الشهر... الوردي

1 يناير 1970 03:23 م
المرأة في العصر الحالي اصبحت تولي اهتماما كبيرا بجمالها وشكلها الخارجي وتتابع آخر صيحات الموضة وتحاول قدر الامكان مواكبة عالم الجمال و الاناقة و الازياء... وفي ذات الوقت تقع عليها مسؤوليات جمة في المنزل في العمل وضمن نطاقها الاجتماعي وعليها الظهور بصورة ملائمة في كافة هذه الادوار... وفي خضم كل هذه المسؤوليات الجسام قد تنسى الاهتمام بجانب مهم جدا بالنسبة لها كأنثى يهم صحتها وبالتالي مظهرها الخارجي، لذلك كان اكتوبر من كل عام هو الشهر العالمي للتوعية والوقاية بمرض سرطان الثدي ثاني سبب لوفاة النساء حول العالم للتذكير بأهمية العناية بحصتك كامرأة، ولأهمية هذا الموضوع أولت الامم المتحدة اهتماما خاصا بهذا الشأن وخصصت شهرا كاملا في السنة للتوعية الاجتماعية والصحية ليس فقط للمرأة انما لكافة مؤسسات الدول والجهات المعنية بقضايا المرأة وشؤونها.

أكتوبر كشهر عالمي للوقاية من مرض سرطان الثدي عبارة عن مبادرة دولية بدأ العمل بها على في أكتوبر 2006 وتبدأ جهات عديدة من القطاع الحكومي والخاص والمدني في شتى انحاء العالم باعتماد اللون الزهري كنوع من التوعية بمرض يعتبر التحدي الابرز لصحة المرأة في هذا العصر. حيث تحارب آلاف النساء هذا المرض الذي تتزايد أعداد المصابات به حول العالم لأسباب طبية عديدة لعل أبرزها هو تغير نمط الحياة في الوقت الحالي في ما يتعلق بالتغذية و البيئة و التكنولوجيا وغيرها من الاسباب لسنا بصدد ذكرها.

وفي هذا الشهر يتم عمل حملات خيرية حول العالم من أجل رفع مستوى الوعي الاجتماعي وتقديم الدعم للنساء المصابات او الناجيات من هذا المرض وايضا تقوم الجهات المعنية سواء الطبية او جهات المجتمع المدني بتقديم المعلومات والمساندة لمن يرغب بعمل أنشطة تختص بهذا الشأن.

أما الشريط الوردي للحملات المرافقة للتوعية بسرطان الثدي فهو الرمز الدولي للتوعية به، ويعني هذا اللون ان مرتديها يقدم الدعم المعنوي للنساء المصابات بهذا المرض. وكان أول ربط بين استخدام الشريط الوردي مع سرطان الثدي في خريف عام 1991، عندما وزعت مؤسسة سوزان كومين شرائط وردية على المشاركين في سباق بمدينة نيويورك للناجين من الاصابة بسرطان الثدي.

واعتمد بعدها الشريط الوردي كرمز رسمي للشهر العالمي للتوعية حول سرطان الثدي عام 1992.

ومن الجميل أن نرى في الكويت وعيا اجتماعيا بارزا حول هذا الشأن إذ لاحظنا مع الايام الأولى من شهر اكتوبر جهات عديدة اتخذت من اللون الوردي شعارا لها وأنارت مبانيها الخارجية باللون الزهري مساء تضامنا مع المصابات بهذا المرض وايضا تشجيعا للنساء على الاهتمام بصحتهن وعمل الفحوصات اللازمة حسب العمر والوضع الوراثي في العائلة إذ يتوجب على النساء فوق 40 عاما التوجه لعمل فحص ماموغرام لدى الطبيب المختص فيما يتعيّن على النساء الأصغر سنا الحرص على الكشف الذاتي كل شهر والتوجه سريعا للطبيب في حال راودك شك معيّن.

المرأة عموما تمثل عنصرا مهما في المجتمع فيقال أحيانا انها نصف المجتمع ومن جهة هي تلد نصفه الآخر الممثل بالرجال لذا فهي المجتمع كله ويتعّين على كافة الجهات الاستمرار بالتعاون من اجل الحرص على صحة المرأة وتوعيتها حفاظا على عنصر مهم في كل بيت واسرة، وقبل ذلك كله على المرأة نفسها ان تولي اهتماما كبيرا بصحتها أولا ثم جمالها خاصة وان الكشف المبكر حسب الدراسات ساعد على علاج 97 في المئة من حالات الاصابة بهذا المرض وان العديد من حالات الوفاة بسبب هذا المرض جاءت بسبب الكشف المتأخر واهمال الفحوصات السنوية او الشهرية اللازمة، تمنياتي للجميع بالصحة والعافية.

* رئيسة جمعية دلسن النسائية الصومالية

@RANDA_MJ