اسيل سليمان الظفيري / إنارة / وين الريموت؟

1 يناير 1970 06:53 ص
| أسيل الظفيري |

«الإنسان ابن بيئته» قالها الدكتور عبد الكريم بكار، أي أن البيئة التي نعيش بها تشكل ملامح شخصياتنا، وهذا ملاحظ فنحن نرى صفات معينة تصبغ بصبغتها مجتمعا بأسره، مثل قولنا إن اليابانيين يدمنون العمل، والسبب في هذا واضح، إن نوع التربية التي يتعرض لها المرء والمواقف اليومية التي يمر بها تشكل لديه القناعات والأفكار التي تشكل خليط شخصيته، فنحن نرى ابن البيئة الخشنة سواء كان غنيا أو فقيرا، تظهر عليه معالم القوة والصلابة في الأقوال والأفعال، في حين أن ابن البيئة المترفة يكون هينا لينا لحد التمييع.

من السمات التي اتصف بها عصرنا هي السرعة، فهي تلازمنا منذ ان نصبح وحتى المساء، حتى إن أحدنا يشترطها في تفاصيل يومه، فالجهاز ان لم يكن سريعا لا نقبل شراءه، والعامل اذا لم يوعدنا بإنجاز العمل بالسرعة المطلوبة لا نتعاقد معه، ثم نتساءل مستغربين «ليش الناس ما فيها صبر؟»

نحن نعيش في زمن الأزرار، فزر الهاتف مثلا يقرب لنا البعيد ويجلب لنا الأخبار، دون أن نكلف أنفسنا معاناة التساؤل والانتظار، وكذلك زر المكيف وزر غلاية الماء.... الخ، ان ضياع ريموت التلفاز كافٍ لنزع فتيل أزمه منزلية، حتى لا نضطر منزعجين أن نحمل أجسادنا الثقيلة من الأرائك المريحة لنغير القناة!!

إشباع الحاجات اليومية المستمر بهذه السرعة أضعف قدرتنا على الصبر الذي يحتاج لقوة نفسية كبيرة، فتكون النتيجة التوتر والانزعاج المبالغ من طابور الانتظار وزحمة الشوارع وزلة اللسان، ونحن بهذا التفصيل لا نبرر لأنفسنا قلة صبرنا، ولكني تذكرت فوائد الحياة الخشنة وما تمنحه لنا من فرص لنفعل بها الكثير من الطاقات التي نملكها، لكنها ضعفت لحد الهشاشة في عالم الأزرار.



AseelAl-zafiri@