بدا رئيس الجمهورية العربية السورية الدكتور بشار الأسد كمن يستكشف بيتاً له، يعرفه جيداً مع أنه لم يزره من قبل. فوجوه رجال الأعمال ووجهاء المجتمع الكويتي التي أنست لوجوده في ديوان رئيس غرفة التجارة والصناعة علي الغانم ليل أول من أمس، يألف الكثير منها ممن زاروا دمشق وأسسوا فيها استثماراتهم... ومحبتهم.
أما الديوان، أو «الديوانية»، فهو يعرفها من العلاقة القديمة مع رفاق السلاح من الضباط الكويتيين الذين كانت ميادين التدريب في سورية ديوانيتهم، قبل أن يعتلي سدة الرئاسة. قال إنه سمع كثيراً عن «الديوانيات»، وتبين أنه يعرف الكيمياء التي تكونها من الود، الذي يسبق العلاقة الاقتصادية، بل يقود إليها.
من رفقة السلاح، التي جبلت بالموقف المتضامن في محنة الغزو العراقي، إلى رفقة التنمية اليوم، يحمل الرئيس السوري شغفه بالتحديث، مذيلاً بتوقيعه على ألفي مرسوم، غيرت واقع الاستثمار في بلاده. وفي اللقاء مع رجال الأعمال كثيراً ما سأل رجال الأعمال عما يواجهون من مشاكل، في نهج يبحث عن ثمرة نافعة لا عن مديح غير منتج.
ولم يخف الرئيس السوري تفاعله مع المشاعر التي لمسها من وجهاء المجتمع الكويتي تجاهه وتجاه سورية، بما فيها من تراث وخضرة وجمال. وتكفي الملاحظة كم من المرات ترددت عبارات الإعجاب بمقومات سورية السياحية وجمال طبيعتها، والثناء على شعبها المضياف.
ولم يكن أهم ما في اللقاء الثناء الذي سمعه على ما تحقق من «تطور هائل» في السنوات القليلة الماضية، بل الأفكار والمقترحات التي أخذت حيزاً اعتبارياً بعد أن أعلنت على الملأ والتي يمكن القول إنها من «ثمار» اللقاء:
- كشف الرئيس الأسد أنه اقترح في اجتماع مع الهيئة العامة للاستثمار فكرة تأسيس شركة كويتية سورية مشتركة تساهم فيها حكومتا البلدين ورجال أعمال من الطرفين. واستشهد بالنموذج المطبق مع قطر.
- أبدى الأسد اهتمامه بفكرة المنطقة الحرة بين الكويت وسورية، وقال إنه «سيتم درسها للربط بين البحر المتوسط ودول الخليج»، لافتا الى أنه شخصيا مهتم بهذه الفكرة.
- أبدى الرئيس السوري اهتمامه باقتراح رئيس مجلس إدارة «طيران الجزيرة» وعضوها المنتدب مروان بودي في شأن تطبيق نظام «السماء المفتوحة»، لما له من أثر في زيادة أعداد الزائرين والسياح.
- استمع الرئيس الأسد إلى الشكاوى المتعلقة بالبيروقراطية والإدارة، فأكد أنه أصدر ألفي مرسوم، كان من نتيجتها أنه «لم تعد لدينا قضايا فساد كما كان في السابق، لكنه أشار إلى أن «المشكلة التي نعمل حاليا على معالجتها تتمثل بتطوير الإدارة المحلية، وإعطائها الاستقلالية شرط أن تكون معاملاتها واضحة وشفافة».
- قال الأسد «نريد استثمارا نظيفا شفافا بعيدا عن الفساد، وغير ذلك استثمار ضار لا نريده (...) وإن كان الاستثمار مع سوريين فليكونوا شركاء لا وكلاء»
- كشف الغانم أن الأسرة الاقتصادية الكويتية ستعمل على تشكيل وفد لزيارة الجمهورية العربية السورية، وستمهد لهذه الزيارة بالاعداد الجيد عبر تجهيز بعض المشاريع لدراستها وتوقيعها.
وفي ما يلي أبرز ما دار في اللقاء:
افتتح الغانم اللقاء مرحبا بالرئيس بشار الأسد «ضيفا عزيزا بين أهله وأشقائه»، مؤكدا أن هناك «روابط تاريخية بين سورية والكويت سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي ممتدة جذورها الى مئات السنين عندما كانت حركة القوافل مزدهرة ومعبرة عن قوة العلاقات بين الطرفين».
