دان تخلي المجتمع الدولي عن الثورة وقال لمعارضي الخارج «هنيئا فنادقكم»

استقالة عبد الجبار العكيدي عقب سقوط السفيرة

1 يناير 1970 02:15 م
بيروت - ا ف ب - اعلن رئيس المجلس العسكري الثوري في محافظة حلب التابع لتنظيم الجيش السوري الحر العقيد عبد الجبار العكيدي، امس، استقالته من منصبه احتجاجا على «تآمر» المجتمع الدولي على الشعب السوري وتشرذم المعارضة السياسية والعسكرية و«التراجع على الارض» نتيجة كل ذلك.
وقال العكيدي الذي يعتبر من ابرز القادة العسكريين في الجيش الحر: «نتيجة لتعنت البعض عن الاستجابة للدعوة الى التوحد ورص الصفوف والتعالي عن الانا والغرور (...) ما ادى الى تراجع الجبهات وخسارة طريق الامداد وآخر الخطب سقوط مدينة السفيرة فانني اعلن تنحيتي وتقديم استقالتي من قيادة المجلس العسكري الثوري في حلب».
وذكر ان اسباب تنحيه ثلاثة تختصر بتخلي المجتمع الدولي عن المعارضة، وتشتت هذه المعارضة، والصراع على الارض بين من اسماهم «امراء الحرب».
وقال في شريط فيديو تم بثه على موقع «يوتيوب» على الانترنت: «اسقطت هذه الثورة المباركة آخر الاقنعة عن وجه المجتمع الدولي فاسفر عن دمامة وجهه وقباحة قيمه ومدى تآمره على هذا الشعب وهذه الثورة».
وتابع: «اما انتم الذين نصبتم انفسكم اولياء على هذا الشعب ممن تسمون انفسكم مجازا بالمعارضة (...) فنقول لكم هنيئا لكم فنادقكم ومناصبكم والله انكم بالكاد تمثلون انفسكم، فما كان منكم الا التهاون بالدماء وعدم الارتقاء الى مستوى المسؤولية: شتات ووهن واستكانة ولهث وراء المناصب تنفيذا للاجندات وشراء للولاءات».
وقال العكيدي متوجها الى قادة المعارضة المقيمين خارج سورية: «ادرتم ظهوركم للداخل وانسلختم عنه بشكل كامل، فأنتم في واد والشعب في واد».
وتوجه الى «بعض قادة الالوية والفصائل» ممن اسماهم «امراء الحرب الذين توجوا انفسهم ملوكا وامراء على عروش وكيانات واهية»، وقال لهم: «كفاكم تناحرا وتسابقا على الزعامة والامارة وحرصا على الشهرة والتصوير ولهثا وراء سراب الخارج واجنداته واجتماعاته الواهنة التي لا تسمن ولا تغني عن جوع».
وحيا العكيدي في المقابل من وصفهم بـ «الثوار المجاهدين الابطال» الذين «سطروا اروع ملاحم البطولة والاباء بعيدا عن الظهور والرياء»، معتبرا ان الامل في «الثورة» معقود عليهم.
وقال انه يستقيل لافساح المجال «لتولي دماء جديدة تضفي على المجلس نشاطا وحيوية جديدة»، وانه سيتابعه «واجبي الثوري في باقي الميادين».
وجاءت هذه الخطوة بعد ايام من سقوط مدينة السفيرة التي بقيت تحت سيطرة الجيش الحر لاكثر من سنة، في ايدي القوات النظامية.
والسفيرة مدينة استراتيجية تقع على الطريق الرئيسي المؤدي من وسط البلاد الى مدينة حلب، وتقع على اطرافها معامل الدفاع التابعة لوزارة الدفاع التي تنتج الاسلحة وكل انواع السلع الاخرى.
وانشق العكيدي عن الجيش السوري النظامي في 19 مايو 2012، وقاد معركة حلب التي فتحت في 20 يوليو 2012، وسيطر الجيش الحر خلالها في غضون وقت قصير جدا على عدد كبير من احياء المدينة.
واعلن العكيدي في يونيو استقالته من مجلس القيادة العسكرية العليا لهيئة الاركان في الجيش الحر الذي يراسه اللواء سليم ادريس، معللا ذلك
بـ «التصرفات الصبيانية لبعض اعضاء مجلس القيادة العسكرية العليا لهيئة الاركان وانشغالهم فقط بالثرثرة والمناصب والسفر»، ما ادى الى «سقوط هذا المجلس في نظر غالبية الثوار».