د. وليد التنيب / قبل الجراحة / من شروط تعيين القيادي

1 يناير 1970 04:43 م
| بقلم: الدكتور وليد التنيب |

هل يحتاج الوصول للمنصب القيادي إلى مواصفات خاصة يجب أن تتوافر في من يتم ترشيحه لهذا المنصب؟!

وهل المتطلبات في القطاع الحكومي تختلف عن القطاع الخاص؟!

كان جاسم يعمل في القطاع الخاص... نعم، اتجه إلى القطاع الخاص بعدما جرّب العمل الحكومي لسنوات... كان جاسم في القطاع الحكومي موظفاً مثالياً... عُرِف عنه حب العمل مع الاجتهاد والإخلاص.

ترك جاسم العمل الحكومي وكله أمل بأن القطاع الخاص هو المكان الصحيح لأمثاله من المجتهدين.

كان مؤمناً بأن اتخاذ القرار في القطاع الخاص لا تحكمه أي عوائق... أو مصالح شخصية، خصوصاً أن الجهة الحكومية التي كان يعمل بها كانت تعاني من كثرة القوانين واللوائح مع قصور ومزاجية في تطبيق القانون.

عمل جاسم في شركة كبرى يشار إليها بالبنان... اجتهد وأخلص في العمل وعُرِف عنه الأمانة وحب تطبيق القانون على الجميع مع عدم تجاوزه للنظم.

كل هذا الاجتهاد لم تقابله أي مكافأة أو ترقية من الشركة التي يعمل بها... دائماً يسأل نفسه لماذا الكل يترقى إلا هو.؟!... كان على قناعة بأنه يستحق منصباً قيادياً في هذه الشركة، ولكن يبدو أن الوصول إلى المنصب يحتاج لصفات غير متوافرة في جاسم.

في يوم وقع ابن جاسم بمشكلة كبيرة... لم يجد جاسم إلا أحد المتنفذين في الشركة التي يعمل بها لكي ينقذه ويتدخل لدى السلطات ويستخدم ما لديه من نفوذ... كان يعلم أن إنقاذ ابنه يعني تجاوزاً صارخاً للقانون... ومع هذا لم يكن لديه أي خيار.

تم إنقاذ ابن جاسم وإنقاذ مستقبله، وشكر جاسم رئيسه في العمل فهو من توسط لابنه.

لم يمض أسبوع حتى تمت ترقية جاسم إلى منصب مرموق في هذه الشركة... منصب يجعل جاسم هو الآمر الناهي بالنواحي المالية للشركة.

ومنذ اليوم الأول طُلِب من جاسم تجاوز القانون... حاول الامتناع، فهو صاحب مبدأ... ولكن تم تذكيره بقصة ابنه وكيف تجاوز القانون.

رضخ جاسم لكل الطلبات التي طلبت منه لتجاوز القانون، وفي كل مرة كان يذكّر نفسه بأنها المرة الأخيرة...

وهكذا اكتشف العالم أحد أهم متطلبات الترقية لمنصب قيادي.

(ويقولون يبون لجنة لوضع معايير لاختيار القياديين)