محمد جوهر حيات / سوالف / ما زالت الكويت تسمع؟!

1 يناير 1970 06:49 ص
| محمد جوهر حيات |

تأمل بعض (الشباب) خيراً في المشروع الوطني للشباب بعد توصيات مباشرة من سمو الأمير لإتمام هذا المشروع وبعد تضافر جهود الشباب المساهم في هذا العمل، والبعض الآخر من (الشباب) لم يرج نتاجاً ونفعاً من هذا الكيان بسبب ملاحظاته العديدة على المشروع وربما أنا واحدٌ من هؤلاء الشباب، فقد تم اختيار الشباب لهذا المشروع من خلال ترشيحات جمعيات النفع العام التي تراجع دورها (النفعي) تقريباً منذُ عشرينَ عاماً وفاقد الشيء لايعطيه! ومن الجهبذ الذي قرر بأن الشباب الفاعل والمثمر والمنتج والمبدع في المجتمع شرطه أن يكون منضما لجمعيات النفع العام التي أغلبها نائمة في العسل؟! وأيضاً من الملاحظات المهمة هي التجاهل المتعمد والكبير من قبل القائمين على المشروع لرأي غالبية شباب الحراك السياسي المعارض لنهج الحكومات السابقة وعدم أخذ رأي شرائح شباب المجتمع كافة في رسم وبلورة وتأسيس المشروع بكل هدوء وروية وتأنٍ، فقد قام المشروع وتمت بلورته بمجرد بعض لقاءات (سريعة) عابرة مع بعض الشباب المشاهير بمعية مستشاري الديوان الأميري أطال الله في أعمارهم! وهذا ما جعل المشروع قائما وفق نظرية (خبط لزق)! ولا يمكن أن ننكر جهود بعض الشباب الذين انتموا لهذا المشروع، ولا يمكن أن نجحد جهودهم فهم عملوا وثابروا وقدموا ما لديهم في ظل الإمكانيات التي وفرت لهم ولكن؟

بعد حصر الاقتراحات والتوصيات الشبابية وبعد إلقاء كلمة ممثل أترابنا نحن (الشباب) العضيد عبدالله صبيح بوفتين أمام سمو الأمير وبعد أن سمعت الكويت ومسؤوليها وسلطاتها ما هي متطلبات الشباب؟ هل الكويت استوعبت وفهمت ووعت وعرفت واستنتجت وحصدت ما هو مراد الشباب؟! ربما الكويت تسمع ولكن لم تفقه وتستوعب ما يُريدهُ الشباب فما زلنا غارقين في البئر والسلبيات تتضخم وتزداد وتتألق يوماً بعد الآخر! وما زال الإحباط واليأس في نفوس الشباب! وما زال الشباب يُكمل تعليمه لحاجة سوق العمل لعلمه؟ وما زالت الحكومة تسلك طريق الترضيات في التعيينات؟ وما زالت السلطة التشريعية إما منحلة أو مبطلة أو منشلة؟ وما زالت العرقية والمذهبية والقبلية تعلو فوق (المواطنة)! وما زال القانون يطبق بفنون التمييز والاستثناءات!، وما زال الشباب (ناطر بيت) وما زالت الملاحقات السياسية مستمرة وما زالت البنية التحتية كما هي في بلد التبرعات والمنح المليارية! لن ندعو للتشاؤم أو للتفاؤل فلن تنحل الأمور بها، ولا بد أن نُقر بمشكلاتنا وسلبياتنا أولاً ونعترف بها كشعب وسُلطات التي نحن بالمفترض مصدرها؟ ونبتعد عن مجاملاتنا ومصالحنا الخاصة وعواطفنا ونتفق بالفعل لا بالقول من أجل بلدنا، فأصبح حالنا هو:

وطن تكثُر به الشكوى، وطن تزداد به حالة عدم الرضى، وطن جميل شُوّه بفساد بعض سُلطاته وتسامح شعبه، وطن بحاجة لوقفة صادقة نابعة من بئر المواطنة! فلا فائدة من معارضة مفككة بلا رؤية موحدة، وحكومة اتخذت العجز والترضيات نهجاً لها، ومواطن اعتاد المجاملات بدوافع عرقية ومذهبية ومصلحة شخصية، والوطن يختنق! أرجو أنَ كويتنا تسمع لتفقه وتعمل! ومنا إلى السلطات دوالشعب.





[email protected]

Twitter : @m_joharhayat