د. وليد التنيب / قبل الجراحة / حسافة

1 يناير 1970 04:45 م
| بقلم الدكتور وليد التنيب |

كان جاسم ابناً لرجل فقير... مات أبوه ولم يورثه هو وأخوته إلا بيتاً حكومياً صغيراً ومتواضعاً...

عُرِف عن جاسم الاستقامة والإخلاص بالصداقة والعمل...

استطاع بمجهوده وإخلاصه الوصول إلى منصب يتمناه معظم الشباب.

في أحد الأيام ورد جاسم اتصال من رقم لا يعرفه... تردد في الردّ، ولكنه بالنهاية قام بالرد بسبب تكرر الاتصال... كان الاتصال من (....) وله وقع المفاجأة على جاسم، فلم يكن يتوقع أن يتلقى أي اتصال من هذا النوع!

عُرِض على جاسم منصب، والكل أكد أنه يستحق منصباً أعلى مما هو به الآن... ومعظم العارفين بالأمور يؤكدون أنه الرجل المناسب.

ولكن كان لجاسم رأي آخر... جاسم يرد ويعتذر، لأن هذا المنصب الجديد ليس تخصصه وهو لا يفقه به شيئاً... ويأتي الرد... يجب أن تقبل.

بالفعل يقبل جاسم بهذا المنصب...

بعد شهرين... جاسم يصاب بمرض نفسي غريب... جاسم يرفض الكلام ويردد عبارة واحدة فقط وهي «صج حسافة».

«صج حسافة» أصبحت العبارة الوحيدة التي يرددها جاسم.

تم إقناع أهل وزوجة جاسم بأنه بحاجة إلى طبيب نفسي...

كان سلطان طبيباً نفسياً يشار له بالبنان... سلطان ابن لرجل ثري جداً... استطاع أبوه أن يغرس فيه حب العلم والعمل.

بعد الجلسة الثالثة للطبيب سلطان مع جاسم، بدأ الدكتور سلطان بترديد «صج حسافة» ويرفض الكلام.

«صج حسافة» عبارة يرددها جاسم وسلطان، ولم نعرف حتى الآن لماذا، ولكن كل الذي نعرفه أن جاسم بدأ بترديد هذه العبارة بعد أن قام بالتوقيع على عدد من (......)!

«صج حسافة» عليكم يا جاسم ودكتور سلطان...

«أدري الكل يبي يعرف لماذا جاسم يردد (صج حسافة)... جاسم متحسف أنه رد على مكالمة الرقم الذي لا يعرفه».