«كويتي وأفتخر» نسج من حبات رمال الكويت... قصصاً وروايات
| تحقيق باسم عبدالرحمن وهاني شاكر |
1 يناير 1970
09:51 م
• الداعور : المجسمات نحتت بنوعية من الرمال تحتوي على تربة هوائية ومادة لزجة من الطين تساعد على تماسكها
• مشروع «كويتي وأفتخر» مؤسسة غير ربحية لذا يعتمد على المتطوعين
• حرصنا على تعليم النحاتين الكويتيين المبتدئين من خلال تدريبهم عبر معرض «كويتي وأفتخر»
• تسببت الأمطار الجارفة في تدمير 30 في المئة مما أنجزناه
• اشترينا 30 كتابا بأكثر من لغة من «أمازون» ووزعناها على النحاتين
• سيكون أمام كل مجسم لوحة تحوي سيرة النحات الذاتية وقصة المجسم بالعربية والإنكليزية
• الفكرة لم يمكن تطبيقها في قطر ومصر والإمارات بسبب عدم ملاءمة نوع الرمال هناك
• 450 نسافا نقلت رمال «القرية» وبلغت حمولة النساف الواحد 52 طنا
• القرية ستبقيه 3 أشهر تحت إدارة «كويتي وأفتخر» بعد الافتتاح في 12 يناير ومن ثم ستهدى إلى أرض المعارض الدولية
• لا نفكر بدخول موسوعة «غينيس»... زارنا العديد من الشخصيات الذين أعجبوا واثنوا
كانت الحكاية أشبه بالخيال عندما تتحول الرمال الكويتية عالما ناطقا بالقصص الاسطورية التي تتجسد فيها الملاحم واقعا ماثلا... وان كان على هيئة تراب. والأهم من ذلك عندما تكون نتاج مشروع كويتي «كويتي وأفتخر».
حكايات « الف ليلة وليلة» كنز علاء الدين ومصباحه، ومغامرات السندباد ووحوش الادغال، وحيتان البحار، وغيرها باتت مجسمات ثابتة لاتقهر في «القرية الرملية» التي أصبحت واقعا يعلو يوما بعد يوم في الكويت تمهيدا ليوم الافتتاح في 12 يناير المقبل.
مجسمات منحوتة بمهارة واتقان شيدها 73 نحاتا عالميا غزلوا الرمال وحولوا 35 الف طن من الرمال من مجرد ذرات متناثرة الى مجسمات رملية واقعية في 3 أشهر لتحكي لنا القصص التراثية واساطير العصر السحيق وخرافات العصور البالية التي كان الاطفال يسمعونها من جداتهم قبل النوم. فكل مجسم كان يحكي قصة.
«الراي» كانت حاضرة وسط القصص المبهرة بصحبة مدير مشروع القرية الرملية يوسف الداعور ليسرد القصة التي اثمرت هذا الإنجاز الابداعي او بمعنى ادق، ليترك لنا المجسمات تحكي عن حالها.
ونحن في طريقنا الى القرية الرملية بدأنا مهمتنا الصحافية باسئلتنا التي تناولت كل شيء في القرية وكان اولها قبل ان نبدأ جولتنا التساؤل عن كيفية صنع تمثال من الرمال طوله يتجاوز الـ 40 مترا وارتفاعه يبلغ نحو 17 مترا؟
فيجيب يوسف الداعور قائلا: «يتم ذلك من خلال نوعية ممتازة من الرمال التي تحتوي على تربة هوائية ومادة لزجة من الطين تساعد على تماسكه ويطلق على هذه النوعية من الرمال اسم «الاكلاي»، والرمل الكويتي يمتاز بالتماسك.
ويتابع بحماسة «لكي يتم التغلب على عوامل التعرية والامطار والرياح تصقل المجسمات المنحوتة بمادة صمغية تحافظ على شكل المجسم المنحوت مدة كبيرة خاصة وان الامطار المعتادة في الكويت لا تعتبر مشكلة كبيرة ففي معرض «كويتي وافتخر» منذ عام شاركنا بمنحوتين بقيا مدة سنة كاملة الى ان قمنا نحن بهدمهما».
