خالد عيد العنزي / الملاس / «حوار» خادم الحرمين... خطوة تاريخية ورسالة عظيمة

1 يناير 1970 07:58 ص

«يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ»، قرآن كريم.


( 1 )

خطوة جبارة تبناها وقام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، ليكمل ما كان والده الراحل قد حققه من توحيد المملكة العربية السعودية، وليثبت من جديد أن المملكة بما تمثله من ثقل إسلامي، لوقوع الحرمين الشريفين فيها وتشريفها بخدمتهما، ليس مصادفة تاريخية بل هو تكليف شرعي قبل كل شيء.

لا شيء يمكن أن يصف ما قام به خادم الحرمين سوى أنه قفزة تاريخية ترقى لمستوى التطورات في القرن الحادي والعشرين، فقد أدرك جلالته قبل غيره أن خطر الفتنة المذهبية داهم، وأن هناك أطرافاً تحاول إشعال الفتنة النائمة، لذلك تحرك لاحتواء ما يمكن أن يحدث لا سمح الله، فكان ذلك المشهد التاريخي النادر الذي يقدمنا للعالم بكل صدق أبناء ذاك الدين العظيم المتسامح الذي يتعرض إلى حملة تشويه من أعدائه ومن بعض أبنائه من الغلاة.


( 2 )

لقد قام جلالة الملك عبدالله بما لم يجرؤ أحد على القيام به، فأطلق مبادرته لحوار الأديان والثقافات والحضارات، وبدأ مسيرة الألف ميل من نقطة هي الأهم، وهي محور الحوار من وجهة نظر الإسلام والمسلمين، فالتأصيل الشرعي لمفهوم الحوار الإسلامي مع أتباع الديانات الأخرى وأبناء الثقافات والحضارات المغايرة.

لا نبالغ إن قلنا إن خادم الحرمين الشريفين يهدف إلى توحيد المسلمين من أتباع شتى المذاهب والطوائف، ليكون هناك إسلام بلا طوائف يحاور الأديان والثقافات والحضارات الأخرى. وهي الخطوة التاريخية بكل ما للكلمة من معنى، ولا يشابهها في التاريخ سوى ما قام به آل سعود من حركة إصلاحية لتنقية الجزيرة العربية والعودة بالإسلام إلى نقائه الأول. ومن أجل هذا جمع خادم الحرمين الشريفين الأضداد على طاولة واحدة من أجل الحوار وصولاً إلى صيغة مشتركة يحاور بها المسلمون العالم.


( 3 )

يقول خادم الحرمين الشريفين: «إن الحوار بدأ من جوار بيت الله الحرام ومنه سينطلق مع الآخر بثقة تستمد من الإيمان بالله ثم سماحة الدين الإسلامي»، فقد اختار خادم الحرمين لـ «مؤتمر الحوار الإسلامي» مكاناً لا يضاهيه مكان، وهو أقدس بقاع الأرض... مكة المكرمة، وفي ذلك حكمة، فمكة المكرمة هي رمز للإسلام كدين وللمسلمين كأمة وعاصمتهم، وهي مركز الأرض ومحور اجتماع المسلمين ووحدتهم. فكانت الفكرة أولاً، والمكان الشريف ثانياً، والتوقيت ثالثاً أسس نجاح المشروع بإذن الله تعالى. فالحوار بين البشر ضرورة من ضرورات الحياة، فكيف إذا كان الحوار بين أخوة يجمعهم دين الله وسنة رسوله الأكرم (صلى الله عليه وسلم).


( 4 )

يقول شيخ شعراء العرب أبو الطيب المتنبي:

«على قدر أهل العزم تأتي العزائم

وتأتي على قدر الكرام المكارم

وتعظم في عين الصغير صغارها

وتصغر في عين العظيم العظائم».

لم يستغرب أو يفاجأ أحد بما أقدم عليه خادم الحرمين، فهو الذي منه ترتجى الخطوات العملاقة وعليه نعقد الآمال في إعادة اللحمة للأمة الإسلامية، بعدما تشتت المصالح وغلب المذهب على الدين الذي يجمع المسلمين من المذاهب كلها، ومن وحدة الإسلام بمذاهبه سيمكن لنا أن ننطلق موحدين ومتوحدين لمحاورة الآخر من دون أي انقسام أو اختلاف بين أبناء البيت الواحد.

بوركت يا خادم الحرمين الشريفين وسدد الله خطاك لما فيه خير الإسلام والمسلمين كلهم على اختلاف مذاهبهم، وصولاً إلى تصحيح صورة الإسلام التي رسخها الإرهابيون والتكفيريون في عيون العالم، ولتصويب الأنظار والأفكار وإثبات أن الإسلام دين التسامح والعدل.

هي رسالة عظيمة ومهمة صعبة لكن الجميع يثقون بقدرة الملك عبدالله والمملكة على القيام بالدور الذي اختارهم الله له، والله غالب على أمره.


ماسيج:

- أحر التعازي لدولة الإمارات العربية المتحدة رئيساً وحكومة وشعباً بوفاة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ ناصر بن زايد آل نهيان رحمه الله.

- أعانك الله يا وزيرتنا المستهدفة موضي الحمود على «تركة» الوزير السابق عبد الواحد العوضي، فوزارة الإسكان تريد حلاً قيادياً من فوق لتحل مشكلات الناس.

- جراح عربي «مغشوش» شق وخيط في مستشفى مبارك لمدة عام والصحة كالعادة نايمة بالعسل!

- تغييرات وشيكة في قيادات وزارة الداخلية، نشوف الصبي ونصلي عالنبي، كما يقول المثل!


خالد عيد العنزي

كاتب وصحافي كويتي

[email protected]