«أكثر الطيور انتشارا بها نوارس البحر والمدقي والفقاقة البقعاء صاحبة الصوت الرقيق»
جنان بهزاد: «الخويسات» منطقة شاطئية هادئة فيها الكثير من المشاهد المؤسفة
1 يناير 1970
10:22 م
أجرت الجمعية الكويتية لحماية البيئة دراسة ميدانية ومسحا بيئيا لمنطقة الخويسات، بهدف الوقوف على طبيعتها البيئية ودراسة ايجابيات تلك الموائل، وعرض للسلبيات التي تتهددها، ومنها الكثير من المشاهد المؤسفة في المنطقة. وحول نتائج الدراسة، قالت مديرة البرامج والأنشطة في جمعية حماية البيئة جنان بهزاد، ان «الدراسة أظهرت أن الخويسات منطقة شاطئية هادئة، يفصل الشاطئ عن البر شارع ضيق مرصوف على اليمين ومرتفعات جال الزور، لتشكل مناظر رائعة وألوانا رملية متدرجة، وتكمل من روعة الشاطئ».
وأضافت «الخويسات منطقة بعيدة عن المدينة، تقع على الساحل الشمالي للكويت في أول الطريق المؤدي الى الصبية، والاسم له الكثير من التفسيرات، والأقرب ما ذكره المؤرخ الكويتي فرحان عبدالله الفرحان، في كتابه معجم المواضع والمواقع والأمكنة في الكويت عن الخويسات، حيث ذكر أن الخويسات جمع خيس وهي النخلة التي لا تثمر، والخويسات مكان على ساحل البحر بين كاظمة والجرثامة قرب الجهراء».
وزادت بهزاد، «في الخويسات كان هناك منبع ماء الا أن ماءها قليل، وعندما تنحسر مياه البحر تأتي الأغنام مع راعيها لتشرب ويملأ القرب ويضعها على حماره، وكان أهل الكويت عندما يأتون بسفنهم الى هذه المنطقة للصيد يحملون الماء في قربهم وأوعيتهم ليأخذوه معهم الى بيوتهم، أي أن لهذه المنطقة في التاريخ الكويتي مكانة لا تقل عن غيرها من المواقع المليئة بالخيرات الطبيعية، واليوم فيها قليل من الشاليهات المبنية بأحدث الطرق والمواد، ليقضي بها أصحابها فترات اجازة نهاية الأسبوع والتمتع بهدوء البحر، هذا بالاضافة الى الكثير من مرتادي الأماكن المفتوحة الذين يقصدون هذه الأرض الواسعة بخيامهم، ويتركون خلفهم نفاياتهم».
وحول المسطحات الطينية التي تتميز بها، قالت جنان بهزاد، «تتميز السواحل الشمالية لجون الكويت بالشواطئ الضحلة وتنتشر المسطحات الطينية برواسبها الدقيقة العالية بالمواد المغذية المحمولة مسافات طويلة من منطقة شط العرب في رأس الخليج العربي، وبالنظر الى تلك المسطحات لا نجد الكثير من الحياة، الا من القلة القليلة من القواقع والرخويات البحرية والكائنات الدقيقة التي تشكل رأس السلسلة الغذائية للأسماك والقشريات، وبعد المسطحات الطينية بمسافة لا تزيد عن عشرات الأمتار تنتشر سبخات ورواسب ملحية على سطح الأرض، وتمتد حتى المنطقة المقابلة المصنفة بمنطقة صحراوية».
وتابعت «تشكل المسطحات الطينية الغالبية من تركيب الرواسب في المنطقة، وهي من اصل كلاستيكي، حملتها التيارات المائية في الخليج من شط العرب، وأخرى غيرها حملتها الرياح للمنطقة، وذكرت دراسة نشرت في العام 1991 ان الرواسب المحمولة للمنطقة الجنوبية تتكون من بقايا تعرية الصخور السطحية من الكوارتز والفلدسبار والمعادن الطينية وكمية قليلة جدا من الكربونات».
وفي ما يتعلق بالتيارات المائية التي تشهدها المنطقة، قالت «تتميز المنطقة الشمالية وخصوصا داخل الجون المحمي من التيارات بالتعرض للتيارات بما يعادل 1.8 متر، ولا يوجد تأثير كبير للأمواج على الشواطئ الشمالية لخلو المنطقة من التضاريس مقارنة بالشواطئ الجنوبية، ولان المنطقة قليلة العمق وشواطئها عبارة عن أرض مسطحة وخالية من العوائق والعمران». واشارت جنان بهزاد، الى ارتفاع منسوب مياه البحر في منطقة الخويسات، حيث تقع ضمن أكثر المناطق تأثرا بارتفاع منسوب مياه البحر مستقبلا، وحسب ما ذكر تقرير البلاغ الوطني بشأن التغير المناخي بان المنطقة الشمالية ستغمر عند ارتفاع منسوب مياه البحر بمتر واحد فقط، كما سيغمر جزيرة بوبيان وما حولها، ولكنها في ذلك الحين ستتأثر بالتيارات البحرية التي ستنشأ لاحقا.
وحول محور الكثبان الرملية للمنطقة قالت بهزاد، «يتلقى الساحل الشمالي الرياح من المناطق الشمالية والشمالية الغربية وهي المناطق الرئيسية المصدرة للرمال والرواسب السطحية في جهة الشمال، ويلعب الغطاء النباتي الدور الاساسي في تكون الكثبان الرملية، وتنتشر بعض النباتات الفطرية التي جميعها تتحمل الأملاح العالية في التربة وتقاوم الرياح ونشاطها، فهي تصطاد ما تحمله الرياح من أتربه ورمال بأحجامها المختلفة وترسبه باتجاه الرياح مكونة بذلك النباك وتظهر على شكل تراكمات رملية قببية الشكل من رمال ناعمة».
واستعرضت جنان بهزاد طبيعة موائل الخويسات والمتعلقة بالطيور المهاجرة أو المستوطنة، فضلا عن حجم المخالفات البيئية في المنطقة، وقالت «اختلفت أنواع الطيور في المنطقة، وأكثرها انتشارا هي نوارس البحر كبيرة الحجم، والتي تغرد بأصوات عالية، وغيرها التي اخذت من النباتات المنتشرة مساكن لها ومنها المدقي او أبلق الرمال، والفقاقة البقعاء صاحبة الصوت الرقيق».
وحول المخالفات البيئية قالت جنان بهزاد، «هناك الكثير من المشاهد المؤسفة في المنطقة من نفايات ملقاة على الساحل تتجمع حولها الكلاب الضالة وطيور النورس، ومنطقة استغلها رواد البحر لركن القوارب وصيانتها، وفي منطقة الكثبان الرملية يرعى الابل على النباتات البرية، والذي يدمر جحور الحيوانات البرية التي تعيش بالقرب منها، وهناك الكثير من المخيمات التي اتخذت لها مواقع في المنطقة قبل موسم التخييم، والتي قد تكون لرعاة الابل في المنطقة».