طيور قطر... في خطر
1 يناير 1970
03:37 م
تواجه البيئة القطرية العديد من المخاطر التي تهدد الطيور، سواء كان ذلك بسبب التوسع العمراني أو جراء الصيد العشوائي.
وتعمل الحكومة القطرية جاهدة لإيجاد إستراتيجية لضمان حماية الطيور وصونها من الانقراض، كما يشكل غياب الوعي البيئي لدى بعض القطريين معضلة أساسية في الحفاظ على سلامة الطيور المهاجرة. وتبذل دولة قطر سلسلة من الجهود لحماية الطيور، منها إنشاء عدد من المحميات الطبيعية، والمصادقة على الاتفاقية الخاصة بالتنوع البيولوجي في العام 1996، وانشاء المجلس الأعلى للبيئة، تأكيدا على حرص الدولة واهتمامها في حماية البيئة وصيانة مكوناتها والحفاظ على الحياة الفطرية وإنمائها.
وتم الاطلاع عن قرب على تلك الجهود خلال زيارة للدوحة برفقة الراصد سلطان العسيري، حيث قمنا بزيارة «الركية» التي أسهمت في تعويض بعض الخسارة نتيجة التوسع العمراني وتخريب موائلها.
ونجحت قطر في تحديد موسم خاص لصيد الطيور والحيوانات البرية في العام 2002/ 2003، بهدف المحافظة على الطيور والحيوانات ومكونات البيئة القطرية، وما تشتمل عليه من حياة فطرية.
وحدد القرار الأدوات التي تستخدم للصيد والأوقات والتواريخ والعقوبات التي تطبق بحق المخالفين، إلا أن القطريين يواجهون مشكلة في المحميات، حيث تعد غير مصنفة، ومنها محمية «العريق» ومحمية «الرفاع»، وبعضها في الشمال، حيث تكثر املاك الخاصة والمزارع.
وفي خطوة سيئة قد تزعج المراقبين، ستتم إزالة مستنقع أبو نخلة، الذي يعد أكبر مستنقع ومشهور خليجيا، وبه يعشش الغطاس المتوج الكبير بشكل حصري في الجزيرة العربية. ولايفضل محبو البيئة في قطر اطلاق كلمة محميات، وإنما يفضلون «مناطق تكثر فيها الطيور»، وأشهرها المزارع الكبيرة المحورية، وهي أملاك خاصة مثل «ركية» و«الوبرة» و«مزرعة الشيخ عبدالله بن خالد»، أما بقية المناطق والتي ارتأت الحكومة أن تحميها، فهي أيضا روض ومزارع وسواحل وكثبان رملية، مثل
محمية الشيحانية، وأشجار القرم في سواحل الشمال، والذخيرة، ومحمية الريم في بروق، والعريق، و«المسحبية» بالقرب من مركز حدود أبو سمرة، و«الوسيل» و«خور العديد» جنوبا، وهي محمية لم تأخذ صبغة الحماية بعد. وفي بادرة لطيفة أطلقت قطر مجموعة من الغزلان الريم بمنطقتي العقوريات الغويرية، بهدف حماية الحياة الفطرية وإنمائها وإعادتها إلى بيئتها الطبيعية، وضمان بقائها أمنة في البيئة الطبيعية.
وتعيش في البيئة القطرية العديد من أنواع الصقور، مثل صقر الشاهين، الذي يتميز بريشه الكثيف وذيله الذي يميل إلى القصر وبمتانة جسمه، وهو يفضل الصخور وفروع الأشجار، ويكون نشيطا أكثر عند الفجر والمساء، والعقاب النسارى، وصقر السهول، والصقر طويل الساق، وصقر المستنقعات، وصقر الأرنب الرمادي، وصقر الأرنب الشاحب، والحدأة السوداء، والنسر المصري، والباز الصقر، والباشق الصغير.
ومن أشهر الطيور المهددة بالانقراض في قطر وفي العالم أيضا، طائر الحباري، وهو من الطيور المهاجرة، ويتميز برأس كبير مسطح قليلا ورقبة غليظة متوسطة الطول، ومنقار طويل قوى مخروطى الشكل.
وتوجد أنواع مختلقة من البوم في البيئة القطرية، مثل البومة قصيرة الأذن، والبومة الصغيرة المقلمة أو المخططة، وطائر بلشون البقر ناصع البياض ذو اللون الذهبي في رأسه، وطائر النحام، ومالك الحزين بنوعيه الأبيض الكبير والحزين الصغير، وأنواع من البط ما بين ذي الصدر الوردي والمخطط الرأس والبط الجراف والأخضر العين والطويل الذيل والأبيض العين، بالإضافة إلى الحمام طويل الذيل «يمامة»، والقمارى بأنواعها، والببغاء صغير الطوق، ولكل من هذه الطيور بيئته وخصائصه وطباعه الخاصة به، لكن تشترك جميعا في أنها من الكائنات الحية المهدة بالانقراض في دولة قطر.