د. ياسر الصالح / نبض الواقع / الإمام الحسين يهزم الأجندة الصهيوأميركية

1 يناير 1970 07:22 ص
من يتصدى بالدرجة الأولى للأجندة الصهيوأمريكية في منطقتنا هم أولئك الذين يتخذون من «هيهات منا الذلة» شعاراً لهم... هذا الشعار هو ما أعلنه الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء في وجه السلطة الضالة الظالمة التي أرادت أن تخضعه ليستسلم للظلم وليقبل بتشويه المبادئ والقيم ويرضى بالذل، هذه المقولة مع أخواتها: «والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل» و«إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما» وغيرها من الكلمات النورانية أصبحت دستوراً ونبراساً ومنهجاً لأتباعه ومحبيه... لمن يرونه إماماً وقدوةً ونوراً وبوصلة يحددون على ضوئها وبواسطتها قرارات تحركهم وتوجههم.

الأجندة الصهيوأمريكية الشيطانية تمت هزيمتها من قبل أتباع الإمام الحسين في معارك عدة، معلنة وغير مُعلنة، مباشرة وغير مباشرة، عسكرية وأمنية وعلى مستوى حروب الحصار الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي وحتى على مستوى الحرب الثقافية.

أتباع الإمام الحسين ومن خلال تطبيقهم لنهجه وشعاراته أثبتوا للعالم بأنهم لا يعتدون ولا يتعدون، ولا يذبحون ولا ينحرون، ولا يسبون النساء والأطفال ولا يستبيحون الدماء والأعراض، فتاوى علمائهم ورموزهم تحرم الفتنة والتعدي على رموز المسلمين وتدعو للتعامل بين أتباع المذاهب على أساس الأخوة بل على أساس أنهم «كالنفس».

الحسين عبر نهجه ومنهجه هزم أقوى قوى الشر على مدار التاريخ البشري المتمثلة بالمجموعة الصهيوأمريكية، فلم يكن للشر قوة كما له الآن، فهو يملك الأسلحة الأفتك في التاريخ البشري، ويملك تكنولوجيا المواصلات والاتصالات والتجسس كما لم تكن في تاريخ البشرية، ويعرف من علوم التحكم بالمجتمعات والأفراد من خلال علوم الاجتماع والنفس كما لم يكن معروفاً من قبل، ولديه من القدرة الإعلامية المطبوعة والمنظورة عبر الفضاء وعبر الانترنت ما لم يتوفر لأحد من قبل في التاريخ البشري... قوى الشر الشيطانية هذه المتمثلة بالصهيونية المتحالفة مع الامبريالية الأميركية والغربية لم تستطع ان تنتصر في معاركها خلال السنوات الماضية في منطقتنا على أتباع الإمام الحسين، ولذلك نراها الآن تأتي محاولة المهادنة والتفاوض لعلها تستطيع أن تحفظ وضعها من الانهيار في منطقتنا...

فالسلام عليك يا أباعبدالله الحسين يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم أنرت الطريق لمن اتخذك مناراً ونبراساً، أفراداً وجماعات من جميع الطوائف والمذاهب، والسلام عليك يوم تبعث حيا شفيعاً مع جدك المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.



د. ياسر الصالح