حوار / «يتم بوضع حلقة لها رمز خاص ورقم تسلسلي واسم المؤسسة في رجل الطائر»

الكعبي لـ «الراي»: «التحجيل» يساعد الباحثين على دراسة الطيور وخطوط مسارها

1 يناير 1970 02:34 ص
قال خبير التحجيل وتوثيق الطيور المهاجرة من مملكة البحرين عبدالله الكعبي، إن «عملية تحجيل الطيور من التقنيات العلمية الضرورية في علم الطيور،** وهو يساعد الباحثين في هذا المجال على دراسة تطوّر حياتها على مر العصور والأنواع والكثافة وخطوط المسار، والتوزيع الجغرافي لهذه الكائنات».

وأضاف الكعبي، في حوار مع «الراي»، ان «تحجيل الطيور من النشاطات العلمية المهمة لتحديد نوع أو جنس الطير منفرداً، ويتضمن وضع حلقات بلاستيكية أو معدنية، لها أحجام مختلفة وبمواصفات معينة تعتمد على كل نوع، على رجل الطير بعد الإمساك به بأساليب علمية بواسطة شباك خاصة، بحيث يكون على كل حلقة نقش برمز خاص ورقم تسلسلي، وكذلك اسم المؤسسة التي يعمل أفرادها بهذا المجال، ومن ثم إعادة إطلاق سراح الطائر إلى الطبيعة وفي موقعه الاصلي بعد أخذ المعلومات اللازمة».



• التحجيل  ضرورة علمية لتحديد نوع أو جنس الطير ونسبة الدهن المخزنة



• ما عملية تحجيل الطيور؟

- هي عملية تسجيل للطائر وتحركاته أو أماكن انتقاله وهجرته، حيث يمكن من خلالها أن نتعرف على سير حياته، وبالتالي الحفاظ على الأماكن والبيئات المهمة لتكاثره، ودراسة الفترات الزمنية التي يقضيها خلال فترات هجراته، وبعض المعلومات عن الأماكن التي يقضي فيها الشتاء أو الصيف، وبالتالي استخلاص العِبر من بعض التغيرات الفسيولوجية (الجسدية) أو الشكلية التي حدثت لبعض الأنواع، أيضا وبواسطة التحجيل يمكن معرفة مدى تدخّل الإنسان وأثره السلبي على البيئة، خصوصا للطيور، من خلال دراسات الأنقراض.

• ما سبب زيارتك للكويت؟

- الزيارة جاءت بهدف تدريب فريق رصد ومراقبة الطيور التابع لجمعية حماية البيئة على الخطوات العملية في نظام تحجيل الطيور، لدراسة مسارات هجرة الأنواع المختلفة من الطيور، وذلك من خلال ورش العمل الخاصة بتحجيل الطيور، وهي تهدف إلى إعطاء المعلومات التي تستخلص من عملية التحجيل، وجمع المعلومات التي تسجّل بعد الإمساك بالطير لهدف تحجيله، لمعرفة عمر وجنس الطير، وهو ما يفيدنا في معرفة قدرة الطائر على الهجرة، ومعرفة بعض المقاييس الفيزيائية مثل طول الجناح، الذنب، والمنقار، حيث ان هذه المقاييس تستعمل لتمييز الأنواع أو الأجناس بين أفراد العائلة الواحدة، إذ أن عددا من أنواع الطيور شديدة التشابه بين بعضها في أطوار مختلفة من دورة حياتها، ما يصعب تحديد النوع بدقة، إلا إذا تم أخذ بعض هذه القياسات نسبة الدهن المخزنة، والتي يمكن أن تراها على شكل كتل دهنية صفراء بنسب مختلفة تحت جلد الصدر، في محاولة لمعرفة مدى مخزون الدهن لهذا الطير لأغراض هجرته.

• وما الفائدة من المعلومات التي تستخلص من عملية التحجيل؟

- نتعرف بدقة على أنواع مختلفة من المعلومات مثل عمر وجنس الطير ونسبة الدهن المخزنة والتي يمكن أن تراها على شكل كتل دهنية صفراء بنسب مختلفة تحت جلد الصدر، وحالة الريش وهي خاصية تستعملها الطيور لتجديد ريشها في أطوار مختلفة من دورة حياتها، لذلك تستعمل هذه الخاصية لتمييز الأنواع عن بعضها ولتسهيل تحديد عمر الطير ووزن الطير.

ونتعرف كذلك على بعض المعلومات عن المكان الذي أمسك به هذا الطير، في محاولة لمعرفة البيئة التي يعيش فيها، نوع معيشته أو نظام غذائه، وفي حال إعادة إمساك الطير بواسطة محجل آخر، يتم إعادة المقاييس نفسها، حيث ان المعلومات المستخلصة من هذه المقاييس تستعمل لدراسة التغيرات الفيزيائية والفسيولوجية التي حدثت أثناء دورة حياة الطير.

كما أن نسبة العضلات على صدر الطائر، حالة طرح الريش تسهل تحديد عمر الطير، وثمة بعض المعلومات ضرورية عن المكان الذي امسك به هذا الطير، في محاولة لمعرفة البيئة (الموئل) التي يعيش فيها، ونوع معيشته أو نظام غذائه.

• كيف تسهم عملية التحجيل في حماية الطيور؟

- لعملية التحجيل إسهاما كبيرا في إنشاء مفاهيم أساسية وأولية تساعد في عمليات الحفاظ على هذه الأنواع، إذ ان البيانات والمعلومات المستخلصة من هذه العملية تعطي مفاهيم واضحة عن تحركات هذه الكائنات وتوزيعها، وعن المواقع المهمة التي يتم من خلالها عمل أبحاث علمية متخصصة، فالأولويات المهمة للوصول إلى مفهوم حفاظ النوع، تحتاج إلى معلومات أو بيانات حول وفرة هذا النوع، توزيعه، فترات وجوده، وبعض من الدراسات الإحصائية لهذا النوع والتي يتم أخذها من دراسات التحجيل، ولهذه الأسباب تعتبر عمليات التحجيل ذات أهمية كبرى، بحيث ان معظم سِمات الدراسات الاحصائية، الهجرات، التوزيع الجغرافي، يمكنها أن توّجه من خلال نماذج ترتكز على دراسات التحجيل.

• وهل تسهم عملية التحجيل في الدراسات العلمية؟

- نعم، فعملية التحجيل تلعب دورا مهما في دراسات تعتمد على تحليل اندثار الأنواع (انقراضها)، مثل علم البيئات، وعمل دراسات إحصائية ضمن بيئات صغيرة، وهناك أنواع معينة من الكائنات انقرضت نتيجة التأثيرات السلبية للإنسان على بيئتها، وتأثير المبيدات الحشرية والتلوث، والتحجيل يسهم في المساعدة على سنّ القوانين الخاصة بالصيد.

كما ان عملية التحجيل يمكن أن تزيد في المساهمة بوضع مفاهيم أساسية في علم المحافظة على البيئة، إذ ان الكثير من المشاكل المطروحة يمكن أن توجّه من خلال توحيد الدراسات المكانية، والدراسات التجريبية أو شبه التطبيقية للخروج بفرضيات مجربّة على نطاقات صغيرة.