وأشار الغانم أن العلاقة بين الشعبين الكويتي والسوري «لها بذور وأوجه متعددة عائلية واجتماعية وقومية ودينية»، لافتا الى أن «علاقة الشعبين الأخوية راسخة، وحضور الرئيس الى الديوان للالتقاء بالمجتمع الاقتصادي الكويتي يعبر عن عمق هذه العلاقة».
وشدد الغانم حرصه على طرح كل القضايا التي تؤدي الى تعزيز علاقات البلدين «لأننا مقتنعون أن هذه العلاقات لا ترقى الى طموحات الشعبين»، وبين أن الجلسة مع الرئيس «بعيدة عن الرسميات وهي أقرب ما تكون الى جلسة عائلية تسودها الشفافية والصراحة».
بدوره، شكر الرئيس الأسد الغانم وحضور ديوانه على حفاوة الترحيب، مؤكدا سعادته باللقاء الذي أراده بعيدا عن الرسميات.
وأضاف: «كل مرة نأتي نلتقي بالمسؤولين، لكننا لا نلتقي مع مختلف الشرائح المكونة للمجتمع الكويتي، فأنتم البلد بما تعنيه من تقاليد وأفكار (...) كنت أسمع عن الديوانيات الكويتية من إخوة ضباط كويتيين شاركوا في دورات في دمشق منذ سنوات، وحرصت اليوم على زيارة احدى الديوانيات الكويتية، ديوانية السيد علي الغانم الكريمة، لأنني إن لم أفهم الشعب الكويتي لا يمكن أن أفهم سياسة الكويت (...) الأساس أن تفهم الشعب حتى تحدد في أي اتجاه تسير»، مشيرا (ضاحكا) الى علمه المسبق بأن الديوانيات في الكويت غالبا ما تأخذ طابعا سياسيا «يحكي روادها يسار ويمين».
وأوضح الأسد أن العلاقات بين سورية والكويت تسير في الاتجاه الصحيح، لافتا الى أنه لمس من خلال زياراته الى الكويت «ولقائه مع الاخوة الكويتيين أن الشعب الكويتي لم ينس وقوف سورية الى جانب الكويت ابان الغزو العراقي لها، وهذا انعكس ايجابا على العلاقات الثنائية»، مؤكدا أن العلاقات السياسية بين البلدين «ممتازة ولا مشاكل بينهما والعلاقات الاجتماعية جيدة، خصوصا أن هناك 130 ألف سوري يعيشون في الكويت، وهناك علاقات نسب وقرابة بين كويتيين وسوريين».
أما على الصعيد الاقتصادي، فقد أكد الأسد سعيه «لأن ترتقي هذه العلاقات الى المستوى المأمول منها، خصوصا أن سورية بدأت منذ سنوات عملية إصلاح وتطوير طموحة وهي مستمرة في ذلك، إذ تم إصدار 2000 مرسوم وقانون في عملية الإصلاح الاقتصادي وهناك المزيد طالما دعت الحاجة». ولفت الى أن آثار ذلك «انعكست على النمو الاقتصادي الذي شهد تطورا لافتا خلال أقل من ست سنوات».
وبين الرئيس السوري أن التركيز حاليا ينصب على جذب الاستثمارات وايجاد البيئة المناسبة لها، مؤكدا أن هذه العملية تنطلق حاليا في سورية بشكل قوي ومتسارع «ونحن نسمع عن الشكاوى ونعمل على حلها فورا». وشدد على «أننا نريد استثمارا نظيفا شفافا بعيدا عن الفساد، وغير ذلك استثمار ضار لا نريده (...) وإن كان الاستثمار مع سوريين فليكونوا شركاء لا وكلاء». وأضاف «نحن مطمئنون أن العجلة تسير الى الأمام، ويهمنا أن نسمع منكم الآراء والشكاوى والمقترحات حتى نعمل على تصويب الأمور أولا بأول بما يساهم بجذب المزيد من استثمارات الأشقاء الى سورية».
وقبل أن يفتح المجال لأسئلة الحضور أعاد التأكيد على «اننا نرحب بكم في سورية كإخوة كويتيين قبل استثماراتكم، فالمال إذا لم يأت اليوم قد يأتي لاحقا، ولكن العلاقات الأخوية لاتعوض (...) فنحن نريدكم كإخوة قبل كل شيء».