وعن بداية الفكرة يقول الداعور ان عمله بمجال تنظيم المعارض كان منذ 13 عاما،واول مرة يتم العمل مع النحاتين في مهرجان مسقط العام 2007.. كان شيئا غير تقليدي اراه للوهلة الاولى وقمنا بعمل مجسم رملي على البحر هناك كشيء جديد قام بنحته بطل العالم تيت سيمن، وعرضت عليه وقتها القدوم للكويت لعمل نماذج عن مجسمات رملية،لكن للاسف لم يشجع الفكرة احد من الذين عرضت عليهم الفكرة في الوطن العربي باستثناء الاخ ضاري الوزان رئيس مشروع كويتي وافتخر الذي رحب بالفكرة في العام الماضي كنموذج مصغر فلاقت الفكرة استحسانا من الحضور،فأردنا ان تتم توسعة العمل هذه المرة ليكون حدثا كبيرا لاسيما ان الناس في الكويت مهتمة بوسائل التواصل الالكتروني والانستغرام وغيرها من الامور التي تحتمل ادراج صور مميزة ».
ويضيف ان «النحاتين رحبوا بالعمل في الكويت خاصة،وان الفكرة لم يمكن تطبيقها في قطر ومصر والامارات بسبب عدم ملاءمة نوع الرمال هناك لطبيعة النحت الرملي،ولكن طبيعة الارض الكويتية بها ما يمكن من الوصول لطبقات من الرمال الافضل عالميا والملائمة لعملية النحت،فانطلقنا بالفكرة بعد دعوة النحاتين.
ويشيرالداعور الى ان الكويت يتوافر فيها 7 انواع من الرمال،ولم نعتمد سوى على نوع واحد فقط يتناسب مع عملية نحت المجسمات لاحتوائه على تربة هوائية،ومواد لزجة الامر الذي يساعد على تشكيل المجسمات وثباتها، بالتعاون مع شركة «ساندكو» حيث تقوم حفارات الشركة بالحفر لعمق 3 أمتار للحصول على نوع الرمل المطلوب في منطقة امغرة بعد غربلته وغسله بالماء وتعبئته في النسافات.
ويستطرد الداعور قائلا «الاكلاي» هو افضل انواع الرمل المستخدم في نحت المجسمات لاحتوائه على مادة لزجة من الطين تساعد على تماسكه، والرمل الكويتي يتميز بأنه من افضل انواع الرمال عالميا من حيث التماسك حيث يمكن قطع مقطع افقي بارتفاع 4 امتار دون ان يتهدم الرمل.
وعما اذا كانت الامطار والسيول التي شهدتها الكويت اخيرا قد اثرت على المنحوتات يقول الداعور: «بالفعل لأول مرة ارى مثل هذا السيل المطري يومي 18 و19 نوفمبر،وقد تسببت الامطار الجارفة في تدمير نحو 30 بالمئه مما قمنا بإنجازه طيلة الشهور الماضية حيث اننا نعمل من خلال مراحل دمر بعضها بالكامل بسبب الامطار، وبدلا من ان نلعن انفسنا وحظنا في الظلام،اعدنا بناءها واستغرق العمل في اعادة ما افسده المطر مدة 4 ايام،بعد ان قمنا بتشكيل فريق طوارئ وكان من المفترض ان هناك بعض النحاتين سيعودوا الى بلادهم لكنهم الغوا سفرهم.
وعن سبب وضع القرية الرملية في الهواء الطلق، بدلا من وضعها في صالة مغطاة او ما شابه ذلك؟
يقول الداعور: «اردنا ابهار الناس ليس فقط في الحجم بل بالافكار فالرمل الذي صنعت منه المجسمات من الممكن ان تقف على المجسمات المنحوتة كما يمكن الدخول الى الممرات التي تمكن الزائر من الحياة فعليا في عنصر المجسم حيث ان لدينا قصراً رملياً بالكامل، وهو شيء يحدث للمرة الاولى عالميا كما يوجد انفاق داخل الرمال.
