة النضال لابد وأن تحقق سبيلها من أجل مجتمع إنساني لا تمييز فيه بين البشر إنما الجميع سواسية كأسنان المشط دخل محبسه في الستينات ثم تركه وراء ظهره واستقبل بالتسعينات رئاسة حزب المؤتمر الديموقراطي لينشر الديموقراطية ويصر على تحقيق العدالة الإنسانية في ربوع مجتمعه، فنجح في ذلك وأصبح أول رئيس أسود لجنوب افريقيا ولم يبق إلا دورة رئاسية واحدة فاتحاً المجال أمام الكفاءات من شعبه لتقلد إدارة بلده، أسس الديموقراطية والتعددية وحقق لوطنه مزيدا من التقدم والازدهار وذلك بفضل إصراره على إزالة الظلم والقضاء على الاستبداد وايجاد مساحة عادلة يتعايش فيها الناس على حد سواء.
رحل مانديلا عن عالمنا، ولن ترحل مبادئه في مجال النضال من أجل رقي الأوطان وتعايش أهلها دون تمييز أو تفريق على أراضيها وأبّنه أهل وطنه بقولهم:
رحل حبيبنا واستقر في هدوء
وأمل ولم تبق إلا كلمته المشهورة
وانظر خلفي إلى المساحة التي قطعتها
فإن مسيرتي لا تنتهي.