لم أفرح بشيء أكبر من فرحتي... برفض السعودية لمقعد العضو غير الدائم في الأمم المتحدة «نادي اليهود» والذي بررته بأنه قد جاء بسبب عدم إصلاح مجلس الأمن الدولي وتمكينه فعلياً وعملياً من أداء واجباته وتحمل مسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلام الدوليين، وأضافت السعودية بأن ازدواجية المعايير الحالية في مجلس الأمن تحول دون قيامه بأداء واجباته، وبينت بأن بقاء القضية الفلسطينية من دون حل طيلة 65 عاماً والتي نجم عنها حروب عدة هددت الأمن والسلم العالميين دليل على عجز مجلس الأمن، كما فشل المجلس في جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل، والسماح للنظام الحاكم في سورية بقتل شعبه وإحراقه بالكيماوي على مرأى ومسمع من العالم كله دون عقوبات رادعة!!
أما الفرحة الثانية فقد كانت بعد إعلان «المجلس الوطني السوري» - أكبر كتلة سياسية في الائتلاف السوري - قراره النهائي بعدم المشاركة في مؤتمر جنيف المقرر عقده في نوفمبر المقبل وأنه سينسحب من الائتلاف إن قرر الائتلاف المشاركة في المؤتمر، وقد علل رئيس المجلس أسباب الرفض بأن ذلك المؤتمر يهدف إلى تغطية عجز السياسات الدولية أو ستر عورات السياسات الروسية وغيرها!!
لقد بدا واضحاً للعيان بأن تلك المنظمات الدولية ما هي إلا ستار وغطاء لمرحلة استعمارية جديدة بدأت بعد انتهاء الحرب الباردة، وأن تلك الدول الكبرى قد وضعت تركيبة جديدة تستطيع بموجبها استعمار ما تبقى من بلدان العالم الثالث تحت مسميات قوانين وبروتوكولات الأمم المتحدة وتحت مسميات الحرية والديموقراطية.
لقد بينت الأحداث العالمية في الفترة السابقة مدى تعصب تلك الدول الكبرى ضد الشعوب العربية والمسلمة ومدى تحيزها ضد قضايانا المصيرية، ومدى خدمتها للكيان الصهيوني في جميع قضاياه، وما موقف الولايات المتحدة وأوروبا الأخير من القضية السورية إلا مثال صارخ على عدم اكتراثهم بما يحدث لشعب كامل من قتل وإبادة على يد سفاحين، بل كل ما يهمهم هو سلامة إسرائيل والتخلص من السلاح الكيماوي السوري لأنه يهدد أمنها واستقرارها!!
لقد عجز مجلس الأمن طيلة سنتين ونصف السنة عن إصدار قرار واحد يدين ما يفعله المجرم بشار بشعبه إلى أن جاء الحديث عن تفتيت الترسانة الكيماوية السورية، وفجأة اتفقت دول مجلس الأمن جميعها على ذلك، وشعارهم: أعطونا سلاحكم الكيماوي واقتلوا من السوريين ما تستطيعون!!
لقد استيقظت تركيا سابقاً لتدرك حجم التآمر الغربي عليها باسم الاتحاد الأوروبي، حيث بذلت جهوداً مضنية لدخول الاتحاد ولكن دون جدوى، فما كان من رئيس الوزراء التركي إلا أن أطلق على الاتحاد الأوروبي (نادي المسيحيين).
وللحديث بقية بإذن الله.
د. وائل الحساوي
[email protected]