ويوضح الداعور ان القرية جمعت 73 نحاتا من 20 دولة من ضمنهم 10 نحاتين يعدون من ابطال العالم في مجال النحت لحصولهم على 7 ارقام قياسية في موسوعة غينيس للارقام القياسية وعلى رأسهم النحات الكندي ديمن الذي حصد بطولة العالم في النحت 3 مرات.
ويزيد:« حرصنا على تعليم النحاتين الكويتيين المبتدئين من خلال تدريبهم عبر معرض كويتي وافتخر العام الماضي، اما معرض القرية الرملية الحالي فهذا بحاجة الى نحاتين محترفين وليس هواة، بينما نجد في الجوانب الاخرى فرقاً كويتية بالكامل مثل فريق التصوير وتوثيق المشروع وفريق الامن لكننا سنحرص على اعادة التجربة لتعليمهم فن نحت الرمال من خلال التعلم من الخبرات الاجنبية المشاركة.
وعن تمويل هذا المشروع الضخم يقول الداعور: « نحن دوما نطمح الى الدعم الحكومي لكن مشروع بهذه الضخامة فهو اكبر من اي دعم سواء من الحكومة او من الرعاة ويحتاج الى انفاقات كبيرة، فقررنا ان يكون الشعب الكويتي والزوار الوافدون من داخل وخارج الكويت، من خلال رسوم دخول، فرسالتنا كانت واضحة والمقاولون والنحاتون تعاونوا معنا لأبعد الحدود لأننا لنا تجربة مصغرة معهم في معرض كويتي وافتخر العام الماضي فقاموا بعمل تسهيلات وتيسيرات كبرى في عمليات الدفع».
ويواصل قائلا: «لكي نكون منصفين قمنا بمقارنة معارض الرمال الاخرى في العالم،فوجدنا ان اسعار دخول اكبر معرضين ما يعادل نحو 10 دنانير للفرد الواحد وهذان متواجدان بالبرتغال والصين ومساحة كل منهما لا تمثل سوى ربع قريتنا الرملية لكننا سنجعل ثمن التذكرة 3 دنانير ولأن عدد السكان قليل فسنقوم بعمل جدول فعاليات مختلفة في كل اسبوع طيلة ايام المعرض باستضافة مواهب كويتية من المسرح العالي للفنون وهيئة الشباب والرياضة وغيرهما من الهيئات حيث سيكون هناك عروض خاصة بقصة الف ليلة وليلة واخرى لعلاء الدين وثالثة خاصة بالسندباد.
وردا على مدى قدرة النحاتين الغربيين على اتقان النحت الشرقي يؤكد الداعور ان «النحاتين اطلعوا على الكتب التراثية الكويتية في معرض كويتي وافتخر العام الماضي،اما في هذا المعرض برغم اننا اردنا نحت مجسمات تراثية كويتية ولكن لكبر المساحة التي جرفنا منها الرمل والتي تبلغ 30 الف متر مربع فلن يكون جاذبا للزائرين للاطلاع فقط على الفن التراثي الكويتي، فقررنا ان نختار كل عام او في كل معرض اختيار قصة ونحولها الى واقع واخترنا في معرضنا الحالي قصة «الف ليلة وليلة» وقمنا بشراء 30 كتابا بأكثر من لغة من «أمازون دوت كوم» وقمنا بتوزيعه على النحاتين وسيكون امام كل مجسم لوحة تحوي سيرة النحات الذاتية وقصة المجسم بالعربية والانجليزية.
وهل ستدخلون من خلال قريتكم الرملية في موسوعة غينيس للارقام القياسية رد الداعور بإجابة مفاجئة قائلا: «لا طبعا، لأننا خلال العام الماضي قمنا بتصميم اكبر علم في العالم مطبوع ببصمات اليدين ودخلنا من خلاله الى موسوعة غينيس فقاموا بتسجيلها مقابل 7 آلاف دينار،وهو مبلغ كبير بالنسبة لنا كفريق شبابي يعمل في مؤسسة غير ربحية اصلا وحتى نضمن ان الناس ستأتي لزيارة النحوتات فيهمنا بالمقام الاول الاعلان عن المشروع وتوعية الناس بما يتضمنه من مجسمات لذا فقررنا ألا نطلب من غينيس تسجيل معرضنا والحمد لله قام بزيارتنا العديد من الشخصيات العامة المحلية والاجنبية من السفارات الاميركية واليابانية والفرنسية.
