سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / أولوية تطور التعليم وأصحاب الإعاقة
1 يناير 1970
09:48 ص
|سلطان حمود المتروك|
العلم هو ذلك القنديل الذي ينثر شعاعا فيقتبس منه المتعلمون صنوف المعرفة والخبرة وكلما اقترب المرء من هذا القنديل واحبه فإنه يتلمس شعاعه الجميل ويقتبس من صنوف ألوانه المتعددة.
وقد مر تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة في هذه الديرة الحبيبة بمراحل عديدة فمنذ الخمسينات من القرن الماضي حيث افتتح معهد النور وقد اخذت أساليب التطور والازدهار في تعليم وتأهيل وتدريب وتربية ذوي الاحتياجات الخاصة تتعدد وتتنوع واصبحت معاهد التربية الخاصة من المؤسسات التربوية المهمة والفريدة في تربية ذوي الاحتياجات الخاصة على نطاق العالم العربي واهتم ببيئة التعليم وتطور اساليبه وطرقه وتقنياته ومناهجه كما عني بأوجه الانشطة التي تعمل على تنمية مهارات ذوي الاحتياجات الخاصة واهتم في التفكير بدمجهم في المجتمع، وقد الفت الكتب الخاصة بالمتأخرين ذهنيا على ايدي متخصصين من ابناء الوطن، وزودت كثيرا من الدول العربية بهذه الكتب حيث اصبحت دولة الكويت هي الاولى في تأليف هذه المناهج ولكن لا نرى اليوم أثراً للجان في التطوير ولا لطرق في الدمج ولا لأنشطة بارزة تبين انتاج هؤلاء الابناء على جميع الاصعدة وفي كل المجالات.
فعسى أن تكون الفكرة ناهضة عندما تطرح قضية التعليم وهي ثالث الاولويات في استفتاء البرلمان بالاهتمام في تطوير برامج ومناهج واساليب التعليم للبنين والبنات من ذوي الاحتياجات الخاصة وضرورة شحذ الهمم التربوية في المبادرة بدمجهم في المجتمع وجعل مقار دراستهم في جميع مدارس التعليم وفي جميع المحافظات لكي يأخذ كل فرد ما يناسبه من فرص التعليم بما تمكنه قدراته واستعداداته وميوله ومواهبه ولا نصرف الوقت في مؤتمرات قد لا تعود علينا بالنفع، فمؤتمر يصادق على تسمية هؤلاء الاعزاء بالمعاقين وآخر بالمعوقين وثالث بذوي الحاجات الخاصة وآخر بذوي الحاجات المغايرة واخيرا بأصحاب الاعاقة.
فلو اهتممنا بكيفية دمجهم واساليب تعليمهم وطرق تأهيلهم لكان اجدى واحسن وانفع.
فعسى أن تكون اولوية تطور التعليم تشمل تطور تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة وعسى لجنة شؤون التعليم والثقافة والارشاد في مجلس الامة أن تفكر في تعليم هذه الفئة المهمة من ابناء هذا المجتمع الطيب الذي يحتاج لكل فرد منه في عملية التطور والبناء لان الامة المتقدمة هي التي تهتم بضعفائها.
والله من وراء القصد.