الأسئلة والنقاش
افتتح رجل الأعمال جواد بوخمسين باب النقاش بالترحيب بالرئيس الأسد في بلده وبين أهله، ثم انتقل الى مشروع السيدة زينب الذي يستثمر والعراقيل التي واجهته من بعض الجهات في عملية التوسعة، فطلب منه الأسد تقريرا حول هذا الملف للاطلاع عليه ومعالجته.
استبشروا خيرا ببشار
ثم أشار الوجيه علي المتروك الى أنه كتب مقالا عندما رحل الرئيس حافظ الأسد وتسلم الحكم الرئيس بشار جاء فيه : «لكل امرء من اسمه نصيب، وبالتالي فإننا نستبشر خيرا من بشار».
وذكر المتروك أن سورية «بما تتمتع به من امكانات ومميزات تعتبر بلد البلدان، ففيها كل المقومات السياحية من تاريخ وحضارة وبيئة جميلة وشعب مضياف»، لكنه تمنى الالتفات الى المطارات والمنافذ قائلا: «ديروا بالكم على المطار والمنافذ، فالقادم يأخذ انطباعه عن البلد من اللحظة الأولى التي تطأ قدماه أرض هذا البلد (...) مقومات السياحة عظيمة في سورية (...) خذوا جانب حسن النية مع الزائر، فلديكم إمكانات لجذب عشرة أضعاف السياح الذين يقصدون دبي».
تجربة خمس سنوات في بلد واعد
بدوره تحدث رئيس مجلس إدارة الشركة الكويتية السورية القابضة محمود النوري عن تجربته الاستثمارية في سورية بقوله: «تجربتي مع سورية تمتد منذ العام 2002 وحتى الآن، وماشاهدناه في سورية كان تطورا رهيبا (...) لاحظنا ظهور العديد من القوانين الجيدة والمطلوبة، وتطور النظام المالي، لكننا نأمل المزيد من التطوير والقوانين».
وأضاف : «دخلنا في شراكة مع شركة الشام القابضة، ونتمنى شراكة ناجحة تنتج عنها فائدة للجميع، فسورية بلد واعد وفيها فرص في كل المجالات، وتجربة السنوات الخمس الماضية كانت جيدة، ونأمل المزيد، شاكرين لكم جهودكم».
ضرر الإدارة الوسطى أخطر من الفساد
وأعرب رئيس مجلس إدارة «مجموعة عارف» الاستثمارية الدكتور علي الزميع عن اعتقاده أن سورية وبلدان الخليج يمكن أن تشكل نموذجا فريدا للتكامل الاقتصادي، «وهذا التكامل لاينجح إذا لم تكن هناك ايجابية من الطرفين»، مشيرا الى ضرورة استخلاص العبر من تجربة الطفرة النفطية في أعقاب العام 1973 حيث اقتصر التعاون على الحكومات دون القطاع الخاص، ولذلك فإن هذه التجربة لم تؤد الى تحقيق المأمول منها طالما بقي دور القطاع الخاص محدود فيها.
وتابع الزميع موجها كلامه الى الرئيس الأسد: «فخامتك قدت عملية الإصلاح الاقتصادي في ظل التحديات وأوضاع المنطقة، وكانت هناك شكوك في نجاح هذه الجهود ولكنها نجحت على مستوى الإدارة الاقتصادية العليا، خصوصا أنكم تملكون رؤية واضحة ومقنعة في ما تقومون به من جهود، ولكن هناك عائق للأسف يتمثل في الإدارة الوسطى التي نراها تمثل عائقا كبيرا أمام المشاريع الكبرى، فعندما نتفق مع الإدارة العليا على هذه المشاريع وننزل الى الأرض من أجل التنفيذ نجد إدارة تسبب إحباطا، فالإدارة البيروقراطية تسبب أحيانا ضررا أكبر بكثير من الفساد، مع اعتراضنا على كلا السلوكين».
وتمنى الزميع الاتجاه الى الإصلاح الإداري «فالقوانين ناجحة ولكن تطبيقاتها قد تكون قاتلة»، وختم كلامه بالثناء على الجهود الإصلاحية التي يقوم بها الرئيس الأسد.