ويضيف «لأن الحدث عالمي ولا يمكن نقله الى خارج الكويت فقد قررنا ان يستمر المعرض لمدة 3 شهور بعد ان كان محددا له مدة شهر، لإعطاء مجال للزيارة من قبل الزائرين كافة من داخل وخارج الكويت خاصة وان هذه المدة تشهد موسم الشتاء ومهرجان هلا فبراير، وقد بدأ معرض كويتي وافتخر هكذا فحينما دشن كانت مدته يوما واحدا ثم وصل اليوم الى شهر».
وعن امكانية دعم الجهات الدولية المعنية برعاية الفنون والثقافة والاداب مثل اليونسكو مثل هذه النوعية من الفنون،فيشير الى ان مشروع كويتي وافتخر هو بالاساس مؤسسة غير ربحية،وبالتالي تعتمد بشكل كبير جدا على المتطوعين،حيث ان الطاقم الاداري صغير جدا ولا يتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة.
ويزيد «نحن نكد ونكافح قدر المستطاع وبالتالي من المؤكد ان هناك ثغرات، فلم نراسل اي جهة دولية ونحاول تغطية المشروع بأقل الانفاقات».
ويؤكد الداعور على وقوف الحكومة دوما الى جانبهم خاصة وان مثل معرض القرية الرملية شيء جديد كليا على الكويت ويحتاج الامر الى اقتناع ومعرفة ودراية بحجم نفقات المشروع وكلفته، لافتا الى ان هناك عددا من الجهات الحكومية كوزارة الشباب والاعلام وبعض الوزارات الاخرى لكننا نطمح ان يكون الدعم اكبر من ذلك لأن الدعم من هذه الجهات لا يمثل اكثر من 10 بالمئة من المشروع.
وعن دور رجال الجيش والشرطة وآلياتهم الانشائية في معاونتكم يقول:«اقتراح اكثر من ممتاز، من الممكن فعل ذلك في معارض لاحقة لكننا نستعين بهم في ترتيب وتنظيم الامن اما فيما يخص الاعمال الانشائية فمن الافضل اعطاء الخبز لخبازه ولو اكل نصفه فنحن نتحدث عن رمال حجمها يتجاوز 35 الف طن من الرمال.. فحجم رمال القرية الرملية اكبر من حجم الرمال التي استخدمت لبناء برج الحمراء فلو نقلنا الرمال من خلال جدول زمني خاطئ فسيتسبب هذا بدوره في شلل مروري كامل لأنه سيتسبب في اغلاق شوارع الكويت».
ويضيف: «35 الف طن و73 نحات اجنبي يعملون مدة تجاوزت 3 شهور... لو عطيناهم بس الف دينار لكل واحد لأصبحت الميزانية فقط للنحاتين 73 الف دينار هذا لو اعتبرنا انه لا توجد تكاليف اخرى اقلها نقل 35 الف طن رمل من امغرة... نحتاج الف عقل على عقل القارئ كي يفهم؟.. (يضحك) ثم يقول هذا لو كانت اجرة النحات الواحد الف دينار..( ويفاجئنا برقم ضخم يحمل 6 اصفار مقداره.. مليون دينار).
وتحدث الداعور عن تعاون الجهات الحكومية الى ابعد حد كتيسير امور كهرباء وماء وتصاريح ونأمل في تعاون آت من الطيران المدني والبلدية والمطافي لأن القرية الرملية ستتضمن فعاليات متنوعة من ضمنها عروض للاضاءة وأخرى نارية وما زلنا بحاجة للتسهيلات الحكومية في هذه الجوانب لأننا عانينا كثيرا في عمليات نقل الرمل من منطقة امغرة وفق جدول زمني للمرور لأن هناك اغلاقاً للشوارع امام النسافات في الفترة الصباحية مع ارتفاع كلفة الجرافات التابعة للشركات الخاصة والاستعانة بمعدات وآليات البلدية والاشغال يحتاج الى مراسلات وكتب وخلافه فكان من الصعب الانتظار، كل ذلك مع اقتراب موعد المعرض والحمد لله عملنا من خلال جدول زمني وفقنا الله فيه لدخول وخروج النسافات والجرافات.
