البدر المنير في علم التعبير

1 يناير 1970 12:00 ص
قاعدة: وأما الحصى فدال على عوام الناس وعلى الأموال والعبيد والخدم ونحو ذلك. فإذا رأى كأن سيلا أخذ حصى ذلك البلد أو التقطه طير أو أحرقته نار: نزل بعوام ذلك البلد آفة من مرض أو عدو أو طاعون، أو مقعت في أموالهم خسارات أو ظلم أو نهب.
قاعدة: وكذلك رجم المكان بالحجارة: هموم وأحزان وأخبار ردية أو كلام ردي في أعراض أهل ذلك المكان المرجوم، وربما كانوا على بدعة أو فسوق أو كفر والله أعلم.
قاعدة: دل الكبار من الحجارة على الأكابر ودل الحصى على العوام لكثرتهم ولكونهم لم يزالوا مرميين في الطرقات تحت الأرجل ولكونهم لا ينتفع بهم غالبا، وإنما دل الحصى على الأموال إذا انتفع بهم في المنام، وكذلك على العبيد والخدم، فإن انقلب حصى المكان في صفة أحسن مما هو فيه مثل إن صاروا جواهر أو كبروا كبرا ينتفع بهم دل على صلاح أهل ذلك المكان، إلا أن يكبروا كبرا يعوق المشي في الطرقات دل على أنهم قطاع طريق ونحو ذلك، وإنما يدل الرجم على النكد إذا أضر بأهل المكان، فأما إذا رجموا بالجواهر أو بالأحجار النافعة أو المآكل الطيبة ولم تؤذي أحدا دل على قدوم الأكابر إلى ذلك المكان أو تجائر أو مماليك أو جوار أو عبيد، فإن انتفع الناس بهم نالوا راحة مما دلوا عليه، وإن تضرروا حصل لهم النكد. واعتبر الرجم أين وقع لهم فإن كان في آذانهم فقد نهوا عن سماع ما لا يليق، وإن كان في أعينهم فعن نظرهم، وفي أفواههم فعن كلامهم أو طعامهم، وفي أيديهم فعن أخذهم وعائهم وضربهم، وفي أرجلهم فعن سعيهم ونحو ذلك. والله اعلم
( تلخيص من «كتاب البدر المنير» بتصرف)