د. تركي العازمي / وجع الحروف / طلبة «الإدارة الاستراتيجية»!

1 يناير 1970 06:31 ص
| د. تركي العازمي |

قرأت «الراي» عدد الأحد 13 أكتوبر 2013، وطبيعي جدا أن تكون النظرة الأولى على مانشيتات الصفحة الأولى وكان تصريح بن جامع حول «لافتات الطلبة» المستخدمة في انتخابات «التطبيقي» ولا علم لي بمضمونها... لكن يبقى الطلبة هم الضحية عندما يتم مزج فعاليات الانتخابات بممارسات الانتخابات النيابية، ولو أننا نعلم بأن مخرجات العملية الانتخابية البرلمانية معتمدة إلى حد كبير على الفئة العمرية للشباب طلبة الجامعات ومعاهد وكليات التطبيقي ولا أحبذ أن يصل العقاب إلى حد الفصل... علموهم، نوروهم، غيروا مفاهيمهم الثقافية ولا بأس باتخاذ تعهد من قبل حاملي اللافتات بعدم معاودة الفعل ولتكن الرقابة في الانتخابات المقبلة حاضرة وشرح شروطها ليفهمها جميع الطلبة كي لا يقعوا في المحظور.

نعود لموضوع المقال طلبة «الإدارة الاستراتيجية» الذين أمتعوني بمشاركتهم وتفاعلهم معي كأستاذ لمادة أعشق كل جزء منها، والأهم في تلك المادة كان ومازال يدور حول القيادة وعلاقتها بصيغة الرؤية، هدف المؤسسة، ومحاور التخطيط الاستراتيجي!

في محاضرة الخميس الماضي قبل اجازة عيد الأضحى، كان الحديث حول نتائج أول اختبار وتوضيح بعض الأخطاء خصوصا في جزئية أهمية تقييم الاستراتيجية بعد بدء التنفيذ وهي عملية من شأنها انجاح مفهوم العمل الاستراتيجي أو الدخول في فشل رمي كرة المسؤولية بين المعنيين في التنفيذ!

سؤال وجهه أحد الطلبة وهو «هل القيادي على رأس الهرم هو الأساس في نجاح وتطبيق الاستراتيجية؟ أم أنه عمل جماعي؟».

كانت الاجابة بشفافية ارسلتها من واقع تجربة، فالطلبة يجب أن يفهموا واقع عمل مؤسساتنا كي لا تكون مضامين الكتب الغربية هي القابعة في مخيلتهم لا سيما وأن الأمثلة تعبر عن مثالية العمل المتبع في مؤسسات غربية تقدس العمل الجماعي استراتيجيا!

واقع البيئة الكويتي يؤكد لنا غياب الرؤية المستقبلية ولا شك بأن الفشل في تقييم عملية تنفيذ الاستراتيجية مسؤول عنه القيادي أعلى الهرم والقياديون التشغيليون والسبب يرجع للمربع الأول «طريقة اختيار القياديين»، فالواسطة أو المحسوبية أو «الشللية» أو سمها ما شئت هي المعمول بها!

نحن نريد أن نسهم في تغيير ثقافة أحبتنا الطلبة في الجامعات فهم من سيتولى زمام الأمور في مؤسساتنا في المستقبل القريب وجزء من هذه المهمة يقع على القياديين في المؤسسات التعليمية، ولو أخذنا على سبيل المثال حادثة «لافتات التطبيقي» لوجدنا أنه من الضروري اقامة ورشة عمل ومحاضرة تنويرية للطلبة يستطيع من خلالها المحاضرون توضيح العمل الطلابي والقيم واللوائح المتعلقة بالانتخابات وغرس مفهوم الأسرة الواحدة في العمل الطلابي، فالنعرات القبلية، الفئوية وغيرها من الاشكال تتسبب في المنظور القريب إلى شق وحدة الصف.

لنعاملهم وفق المنهج الأكاديمي ولنزرع في أذهانهم الافكار الصالحة ولتكن المسؤولية الاجتماعية جزءاً متأصلاً في فعاليات الطلبة وفق طابع أخلاقي يحترم كل طرف منه الطرف الآخر!

المراد أن الفكر الاستراتيجي من جانب التقييم لم يكن حاضرا ليس فقط في «التطبيقي» والجامعات بل هو مستشرٍ في كل صوب وحدب وتجد أثره في الخدمات (أساسها مشاريع لها خطط معدة نظريا بشكل جميل) في بيتك ومدارس ابنائك وعملك وعلى جنبات الطريق... والله المستعان!

 

[email protected]

Twitter : @Terki_ALazmi