مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / ميار ... حبٌّ من نوعٍ آخر
1 يناير 1970
07:59 ص
| مبارك مزيد المعوشرجي |
بعيداً عن أخبار حكومتنا المدودهة بسباق الاستجوابات الذي بدأه النائب الملهوف رياض العدساني باستجوابه المباغت لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، واستجواب الدكتور حسين قويعان لوزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الصحة الشيخ محمد العبدالله، وبعيداً أيضاً عن مجلسنا الذي بات نوابه يخشون من طرح الثقة بمجلسهم ورفع كتاب عدم التعاون، فيحل وتعود الحكومة ونبدأ من جديد.
ونبتعد أيضاً عن ضجة إعلامية تذكرنا بسوق الصفافير على هذه الاستجوابات.
بعيداً عن كل هذا سآخذ القراء الأعزاء بنوع من الحب بلا صبابة ولا جوى، ولا غيرة أو هجر.
«ميار»... وميار تعني ضوء القمر، أصغر حفيداتي وأقربهن إلى قلبي، ملح الدنيا كله فيها، وخفة دم لا توصف، تبلغ من العمر سنتين وبحديثها تستغل حركات يديها وتعابير وجهها مع الاثني عشر حرفاً التي تستطيع نطقها، فيكون حديثها أحلى من العسل.
وما أن تقبل عليّ حتى تجلب معها الابتسامة والحبور، وتشير عليّ بأن أحملها على كتفي لغرفة مكتبي المنزلي لتأخذ ما تشاء من حلوى وشيكولاته، ثم تصدر أمراً سلطانياً بإدارة التلفزيون على قناة أطفال فضائية، فترقص وتغني وتقلد ما تراه، فأسرح معها وأغني لها وأنسى بحضورها مشاكل الدنيا وهموم الحياة.
ولـ «ميار» كل ممنوع مسموح، بأمر الحب، فتكسر وتمزق وتشخبط وكلمة sorry عذر كافٍ، وإن فكر أحد في عقوبتها اختبأت خلف ظهري متصنعة البكاء.
سألني أبوها: لماذا يا أبي لم تكن تعاملنا بهذا الدلال والتساهل، فقلت له: لقد ربيتكم تربية لتنجحوا في حياتكم، وأدللها اليوم لأسعد معها ما تبقى لي من حياة.
واللعب معها والغناء لها هو نوع من المساج النفسي لشقاء الحياة ومصاعبها، فلا تستنكروا أو تكثروا عليّ ما أفعله مع ميار، وادخروا ما ترونه الآن لأحفادكم القادمين، عندئذ تعلمون الفرق بين جدية الوالد ورحمة الجد.