د. تركي العازمي / وجع الحروف / الصانع... و«الأكفأ أولى»!

1 يناير 1970 06:33 ص
| د. تركي العازمي |

لم ألتق بأمين سر مجلس الأمة النائب يعقوب الصانع إلا مرة واحدة «سلام على الماشي» وبعد إعلانه يوم الثلاثاء الموافق 8 أكتوبر 2013 عن الحملة الشعبية لتمكين العناصر الوطنية الكفؤة من الجنسين من تولي المناصب القيادية الوسطى والعليا في الهرم الإداري بالقطاع الحكومي بعيدا عن أي انتماءات مذهبية أو فئوية أو نفوذ سياسي أو مالي وتطرقه إلى ضرورة تفعيل دور لجنة الشكاوى والعرائض، أرى إنه حان الوقت لعرض واقع الحال والتحرك المطلوب من مجلس الأمة من واقع تجربة!

أولا، أستغرب التركيز على القطاع الحكومي وتجاهل القطاع الخاص وتحديدا الشركات التي تساهم بها الحكومة خاصة وأن الحكومة تلقي بثقلها تنفيذيا على الاعتماد على القطاع الخاص من خلال برنامج دعم العمالة والمشاريع الحكومية.

ثانيا، رسالة الدكتوراه التي طبقناها على كبرى شركات القطاع الخاص أثبتت من النتائج أنها تعاني من «الواسطة» الداء الذي «قتل» طموح العناصر الوطنية الكفؤة... وأعني من يعمل وفق مسطرة أخلاقية محددة الأبعاد.

ثالثا: أستغرب من نائب يعلم بأن هناك توجهاً سابقاً يخص تعديل طريقة تولي المناصب القيادية قدمه النائب د. ناصر الصانع فهل كل مجلس أمة يعمل بمفرده أم أن العمل النيابي هو عمل جماعي يستفيد النائب الحالي من عطاء النواب السابقين.

لا تستغرب أخي النائب يعقوب الصانع.. لا مجال للغرابة هنا لا سيما وانكم تعلمون بقضية المسرحين من القطاع الخاص و«المجمدين» في القطاع الحكومي فمحدثك حصل على درجة الدكتوراه في القيادة عنوانها «أهمية القيادة الجيدة والأخلاقية في تحويل الاقتصاد الكويتي»... عرضناها على بعض النواب ورحبوا بها وحاولنا توضيحها لسمو رئيس مجلس الوزراء ولم تسنح الفرصة المناسبة!

إننا نفهم التعسف الإداري من قبل بعض القياديين وحللنا بعض القرارات والمؤثرات المرتبطة بها... فهمناها وعرفناها ولم نجد أذنا صاغية!

كيف يحق لنا توفير قاعدة عمل معنية بتحديد المواصفات المطلوب توافرها في قيادي الغد ونحن غير مهيئين لها لأننا ببساطة الأمر نترك منهج اختيار القياديين لمن لا يعرف أبسط الشروط الواجب توافرها في القيادي بين المرشحين... والحاصل أن كل شخصية مؤثرة في أصحاب القرار تأتي بمرشح وتقدمه «هذا رفيجه، هذا يعز عليه، هذا من قبيلته أو فئته، هذا محسوب على صاحب نفوذ لتمرير مصالحه... وحتى الحملات السابقة راحت «باح» وقس عليها «ذخر» وغيرها!

أعلم أنني لا أعرف المجاملة وأحترم «درب» أخلاقيات المهنة وأقدس الاحترافية في العمل وقد خسرت الكثير الكثير الكثير لكنني كسبت المعرفة والخبرة في زمن لا أظنه مهيأ لدراسة أمضيت فيها أربع سنوات والأكثر غرابة أن البعض طلب مني الذهاب والتصوير مع أحد «الكبار» لينتهي مصير محصلة جهد سنوات بصورة ومجلد «يركن» على الرف!

عذرا أحبتي الكرام... إن البحث بعدالة في مسألة المناصب القيادية يزج بك تلقائيا في مجال «عش الدبابير» ولن يستطيع مجلس الأمة وإن أجمع على أهمية الحملة من عمل اي تغيير، إنها متأثرة بالعوامل/ الانتماءات التي ذكرها النائب في مؤتمره الصحافي ولن ينفع علماء وخبراء القيادة الغربين من تغييرها فثقافتهم تختلف عن سياق مؤسساتنا العام منها والخاص ونتذكر هنا تقرير لشركة ماكينزي العالمية في عام 2004 الذي اكد على ضعف المستوى القيادي وغيره الكثير من الدراسات... فالأهواء والكيمياء الشخصية هي المتحكمة في قرارات تنصيب القيادات والمطلوب تغيير ثقافتنا تجاه مفهوم «الأكفأ أولى» والحديث يطول في هذا الجانب... والله المستعان!



Twitter : @Terki_ALazmi

[email protected]