| ابتسام السيار |
كثيرا ما نسمع أن الغيرة سلوك فطري لدى المرأة... خاصة اذا كانت متزوجة الدافع لها فرط الحب، ولكن ماذا عن غيرة الرجل من الرجل... خاصة وأن أول جريمة ارتكبت في البشرية كانت بسبب الغيرة ومن رجل وذلك في **قصة هابيل وقابيل.. وهذا أكبر دليل على أن الرجل يغار من الرجل مثله لأسباب قد تكون منطقية أحيانا وأحياناً أخرى لأسباب لاتذكر... وهنا نطرح سؤالا هل غيرة الرجل تختلف عن غيرة المرأة وما نتائج هذه الغيرة؟
إن المرأة ذات طبيعة نفسية انفعالية حساسة غير مستقرة ولذلك فغيرتها تدمر صاحبتها ونفسيتها قبل أن تدمر الآخرين... أما غيرة الرجل فهي عند بعضهم سلاح ذو حدين ربما يحسن الرجل العاقل إدارتها فتخلق منه شخصا طموحا وتكون دافعة للعمل والاجتهاد، أو قد تقوده إلى وسائل هدم للآخرين دون مراعاة نوع الوسيلة وخطورتها، لذلك لا وجه للمقارنة بين غيرة الرجل من الرجل وغيرة المرأة من المرأة... لأنه من الواضح أن غيرة الرجل أشد وأخطر من غيرة المرأة... فمن الطبيعي وجود الإحساس بالغيرة لدى الرجل، فهو إنسان محب للجاه والسمعة المتميزة... لذا لا يتسامح مع وجود من هو أفضل منه... فالغيرة حقيقة راسخة موجودة في صدر كل رجل وإذا افترضنا أنه لا يغار بسرعة فإن زوجته وأهله أو معارفه أو أصدقاءه يدفعونه إلى الغيرة والاكتواء بنارها... فلا يهدأ له بال حتى يعدل الظروف لمصلحته ويتفوق على الآخرين وهذه الغيرة تتجلى في قطاع العمل والوظيفة والتعليم والثروة والجاه والتباهي بشغف النساء به، أما المركب النفسي والاجتماعي للرجل الغيور يكون ذلك واضحا في أنانيته وخضوعه للأعراف الاجتماعية التي تصفق للرجل المتفوق دائما فلا مكانة للرجل الفاشل كما أن الرجل حريص على رفع سمعة عائلته ليبدو أمام عائلته وزوجته بأنه الأقوى والأفضل... وما يغذي هذا الشعور للرجل الزوجة والعائلة والأصدقاء.
وهنا نؤكد أن غيرة الرجل أسوأ من غيرة المرأة... فالمرأة بوجهة نظرها قليلة الحيلة وأدواتها في الانتقام لا تتعدى الوشاية والأقاويل، لكن عند الرجال قد تقودهم الغيرة لقطع الأرزاق وهدم البيوت... فغيرة الرجال مدروسة ومخططة وقد يستمر التخطيط لسنوات عديدة لإيذاء من يغار منه بينما طبيعة المرأة الانفعالية والعاطفية تجعل الشعور بالغيرة آنياً...إن الرجل يغار من أخيه الرجل حتى وان غلف مفرداته عن مضمونها بأرق العبارات وأجملها فغيرة الرجل أشد من غيرة المرأة بكثير لأن النظرة الذكورية وأزمة تربية الصغر وغياب التكافؤ قد تكون أبرز أسباب الغيرة لدى الرجال... فتعد غيرته أشد وأقوى من غيرة المرأة، فغيرته تشمل مرافق الحياة كلها أما غيرة المرأة فمقتصرة على بنات جنسها أو على جاراتها المتفوقات عليها... أي أن غيرة المرأة محصورة في تصوراتها عن عالمها الخاص بينما غيرة الرجل شاملة لأنه لا يقبل بوجود من هو أفضل منه فنراه في غيرته عنيفا وقاتلا وشرسا لا يهدأ له بال ولا يعرف الراحة... ومن المعلوم أن الرجل لا يقبل بتفوق المرأة عليه في أي قطاع من القطاعات فنراه يشتعل غيرة منها، فهو يعتقد أن هناك سهولة في امكانية التغلب على المرأة والتفوق عليها، فهي عاجلا أم أجلا ستكون خلف الستار لذلك قد تكون غيرته من المرأة أخف من غيرته من الرجل.
وأقول هنا ان الغيرة تتباين من فرد لآخر وقد يكون لأسلوب التربية دور في ذلك وتحفيز لهذا السلوك وتوجيهه على أن تكون الغيرة مقننة ومبنية على احترام قدرات الآخر باعثة على بحث في قدرات النفس دافعة للتنافس الشريف الذي يحافظ على الود والتقدير والاحترام... وتسلح الشخص بالثقة في نفسه وفي مقدرتها يحصنه من الشعور بالغيرة من الآخرين... لأن الغيرة حسب رأيه تجعل الإنسان يدخل في نفق مظلم ولا ترينا طريق العودة وتبلد إحساسنا خاصة إذا كنا نقوم بإيذاء الآخرين بسبب غيرتنا منهم.
همسة:
إن ظاهرة الغيرة هذه باقية ما بقيت الحياة ولا نستطيع الفكاك منها، ولكن على كل فرد أن يضع حدودا لتصرفاته وأهوائه وإلا فإن العاقبة ستكون بلا شك وخيمة.
[email protected]@Follow Me :sshaheen9
Instagram:u20storiess