وذكر انه تمت الاستعانة بـ «450 نسافا نقلت رمال القرية الرملية وبلغت حمولة النساف الواحد نحو 52 طنا وقد انتهينا بالكامل من مرحلة نقل الرمال ».
وعن قصة القرية الرملية منذ بدايتها يقول : «نقوم اولا بتخطيط الموقع وعمل مسح كامل للمنطقة ككل ثم البد في عمل مناسيب وميول تستوعب مياه الامطار حتى لا تخزن علاوة على عمل تحديد مساحة كل مجسم ومكانه باستخدام الاسمنت الابيض واسياخ الحديد ثم نقوم بعمل قوالب خشبية يوضع بداخلها الرمل بسماكة نحو 20 سم كأساس للمجسم يتم دكها وقد استغرقت هذه المرحلة نحو شهر تقريبا قبل وصول النحاتن.
ويتابع «مجسم السندباد وحده عمل به 20 نحاتا و35 عاملا لدك الاساس ثم عمل طبقات اخرى من الرمال فوقه الى ان يتشكل شكل يشبه الاهرامات يتسلق فوقه النحاتون للبدء في عملهم، وقد بلغ اعلى نقطة للمجسمات 17 مترا نقصت الى 15 مترا عقب يوم السيول والامطار وهو ارتفاع ليس بالهين قد يتسبب باضرار تصل الى الموت لا قدر الله ما استدعانا الى توفير انظمة حماية وشاسيهات من الخشب لاستخدامها في عملهم».
وعن موعد افتتاح القرية الرملية ابوابها امام الجمهور يقول الداعور : «ما زلنا قيد الانشاء والتجهيز ليوم العرس.. اقصد يوم الافتتاح.. وستبقى القرية تحت ادارة مشروع كويتي وافتخر مدة 3 أشهر بعد الافتتاح في 12 يناير المقبل وحتى 12 ابريل المقبل وبعد انتهاء الـ 3 أشهر سيتم اهداء القرية لأرض المعارض الدولية والتي يمكن ان تستمر سنوات عدة اذا ما تم الحفاظ عليها وصيانتها».
ألوان طبيعية
لن يتم تلوين المجسمات المنحوتة وتركها بلون الرمال الطبيعي على ان يتم تلوينها ليلا بواسطة مؤثرات ضوئية، لأنه لو تم تلوين الرمال فستكون اشبه بتماثيل الجبس.
شهرزاد
مجسم قصر شهر زاد يار يمثل المجسم الرئيسي في القرية وقد استهلك 10 الاف طن من الرمال وسيتمكن الزوار من الصعود اليه والدخول عبر الدرج الى لقاء شهر زاد التي ستحكي القصص لشهريار امام الجمهور وقد تم تصميم المجسم بما يتوافق مع الشريعة الاسلامية ولا تملك عيونا والتي ستحكي قصة علاء الدين والمصباح السحري من خلال المؤثرات الصوتية والضوئية باللغتين العربية والانكليزية.
وفي نفس قصر شهر زاد تمت مراعاة وجود منحدر يتوافق مع الزوار ذوي الاحتياجات الخاصة.
بحيرات
نظرا لأن الجمهور الزائر سيتمكن من الدخول وسط المجسمات المنحوتة والدخول في بعض المجسمات والصعود فوق القصر المشيد واستخدام الممرات والانفاق الخاصة بها تم تخطيط القرية لانشاء بحيرات مائية صغيرة معزولة عن المجسمات بحيث تفصل الزائرين عن المجسمات الرملية حفاظا عليها من اللمس بالاضافة الى ان هناك بحيرات اخرى ستتم اضافة اسماك الزينة لها.
انعاش السياحة
في ما يخص الزوار، اكد الداعور ان مشروع القرية الرملية سيكون له دور كبير في انعاش السياحة خاصة مع تزامنه مع عطلة نصف العام الدراسي واحتفالات رأس السنة والاحتفال بالاعياد الوطنية، مبينا ان السياح من دول الجوار سيكون اغلبهم من السعودية وقطر لا سيما وان بينهما وبين الكويت صلات قرابة ونسباً بينما سيكون من الصعب استقطاب الاشقاء الاماراتيين لأنهم ينعمون بفعاليات ترفيهية متنوعة هناك.
