إسبانيا تحتفل بعيدها القومي
1 يناير 1970
02:17 م
| بقلم: أنخيل لوسادا* | تحتفل اسبانيا في يوم 12 أكتوبر بعيدنا القومي.
وبهذه المناسبة، أود التحدث عن اكتشاف أميركا الذي كان حدثاً مميزاً في تاريخ البشرية، فلم يهتم أي إنسان من قبل بآفاق هذا العالم كما فعل كولومبوس والتاج الاسباني، ولهذا بدأوا رحلتهم إلى المجهول.
لكن اكتشاف قارة بأكملها يعني الكثير من مجرد الوصول إليها قبل أي شخص آخر، فيعني الكشف عن هذا الجزء من العالم ودمجه إلى التاريخ، وهذا ما نحتفل به اليوم مع إخوتنا في القارة الأميركية وبقية العالم.
اليوم، تواجه اسبانيا تحدياً تاريخياً آخر يتمثل في الكساد العالمي هو الأسوأ من نوعه على مدار قرن، لكن بعزيمة ورغبة قوية في الإصلاح تمكّنا من الوصول إلى المنافسة، لنصبح الآن أصحاب فائض اقتصادي، ولتجذب اسبانيا الأموال التي تضخ إليها من الاستثمارات الأجنبية.
في الأسبوع الماضي، راجعت المؤسسات المالية العالمية مدى النمو الذي يمكن أن نحرزه خلال العام المقبل، وقد تمت إعادة الأموال العامة إلى نصابها المعهود، وبالتالي استعاد القطاع المالي قوته وانتعاشه ليقف مرة أخرى على قدميه، ورغم هذا لا يزال أمامنا الكثير كي نفعله خصوصا في مجال الاقتصاد الأوروبي، لكن الاسوأ قد مضى.
وينعكس ذلك جلياً في علاقتنا بدولة الكويت، فبسبب الروابط القوية التي تحكم جلالة الملك مع أمير البلاد، تتمتع الدولتان بعلاقات ممتازة، وفي العام المقبل نحتفل بالذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية.
وتركز العلاقات بين الكويت واسبانيا على تقوية التبادل الاقتصادي، وهذا ليس بمحض صدفة فهناك عشرين شركة اسبانية تطوعت لرعاية الفعاليات التي نظمناها في الكويت خلال العيد القومي، والعديد من شركاتنا تفتح فروعاً لها هنا.
وأنا فخور بذلك، لأنها نكقا أفضل ما تقدمه بلادنا من حيث البنية التحتية الخاصة بمجالات الطاقة المتجددة والاتصالات وغيرها، بالتحديد من خلال ما تسهم به هذه الشركات من محترفين راغبين في المساهمة في تطوير وتنمية تلك الشراكة الجديدة بين البلدين.
وللأسباب السابقة، أعمل لتسهيل إجراءات الفيزا لآلاف الأصدقاء الكويتيين كي يزوروا أسبانيا سنوياً، ضمن إطار الأعراف والإجراءات الأوروبية الحالية.
وكما اكتشف كولومبوس أميركا، اكتشف الكويتيون منذ عقود جمال كوستا ديل سول، وغيرها من المزارات المميزة في اسبانيا التي يعودون لزيارتها كل عام منذ ذلك الوقت.
أنوي أن أروّج لتلك التبادلات السياحية قدر الإمكان بالتنسيق مع شركائنا الأوروبيين لأنني على قناعة أنه من مصلحتنا أن نوسّع من فرصنا المتوافرة لتحسين النشاط السياحي والشراكات مع رجال الأعمال وتبادل الطلبة وغيرهم من أصدقائنا الكويتيين.
في الوقت ذاته، أردت أن أحتفل بعيدنا القومي هنا كي أقرّب كوستا ديل سول من الكويت قليلاً، فقد أعددنا لحفل استقبال مميز في فندق ريجنسي بضيافة طاهين من أفضل من أنجبت اسبانيا في ماربيلا فيلا بادييرنا، ليطهوا لنا أشهى المأكولات لعدة أيام... من 21 لغاية 25 أكتوبر الجاري.
وختاماً دعوني أتمنى أنه في 21 أكتوبر من العام المقبل سنتطلع إلى نصف قرن من العلاقات الديبلوماسية القوية بين البلدين، ولنبدأ العمل اليوم لمواصلة تنمية نموذج يحتذى به من العلاقات القائمة على الاحترام والمحبة المتبادلين، ومدفوعة بتوحّد المصالح المتبادلة من أجل مصلحة شعبينا كي تكون الخمسون سنة المقبلة أكثر إثراءً عن سابقتها.
* سفير المملكة الاسبانية لدى الكويت< p>