سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / تعطّلت الأقلام في وصف أبي الأحرار

1 يناير 1970 12:25 م
| سلطان حمود المتروك |

الفكر يحار والقلب يرجف والأماقي تنثر الدمع ويحتار اليراع حين تأتي الأفكار على الذهن ويتصور المرء المشاهد والخطوب والآلام التي حدثت لأبي عبدالله الحسين عليه السلام، هذا الإمام العظيم سبط رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

وثيقة من رسول الله باقية .... يعلو الحسين بها فوق السهى رتبا

حسين مني سراج مشرق ... وأنا من الحسين فيا أكرم به نسبا

الوحي أول ما أهدى صحائفه ... كان الحسين من الأنوار مقتربا

هذا التراث الذي فاز الحسين به ... عن جده لم يرث مالاً ولا نشبا

خرج أبوعبدالله الحسين وهو يقول لم أخرج أشراً ولا بطراً ولكن لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله طلب للقوم الهداية ولكن قست القلوب

فلم تمل لهداية

تباً لهاتيك القلوب القاسية

خرج أبوالأحرار عليه السلام لصد الظلم والاستبداد مع أهل بيته وكوكبة من أصحابه قابله القوم بشتى أصناف الظلم والاستبداد قابلهم عليه السلام بالموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن خرج لهم مع طفله الرضيع طلباً للماء فرموا ذلك الطفل بسهم غاشم أرداه صريعاً ولسان حال أبي الأحرار عليه السلام

خبروني أأنا المذنب أم هذا الرضيع ... لاحظوه فعليه شبه الهادي الشفيع

انطلق أبوعبدالله الحسين في ثورته وضرب للإنسانية جمعاء دروساً بالتضحية والفداء والصبر على الظلم والظالمين واستلهم من مسيرة أبي الشهداء كثير من المصلحين والمفكرين دروساً علموا من خلالها للأمم والشعوب نماذج من صبر أبي عبدالله الحسين وإصراره في إحقاق الحق ونبذ دولة الباطل فأصبح أبوالشهداء فنارة يأوى إليها كل من أراد سبيل الهدى وطريق الصلاح ونهر الخير، وقفت أخته العقيلة زينب عليها السلام لاستكمال مسيرة أبي عبدالله الحسين عليه السلام حيث حافظت على عياله بعد استشهاده وضربت أروع الأمثلة للمرأة المسلمة القوية والصابرة والداعية إلى الحق والهدى بلسان عربي مبين.

وتشاطرت هي والحسين بنهضة حكم القضاء

عليهما أن ينديا

هذا بمشتبك النصول

وهذه في حيف معترك المكاره في السبا

ياسيدي يا أبا عبدالله ستبقى خالداً على مدى العصور وأنت لواء خفاق تستلهم منه البشرية نداء الخير والكرامة والإباء من أجل نصرة الحق والقضاء على الباطل.

وصدق الأديب العم علي يوسف المتروك حين قال في قصيدته الرائعة التي ضمها كتابه: الحسين سبط من الأسباط من الولادة إلى الشهادة:

عاد يوم الحسين يحمل ذكرى ... هي للحشر نارها تتوقد

لم يزدها الزمان إلا مضاء ... بنفوس الأحرار تعلو وتمتد

هي أن أخلق الزمان تعال ... صيتها فوق هامة يتجدد

هذه ثورة الحسين تناد ... كل حر على الطغاة تمرد

كيف يرضى الهوان شبل علي ... وإباء الأحرار فيه تجسد

لم تزده الخطوب إلا شموخاً ... لم يهن بالنزال أو يتردد

يتلقى الصفوف رحب المحيا ... بحسام له مع الموت موعد

أيها الثائر المجنح للنج ... علوا إلى ذرى المجد يصعد

أنت نور يضيء في أفق الكون ... وقد كان قبل ذلك سرمد