مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / ليلة رفع العقال

1 يناير 1970 07:58 ص
| مبارك مزيد المعوشرجي |

أرفع عقالي اعجاباً وانبهاراً للحكومة لقدرتها على حسن إدارة جلسة 26- 27/ 11 لصالحها، وأعتذر عن وصفها بالحكومة «المسبهة» في مقال سابق، فقد بدت الحكومة بالقادرة المتحكمة بخيوط اللعبة السياسية في مجلس الأمة كما في مجلس الوزراء.

حتى أنني أظن- وليس كل ظن إثماً- أنها من حاكت خمسة استجوابات من الاستجوابات الستة، وصاغتها وأوحت لنواب لتقديمها دون وعي منهم كي تسقط الاتهامات الموجهة إليها بالفساد والتقصير والعجز عن تحقيق أي تنمية تذكر، والقضاء على مقولة: «ارحل يا جابر».

ولو عدنا إلى مجريات الجلسة الماراثونية فسنجد ما يلي:

حصل وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الصحة الشيخ محمد العبدالله على ثقة 31 نائباً وامتناع 6 ولم يحجب الثقة عنه إلا 12 عضواً، فسقط طلب مستجوبه الدكتور حسين القويعان لطرح الثقة فيه.

أما سالم الأذينة وزير الدولة لشؤون البلدية وزير الإسكان فقد أجل استجواب النائبين عبدالله التميمي وفيصل الدويسان، واجتاز استجواب النائب رياض العدساني دون تقديم كتاب طرح الثقة به.

وتعثرت الدكتورة رولا دشتي وزيرة الدولة لشؤون مجلس الأمة وزيرة التخطيط والتنمية، وتم تقديم كتاب طرح ثقة بها على الاستجواب المقدم من النائب خليل عبد الله.

وفي استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك المدمج المقدم من النائب رياض العدساني والنائبة صفاء الهاشم فقد كان سابقة برلمانية وردَ عليهما سمو الرئيس رداً أرضى النواب جميعاً وصفقوا له بحرارة، ولم يجد المستجوبان أي عضو من الـ 47 عضوا يتحدث مؤيداً على هذا الاستجواب، بينما أوجع النائب الدكتور عبد الله الطريجي المستجْوِبَيْن وكشف أموراً خفية.

ونزل سمو الرئيس من على المنصة رافعاً عقاله تحية للنواب شاكراً لهم هذه الثقة التامة.

ثم عادت الدكتورة رولا دشتي وصفاء الهاشم إلى المنصة وبعد شد وجذب بينهما في الاستجواب المقدم من صفاء إلى رولا الذي انتهى على «ماميش»، رفعت الجلسة مع اقتراب الفجر.

وأتساءل: هل كانت الحكومة على قدر من القوة والشفافية لتصل إلى هذه النتيجة؟ أم ضعف من النواب وخوف من حكم المحكمة الدستورية يوم 24/ 12 فأعطوا الحكومة ما تريده وزيادة؟