نحات كردي
73 نحاتا يعملون في القرية الرملية جميعهم من دول اوروبية واميركية حيث يتكون الفريق من 14 نحاتا بولنديا و11 نحاتاً كنديا و11 نحاتاً اميركيا و9 روسيين وجنسيات اخرى ومن بينهم ايضا نحات كردي.
نحت أميركي
-يؤكد الداعور في الجولة التي اصطحب خلالها فريق «الراي» داخل القرية الرملية ان النحاتين الأميركيين برغم عملهم في هذا المجال الا انهم للمرة الأولي يقومون بعمل نحوتات بهذه الكمية وهذه المساحة.
مطاعم
-القرية الرملية تم تصميمها بحيث يكون في داخلها عدد من المطاعم والكافيهات الصغيرة وبعض الكراسي في اماكن متفرقة من القرية للاطلاع على العروض القصصية للمجسمات.
12 يناير يوم الافتتاح
بدأ العمل في انشاء القرية الرملية في 14 اكتوبر الماضي وينتهي في 13 ديسمبر الجاري وستبدأ القرية في استقبال الزوار اعتبارا من 12 يناير المقبل وسيكون افتتاح القرية بحفل كبير برعاية وحضور شخصيات عامة لتدشين مهرجان «الرمل والاضاءة» كأول مهرجان عالمي يشمل العنصرين معا وسيشهد المهرجان اطلاق 4 عروض للالعاب نارية وغازية التي ستتغير كل يوم طيلة ايام المهرجان، كما سيتم سرد قصة علاء الدين والمصباح السحري بواسطة المؤثرات الصوتية.
مهنة النحت
اشار الداعور الى ان مهنة النحت منتشرة جدا في الدول الغربية ومنهم من يعمل بها كمهنة اساسية بسبب تسليط الضوء عليها في اوروبا فالنحات الاميركي تيد يمتهن هذه المهنة منذ 28 سنة ولا يعمل بأي عمل غيرها.
اكتئاب وبكاء بسبب الأمطار
يوم الاعصار والسيول الذي شهدته الكويت يومي 18 و19 نوفمبر الماضي اصيب النحاتون بحالة اكتئاب فتم ايقاف العمل وارجاعهم للفندق مقر اقامتهم واعطاؤهم يوم اجازة لهم لما بعد حالة الاحباط التي انتابتهم عقب مشاهدتهم لحالة الدمار التي تعرضت لها منحوتاتهم لدرجة ان 3 نحاتين بكوا وانتحبوا جراء ذلك وكان هناك تعاون كبير من جميع المقاولين وتم تنظيف المنطقة والتخلص من مياه الامطار بمضخات ومسالك جديدة بوقت قياسي، وعندما حضر النحاتون وجدوا منطقة جديدة كليا ونُظم حفل شواء «باربيكيو» للنحاتين لاخراجهم من حالة الاحباط فعادوا الى عملهم في اليوم التالي بهمة ونشاط رغم زيادة ساعات العمل في فترة اصلاح ما افسده المطر على مدار 12 ساعة متواصلة.
لا أضرار
كان من الطبيعي السؤال عن الاضرار التي سببتها الهزات الارضية التي شهدتها الكويت الايام الماضية كتوابع لزلازل وقعت في ايران... فضحك الداعور وقال.. ما سلمنا من المطر حتى يجينا زلازل وبراكين.. كنا ناقصين، لكن الحمد لله لم تتأثر مجسمات القرية بها.
كاميرات
تم توزيع كاميرات في ارجاء المكان لتوثيق اعمال النحت على مدار 24 ساعة يوميا لعمل فيلم وثائقي عن القرية الرملية.
في ختام الجولة التي قامت بها «الراي» في القرية الرملية اوضح الداعور ان ما اطلعنا عليه لا يمثل سوى 50 الى 60 بالمئة من المشروع الذي سيتم الانتهاء منه خلال ايام قليلة.