نافذة واحدة للشكاوى ومعالجة فوضى البلديات
وفي سياق إجابته على هذه المداخلات ذكر الرئيس الأسد : «عندما أقول أننا أصدرنا 2000 مرسوم وقانون فهذا يعني أننا مستمرون في الإصلاح والتطوير (...) على المستوى العالي لم تعد لدينا قضايا فساد كما كان في السابق، فقد قمنا بعمليات إصلاح طورنا فيها كل البنى ونسينا الإدارة المحلية المتمثلة بالبلديات ومايمثله بعضها من فوضى إدارية (...) فقد أصدرنا قوانين ناجحة ترتبط بكل ماله علاقة بالاستثمار، ولكن المشكلة التي نعمل حاليا على معالجتها تتمثل بتطوير الإدارة المحلية، وإعطائها الاستقلالية شرط أن تكون معاملاتها واضحة وشفافة حتى نتجاوز هذه الاشكالية بأقصى سرعة».
وأضاف : «عندما نحل مشكلة مستثمر فإننا نحل معها عشرات المشكلات المشابهة، ومن هنا ينطلق حرصنا على الاستماع الى الشكاوى في هذه اللقاءات، لأننا لايمكن أن نحل مشكلة إذا لم نعرف ما هي هذه المشكلة»، وبين أنه بعد «اعتماد مبدأ النافذة الواحدة للتراخيص في مجلس الوزراء سنعتمد مبدأ النافذة الواحدة للشكاوى بهدف متابعة المشاكل لدى مختلف الجهات المعنية والعمل على حلها بأقصى سرعة».
تجربة فريدة بدأت على «طيران الجزيرة»
وتحدث رئيس مجلس إدارة جمعية ضاحية عبدالله السالم السابق جارالله الجارالله عن تجربته في زيارة الى سورية على متن طيران الجزيرة بقوله: «سورية بلد فيها سياحة تاريخية تتعدى مصر، وأتمنى ايجاد شركات سياحية تهتم بالجانب التاريخي في السياحة السورية (...) لقد تجولت في سورية بلدانا وسهولا وجبالا ولاحظت نعمة الأمن والأمان التي تتمتع بها بلادكم، فلا نقاط تفتيش ولا منغصات ولاتعديات على الضيوف»، وأضاف: «لديكم جبال تعتبر الأجمل حتى على مستوى اوروبا، ولكن قد تكونوا في حاجة الى أفكار لجذب المستثمرين الى الجبل الذي لاحظت قلة المنشآت السياحية فيه سواء في صلنفة أو كسب».
معكم قلبا وقالبا
وأشار الدكتور عبدالرحمن العوضي الى تجربته الطيبة مع الراحل حافظ الأسد خلال محنة الغزو العراقي للكويت، مشيرا الى أن سورية وعلى مر التاريخ كانت مستعدة لمد يد العون لكل عربي من منطلق عروبي خالص حتى لو لم تكن القضية قضيتها بشكل مباشر. لافتا الى أن سورية بلد عظيم وبلد حضارة وصمود. وأضاف: «نعرف الهجمة التي تتعرضون لها ونحن معكم قلبا وقالبا».
وبين العوضي أن في سورية كنوزا سياحية، متمنيا التركيز على السياحة وتشجيع الشركات الكويتية للعمل في سورية، لافتا الى أن الساحل السوري غير مستغل بشكل جيد، وهناك مدن مثل حلب تعتبر من المدن الجميلة والعريقة.
موظف صغير قد يكفرك بالاستثمار
أما رجل الأعمال عبدالعزيز البابطين فأكد أن الأمن في سورية رائع والامكانات السياحية كذلك، وهي تعطي سورية الحق أن تكون بلدا سياحيا جميلا واستثماريا كبيرا، لكنه شد على أن المطار في حاجة الى توسعة والى أناس لديهم المقدرة على استقبال الناس، مطالبا باعتماد مبدأ الثواب والعقاب والتوعية الإعلامية لموظفي الدولة «لأن موظفا صغيرا يجعلك تكفر بالاستثمار»، متمنيا مزيدا من الجهود «للنهوض بهذا البلد العزيز على قلوبنا».
زيارة تاريخية
واعتبر العم خالد عيسى الصالح أن زيارة زعيم عربي لديوانية كويتية «تعتبر تاريخية، لأنها من المرات النادرة الحدوث»، لافتا الى أن الخليج يعيش حاليا «طفرة بالفوائض المالية، ورجال الاعمال متحفزون للاستثمار، ولكن العيب البيروقراطي فينا كلنا، ومن لايصلح أوضاعه فهناك بلدان كثيرة تتنافس على جذب الاستثمارات».
