وجه «نداء» من طهران إلى الحجاج في مكة

خامنئي يدعو المسلمين إلى «الاتحاد» ويحذّر من رجال الدين الذين «ينفخون في نار الفتنة»

1 يناير 1970 06:03 ص
| طهران من أحمد أمين |
دعا مرشد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي، امس، المسلمين إلى «الاتحاد»، وحذر من «العناصر التكفيرية» التي صارت «ألعوبة بيد الساسة الصهاينة (اسرائيل) وحماتهم الغربيين»، ومن «رجال الدين الذين ينفخون في نار الفتنة بين الشيعة والسنة».
وقال خامنئي في نداء وجهه من طهران إلى الحجاج في مكة، إن «كل ما تشهده دول غرب آسيا والخليج وشمال إفريقيا من حروب داخلية وعصبيات دينية وطائفية واضطراب سياسي وانتشار للإرهاب، هو نتاج المخططات الشيطانية والاستكبارية للأجهزة الأمنية الأجنبية وعملاء الحكومات العميلة لها في المنطقة، وهي تحصل في الدول التي تتوفر فيها الأرضيات المستعدة. وتحوّل حياة شعوبها إلى جحيم وتذيقهم المرارة».
واعتبر أن «العلاج البنيوي والأساسي يمكن تلخيصه: باتحاد وتآخي المسلمين تحت لواء التوحيد، ومعرفة العدو ومواجهة مخططاته وأساليبه».
وقال «إن العناصر التكفيرية صارت اليوم ألعوبة بيد الساسة الصهاينة الغدارين وحماتهم الغربيين وتقوم بجرائم كبيرة وتسفك دماء المسلمين والأبرياء».
وتحدّث عن «الدعاة والمتزينين بلباس رجال الدين الذين ينفخون في نار الاختلافات بين الشيعة والسنة»، وقال إنه وككثير من علماء الإسلام والحريصين على الأمة الإسلامية يعلن مجدداً «أن أي قول أو عمل يشعل نار الاختلاف بين المسلمين، وأيضا أي إهانة لمقدسات أي من الفرق الإسلامية او تكفير احد المذاهب الإسلامية هو خدمة لمعسكر الكفر والشرك وخيانة للإسلام ومحرم شرعاً».
وحذّر «من عدم جواز الوقوع في خطأ تحديد العدو الأساسي الذي هو اليوم جبهة الاستكبار العالمي والشبكة الصهيونية المجرمة نفسها».
وقال إن «الدول المستكبرة وفي مقدمتها اميركا وبمساعدة وسائلها الإعلامية الواسعة والمتطورة تقوم بإخفاء وجهها الحقيقي كما تقوم بخداع الرأي العام للأمم والشعوب من خلال التظاهر بحماية حقوق الإنسان والديموقراطية. إن هؤلاء يتظاهرون بالدفاع عن حقوق الشعوب في وقت تكتوي الشعوب الاسلامية بكل كيانها بنار فتنهم».
وأشار إلى إن «ما يحصل في فلسطين وسورية والبحرين وأفغانستان وباكستان والعراق وميانمار وغيرها من الدول التي يتم تهديدها عسكريا باستمرار من قبل اميركا او حلفاؤها او تحاصر اقتصاديا أو تهدد امنيا... يري الوجه الحقيقي لقادة النظام السلطوي».
من ناحية أخرى، أعرب وزير خارجية ايران وكبير مفاوضيها النوويين محمد جواد ظريف عن أمله في التوصل خلال المحادثات التي ستجري في جنيف هذا الاسبوع الى «خريطة طريق» تحدد مسارا لتسوية المواجهة القائمة بين طهران والقوى العالمية... لكنه حذر من أن العملية ستكون معقدة.
ومن المقرر أن تبدأ المفاوضات المتعلقة ببرنامج ايران النووي في جنيف، اليوم، وستكون الاولى منذ انتخاب حسن روحاني رئيسا.
وقال ظريف في رسالة نشرها على صفحته على موقع «فيسبوك» في ساعة متقدمة من مساء أول من أمس «غدا (اليوم) بداية طريق صعب وطويل نسبيا. وامل بأن نتمكن بحلول الاربعاء (غدا) من التوصل الى اتفاق على خريطة طريق لايجاد سبيل يقود الى تسوية».
وتابع: «لكن حتى مع توافر حسن النية من الطرف الاخر، فان الوصول الى اتفاق حول التفاصيل وبدء التنفيذ سيتطلب على الارجح اجتماعا اخر على المستوى الوزاري».
ورفض عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الايراني، مطالب الغرب بأن تشحن ايران مواد نووية حساسة الى الخارج، لكنه أشار الى أنها ستبدي مرونة في ما يتعلق بجوانب أخرى من أنشطتها النووية التي تثير قلق القوى العالمية.