مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / خيول إبليس

1 يناير 1970 07:59 ص
| مبارك مزيد المعوشرجي |

كان آباؤنا وأجدادنا يرددون جملاً تعزز الترابط الاجتماعي والعيش المشترك، مثل «كلّ على دينه الله يعينه»، و«لا تخاف من يخاف ربه»، ولم يحدث في زمانهم أي اعتداء على أي مسجد أو كنيسة، أو مكان تُقام فيه شعائر أي دين، أو تنتهك حرمة المقابر، إسلامية كانت أو غير إسلامية، ولكن وللأسف ومع تطور الفكر الوطني وكثرة الحديث عن حرية التعبد، والتشديد على التمسك بالوحدة الوطنية، إلا أننا بتنا نسمع كل فترة وأخرى عن اعتداء على مسجد من مساجد المسلمين، بحرق المحتويات وتخريبها، أو كتابة جملٍ مسيئة للرموز والشخصيات الإسلامية، وعند القبض على الفاعل أو الفاعلين نكتشف انه إما قاصر مُغرر به، وإما محب للظهور يسعى للشهرة.

وفي الاعتداء الأخير الذي تم على مسجدي المهنا والخنة بالسالمية ظهر أن الجاني هو غير كويتي، مدمن وصاحب سوابق، كما صرحت مصادر وزارة الداخلية.

وجاءنا من يطلب إغلاق المساجد بعد الصلوات بنصف ساعة، وتركيب كاميرات مراقبة، وتسيير دوريات على المساجد على مدار الساعة، مثل المدارس والمؤسسات العامة والخاصة الأخرى.

وفي ذلك استحالة تامة، وتعطيل وإنقاص لدور المسجد في بلد إسلامي، فلدينا مساجد يجرى فيها واجب العزاء من الصباح حتى المساء، ومساجد أخرى تعطى فيها دروس دينية، وتقام فيها حلقات ذكر واحتفالات رسمية بالمناسبات الدينية، والمسجد ليس مكاناً للصلاة فقط، بل هو بيت من بيوت الله على الأرض، يجب ألا يغلق في وجوه المؤمنين.

والحل بتطبيق العقوبة على المعتدي أياً كانت حالته الصحية أو النفسية أو العمرية، فالقاصر يُستدعى ولي أمره، ويحمل تكاليف إصلاح ما أفسده ابنه، أما المعتوه فمحله مستشفى المجانين، وللمدمن الحبس والإبعاد عن البلد بعد تعزيره إن كان غير كويتي، فالكاميرات لم تمنع اللصوص الذين اقتحموا أحد مرافق وزارة الداخلية في الجهراء، وسرقوا وخربوا محتوياته.

أما الحراس فنالهم من الاعتداءات وشل الحركة الكثير، وآخرها ما تم من حادثة سرقة قطع غيار سيارات من كراج البلدي.

والحل في قوله سبحانه وتعالى: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب)، فالقصاص الرادع السريع هو ما يوقف خيول إبليس الساعية للفتنة في بلادنا.