المنافذ... المنافذ
وطالب رئيس اتحاد الصناعات الكويتية حسين الخرافي بالاهتمام بالمنافذ الحدودية سواء كانت برية أم جوية، لافتا الى أن الفوائض التي تتمتع بها دول الخليج «تمثل فرصة تاريخية، حيث تتنافس دول كثيرة على جذبها»، لافتا الى أنه على رغم وجود بعض المعوقات «فإن المستثمرين الكويتيين في مقدمة المستثمرين في سورية، فما بالك إذا لقوا الدعم والتشجيع؟».
حلم الكاظمي
وتحدث الدكتور فيصل الكاظمي عن حلم يتمنى تحقيقه، لافتا الى أن هذا الحلم يتمثل بمنطقة حرة على البحر المتوسط في سورية بمواصفات عالمية تر بط اوروبا بدول الخليج، وتكون هذه المنطقة صناعية وتجارية وخدمية ضخمة، متمنيا من الرئيس الأسد درس هذه الفكرة وتقييمها.
تشكيل وفد لزيارة سورية
وبعد المداخلات، أوضح رئيس غرفة التجارة والصناعة علي الغانم أن معظم الحديث تركز على الاستثمارات الســياحية والخدمية، «ولكن لابد أن نذكر أن العمالة السورية هي أحــــــســــن عــــــمالة وهــــي الأكثر انتاجية في العالم العربي»، متمنيا من هـــــــذا المنطـــــلـــق التــــركـــــيز على الاستثمار الصناعي لأن هناك مقومات نجاح لهذا الاستثمار في سورية.
وكشف الغانم أن الأسرة الاقتصادية الكويتية ستعمل على تشكيل وفد لزيارة الجمهورية العربية السورية، وستمهد لهذه الزيارة بالاعداد الجيد عبر تجهيز بعض المشاريع لدراستها وتوقيعها.
واستذكر الغانم لقاء مماثلا مع ملك الاردن عبدالله الثاني منذ سنوات تضاعف بعده حجم الاستثمارات الكويتية من 600 مليون الى أكثر من سبعة مليارات دولار، معربا عن ثقته في أن حجم الاستثمار الكويتي في سورية «سيكون أضعاف ما وصل اليه في الاردن في ضوء الامكانات المتاحة».
الأسد مهتم بكل ما طرح
وفي الختام أعرب الرئيس السوري عن اهتمامه بمتابعة كل ماتم طرحه في ديوان الغانم، مشيرا الى أن «فكرة المنطقة الحرة بين البلدين سيتم درسها للربط بين البحر المتوسط ودول الخليج»، لافتا الى أنه شخصيا مهتم بهذه الفكرة.
وتحدث الأسد عن اللقاءات التي عقدها مع مسؤولين استثماريين كويتيين ومن بينهم العضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار بدر السعد، لافتا الى أن التعاون مع قطر يشكل نموذجا ناجحا، إذ تم تأسيس شركة مشتركة برأسمال 500 مليون دولار بين حكومتي البلدين وهي تنفذ مشروع «الداون تاون» في دمشق بقيمة خمسة مليارات دولار.
وأشار الى أنه بحث مع السعد فكرة تأسيس شركة كويتية سورية مشتركة تساهم فيها حكومتا البلدين ورجال أعمال من الطرفين.
أما بالنسبة الى تطوير القضاء وتعزيز استقلاليته فقد أشار الأسد الى «أننا واقعيون ونعرف وضعنا، ونسعى الى التطوير وتعزيز استقلالية القضاء».
وعن البيروقراطية وتشجيع المستثمرين لفت الأسد الى أنه تم إصدار قوانين خاصة للمناطق الصناعية التي شهدت نموا هائلا بعد أن تم عزلها عن الدوائر الحكومية الأخرى «فبتنا نرى مصانع تنتقل من دول أخرى الى سورية، وحتى من تركيا. ولذلك سنعمل على توسيع هذه الفكرة لتشمل أنشطة أخرى».
