تحملهم هنديتان بنظام الأمهات البديلة
زوجان بريطانيان ينتظران 4 توائم من ... رحمين مستأجرين
1 يناير 1970
10:19 ص
لندن - بي بي سي - ينتظر زوجان بريطانيان أن يصبحا أبوين لأربعة أطفال توائم تحملهم امرأتان هنديتان من خلال نظام الأمهات البديلة، ولم يلتق الزوجان بهاتين المرأتين من قبل.
وسيأتي أولئك الأطفال الأربعة، المنتظر ولادتهم في مارس 2014، وفقا لاتفاق تجاري أبرم بين الزوجين وعيادة للخصوبة في مدينة مومباي الهندية من أجل تأجير رحمين.
وسافر الزوج الذي يبلغ من العمر (35 عاما) برفقة زوجته البالغة من العمر (36 عاما) إلى الهند في شهر مايو بعد إجهاض (الزوجة) مرتين وفشل محاولات عديدة للخصوبة في المملكة المتحدة. ولم يرغب الزوجان في الإفصاح عن هويتيهما.
وقال الزوج: «قلت لنفسي لماذا أنتظر وأضيع الوقت بالخوض في تعقيدات هنا وهناك، وفي مزيد من المحاولات. كانت لدينا رحلة طويلة استغرقت منا عشر سنوات».
وليس هناك أرقام رسمية، لكن ناتاليا غامبل، وهي محامية متخصصة في القضايا الدولية المتعلقة بتأجير الأرحام، تقدر بأن هناك مئات الأزواج البريطانيين الذين يسافرون إلى الهند كل عام من أجل تأجير الأرحام.
وفي عيادة «كوريون» في مومباي، خصبت بويضات الزوجة بالحيوانات المنوية الخاصة بالزوج لتخليق جنين، ثم زرع الجنين في رحم سيدتين من الأمهات البديلات اللاتي يؤجرن أرحامهن.
ويقول الزوج «كنا نحتفظ بستة أجنة في الثلاجة، وعادة ما يمكنك استخدام أم بديلة واحدة، لكنني فكرت في الحصول على أمين بديلتين وزراعة ثلاثة أجنة في كل واحدة منهما».
وبعد شهر من ذلك، تلقينا اتصالا من العيادة الهندية بأن إحدى الأمين البديلتين أصبحت حاملا في توأم.
وبعد أيام قليلة من ذلك، كان هناك اتصال آخر من العيادة يفيد بأن الأم البديلة الأخرى أصبحت حاملا في توأم أيضا.
وقالت الزوجة «لقد أصيبت العيادة بالهلع لأن ذلك لم يحدث مطلقا من قبل».
ورفض الزوجان أي فكرة بشأن إنهاء أي من حالات الحمل الأربع، وقالت الأم إنه حتى «إذا كان هناك ثلاثة أطفال لدى كل أم منهما، كنا سنبقي عليهم أيضا».
ويأمل الزوجان في العودة إلى الهند لاصطحاب الأطفال الأربعة في غضون بضعة أشهر.
ولن يفصح الزوجان عن المبلغ الذي سيدفع للعيادة، لكن متوسط تكلفة الحمل من خلال نظام الأم البديلة في الهند يبدأ من نحو 27 ألفا و500 دولار إلى 32 ألفا و500 دولار.
ويقول الزوجان إنهما يشعران بامتنان للأمين اللتين تحملان أطفالهما، لكن لا نية لديهما للقاء أي منهما.
وتقول الزوجة «إنهما تؤديان وظيفة لنا، فكم مرة تتواصل مع عامل البناء لديك، أو مع البستاني في حديقتك».
ويعتقد الزوجان المقيمان بمدينة بيدفوردشير إن الأمر ليس أقل من «معجزة مذهلة».
لكن هذه الحالة أثارت بعض المخاوف لدى العاملين في مجال الصحة في بريطانيا.
وتوضح الطبيبة ريما راجكوا، استشاري طب النساء في مستشفى برمنغهام للنساء «إنه أمر مثير للقلق وأعتقد أن المرضى الذين لا يعملون في المجال الصحي ليسوا على دراية بكل المخاطر المتعلقة بتعدد حالات الحمل».
وتضيف: «لا أعتقد أنه توجد عيادة في المملكة المتحدة تقبل بمتابعة زوجين ينتظران أطفالا من اثنتين من الأمهات البديلات في وقت واحد».
وهو الرأي نفسه الذي تراه أيضا المحامية غامبل التي تقول «لن يكون ذلك مسموحا هنا، فبموجب اللائحة الخاصة بعيادات الخصوبة المرخصة، توجد قواعد صارمة للغاية حول عدد الأجنة التي يمكن نقلها، وبالتأكيد لا يمكنك نقل أجنة إلى امرأتين من الأمهات البديلات في الدورة نفسها».
وتقول الهيئة المنظمة لهذا الشأن في المملكة المتحدة، وهي هيئة الخصوبة البشرية وعلم الأجنة، إن الحمل المتعدد يمكن أن يزيد من مخاطر ولادة أجنة ميتة، ووفاة الأطفال حديثي الولادة، وحدوث إعاقة للأطفال، ومضاعفات أخرى للأم مثل الإجهاض، وارتفاع ضغط الدم.
وتوصي الهيئة دائما بنقل جنين واحد في العملية، إلا إذا كان هناك سبب صحي.
لكن كم هو شائع في عيادات الخصوبة في الهند أن تقدم اثنتين أو أكثر من الأمهات البديلات في وقت واحد، حيث لا توجد قوانين تنظم عمليات تأجير الأرحام هناك؟
وتؤكد المديرة الطبية لعيادة كوريون في مومباي كاوشال كادم، والتي تعالج الزوجين البريطانيين اللذين ينتظران أربعة أطفال، إن الأمر ليس ممارسة شائعة في الهند.
وتضيف «عادة ما تكون هناك أم بديلة واحدة، لكن هناك أوقات يريد فيها الزوجان المزيد من الأطفال».
ويعتقد الأطباء أن وجود أكثر من أم بديلة تحمل أطفالا للأبوين نفسهما في الوقت ذاته يمثل ظاهرة في مجال الخصوبة ظهرت كنتيجة مباشرة لازدهار صناعة تأجير الأرحام في الهند.
ويقدر حجم تجارة تأجير الأرحام في الهند بمليارات الدولارات ويرى بعض منتقدي هذه التجارة أن تحقيق الربح هو الدافع الرئيسي وراء ذلك.
وتتعرض الحكومة الهندية حاليا لضغوط متزايدة لسن قوانين تعمل على تنظيم قطاع تأجير الأرحام.