مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / هيهات منّا الذلة

1 يناير 1970 08:01 ص
أنا لا أوجه كلامي لطارئ أو متلون، أو انتهازي، بل أخاطب أهل الكويت المخلصين لها، إخلاص من أسسوها وبنوها وحموها، وضحوا في سبيلها بالنفس والمال، من صدوا وصموا عن توافه الأمور، وشرارات الفتن، لا عن ضعف ولا ذلة، ولكن احتراماً لشريك الوطن، وحرصاً على الوحدة الوطنية، تلك العروة الوثقى التي لا انفصام لها، وإن انفصمت تفرقنا فئات متخاصمة.

واليوم يضرب البعض من أطراف عدة طبول الفتنة، ويهدد ويلوح بحرق البلد وتعلو أصوات نشاز تطالب بثأر وشنار وحرق للدار، رداً على خطأ فهل تقبلون يا حكماء البلد - وما أكثركم وما أكبر حرصكم على تماسكه ووحدته - بذلك؟ هل يستحق خطأ بشري مهما كبر ويمكن إصلاحه بسرعة وهدوء وحكمة، ومحاسبة المخطئ مهما كان منصبه، هدم العروة الوثقى التي بيننا، التي إن حلت فستنتهي شراكة دامت مئات السنين، ويغيب صوت العقل، ويعلو صراخ الدهماء؟

وأتساءل: ما دور مجلس الأمة المنتخب من الشعب الكويتي إذاً؟ وهل فقدنا الثقة في قضائنا الذي طالما رددنا ثقتنا بنزاهته وحياديته؟ وهل الحديث عن الولاء للحكم والثقة في الحكومة كلام لا معنى له وكل يريد أن يأخذ حقه بيده؟

إن في الكويت مؤسسات بنيناها جميعاً، بالانتخاب جاءت أو عن تراضٍ، ويجب أن تعطى الفرصة لردع مطايا الفتنة، وحل هذا الإشكال سعياً لعودة المياه لمجاريها كما كانت، ولنهتف جميعاً: هيهات منّا الذلة، والذلة التي أقصدها هنا هي التشتت والتشرذم، وفقدان الثقة بيننا وعدم القبول بالآخر، داعين الله تعالى أن تتغلب الحكمة قبل فوات الأوان. وصلى الله على سيدنا محمد وآله الأطهار وصحبه الأخيار، ومن اتبع هديه بإحسان إلى يوم الدين.



مبارك مزيد المعوشرجي