تحدث رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة طيران الجزيرة مروان بودي عن تجربة الشركة التي تعتبر الأولى من نوعها لناحية ملكيتها الكاملة للقطاع الخاص دون أي دعم حكومي مادي، وأشار الى أن الشركة وعلى رغم حداثة إنشائها «الا أنها حققت نموا هائلا والدليل النمو الكبير في عدد الركاب الذين نقلتهم من سورية وإليها».
وشدد بودي على أن سورية «بلد جميل ولديه الكثير من الإمكانات التي تجعله في طليعة البلدان الجاذبة للسياح، بل ليكون من البلدان المتقدمة سياحيا وهذا ما شاهدناه من مميزات تتمتع بها سورية»، لكنه شدد على أن عنق الزجاجة في إطلاق نهضة سياحية شاملة في سورية يتمثل في اعتماد مبدأ فتح الأجواء التي سبقتها فيها بلدان عدة.
وأضاف أن «السماء المفتوحة» قرار جريء وساهم في ازدهار اقتصاد البلدان التي اعتمدته، لافتا الى أن بعض الشركات قد تتأثر بفتح الأجواء ولكن آثارها الايجابية تكون أضعافا مضاعفة خصوصا على بلد جميل مثل سورية يملك كل هذه الإمكانات السياحية. حيث تزدهر المطارات والفنادق والمطاعم والأسواق بفضل تسابق شركات الطيران الى نقل الركاب اليها من مختلف المحطات وليس من البلد الذي ينتمي اليه الناقل.
وتوجه الأسد بالسؤال الى بودي عن أمثلة على البلدان التي اعتمدت مبدأ السماء المفتوحة فأجابه أن هناك بلدانا عدة منها الكويت ودبي والبحرين ولبنان، مشيرا الى أن أرقام المسافرين الى هذه البلدان شهدت نموا هائلا بعد القرار، فطلب الرئيس تزويده بهذه المقترحات والبيانات لدرس الموضوع.
الأسد مصافحاً بودي
• أشار الأسد الى أن أكثر ماسمعه من الضباط الكويتيين المشاركين في إحدى الدورات في سورية هو الحديث عن الدواوين و التغني بطعم سمك الزبيدي.
• لفت الى أن التفكير بزيارة إحدى الدواوين الكويتية لم يكن مخططا له، وكان النقاش عن أي الدواوين التي يمكن أن نزورها دون أن نزعل باقي الديوانيات فكان الاقتراح أن تكون الزيارة لديوان السيد علي الغانم.
• معظم المداخلات تركزت على الامكانات السياحية التي تتمتع بها سورية، وضرورة الاهتمام بهذا القطاع بما في ذلك المنافذ، حيث وعد الرئيس الأسد بايلاء هذه المواضــــــيع الأهمية التي تستحقها.
• طلب الرئيس الأسد من السفير السوري في الكويت علي عبدالكريم إعداد ملف بجميع المقترحات التي طرحت في اللقاء وتزويده بها للعمل على متابعتها ومعالجتها.
•كان الأسد مرتاحا من الأجواء التي سادت في ديوان الغانم ،وقال في ختام اللقاء: « لقد شجعتموني على زيارة عدد أكبر من الدواوين في المرات المقبلة ،لأسمع المزيد من الاقتراحات والمشاكل(ضاحكا) حتى لوكانت كويتية-كويتية».
•رافق الأسد في زيارته الى الديوان وزير الخارجية السوري وليد المعلم،ورئيس بعثة الشرف المرافقة للرئيس الشيخ محمد الخالد الصباح والسفير السوري علي عبدالكريم ،فيما حضر عدد من الشخصيات الكويتية ورؤساء البنوك والشركات وأعضاء الغرفة ورجال أعمال كويتيين وبعض رجال الأعمال السوريين.
• أهدى الغانم الى الأسد هدية تذكارية عبارة عن بوم كويتي.
الأسد متوسطا علي الغانم ونجليه مرزوق وخالد
مصافحة وابتسامة بين الأسد ومرزوق ناصر الخرافي
الرئيس الأسد بين سعد السعد وماجد جمال الدين
عبدالمطلب الكاظمي وسعد السعد ومحمد الشايع ومحمود حيدر
ماجد جمال الدين والسفير السوري وعلي الزميع وعبدالوهاب الوزان ومحمد الفجي
الرئيس الأسد مصافحا الزميل أحمد سماق
... وخالد خاسكية
الأسد سأل بشار كيوان إن كان من رواد الدواوين الكويتية
الغانم يقدم هدية تذكارية للرئيس الاسد